الغارة الإسرائيلية الأخيرة بين روايتي دمشق وموسكو

دمشق/ القامشلي- نورث برس

نشرت وسائل إعلام روسية، أمس السبت، تقريراً أميركياً يقول إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا ألحقت ضرراً بأحد مدرجات الهبوط في مطار دمشق الدولي.

والخميس الماضي، شنت إسرائيل غارات على سوريا، قالت الحكومة السورية إنها استهدفت المنطقة الجنوبية من البلاد، أسفرت عن مقتل جندي واحد وخسائر مادية.

وبحسب وكالة “سانا” التي تديرها الحكومة السورية، فإن الدفاعات الجوية تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت معظمها.

إلا أن الإعلام الروسي نقل عن شركة “Aurora Intel” الأميركية المختصة بتغطية الأحداث في الشرق الأوسط وخارجه، صورة قال إنها “تظهر حفرة من المرجح أن القصف الإسرائيلي خلفها في هذا المدرج”.

وأشارت الشركة إلى أن الصور الفضائية تؤكد تعرض مطار دمشق لثلاث غارات على بعد 600 متر عن بعضها البعض فجر الخميس الماضي.

وشدد موقع “The War Zone” الأميركي المختص بالشؤون العسكرية، على أن الجزء الغربي من مطار دمشق مغلق حالياً أمام حركة الطائرات وأعمال الترميم جارية هناك.

وقال الموقع إنه “من غير الواضح لماذا طالت الغارات هذا المدرج تحديداً، خاصة وأن هناك مدرجاً آخر يجري استخدامه بشكل نشط وسط حديث عن هبوط طائرات فيه تنقل مواداً لدعم العسكريين الإيرانيين المنتشرين في سوريا”، بحسب ما نقلته وسائل إعلام روسية.


اقرأ أيضاً:


“معركة بين الحروب”

وهذه ليست المرة الأولى التي تروي فيها روسيا رواية مخالفة لرواية دمشق فيما يخص الغارات الإسرائيلية، ففي الشهر الماضي، أعلنت روسيا عن مقتل جندي في غارة إسرائيلية على حمص، بينما لم تعلن دمشق عن ذلك.

ويقول مراقبون إن روسيا التي تدعم “الأسد” تتعمد إحراجه بين الحين والآخر وتكذب رواية الحكومة السورية حول الغارات الإسرائيلية في سوريا.

وتضرب إسرائيل أهدافاً إيرانية سواء في البحر أو داخل إيران تحت غطاء من السرية.

ويأتي هذا في سياق ما تسميه إسرائيل “المعركة بين الحروب” التي تقول إنها تديرها منذ عام 2015، حيث تقوم بعمليات موجهة ضد أهداف في سوريا أو تصعّد بين الحين والآخر ضد غزة أو لبنان.

والشهر الماضي، كشف الجيش الإسرائيلي عن نشوء تفاهم “ضمني مصلحي” بين تل أبيب ودمشق وموسكو على تقليص نفوذ طهران في سوريا.

وفي تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، قال إن إسرائيل تخوض حرباً باردة مع إيران، وستعمل كل ما في وسعها من أجل تحييد ما وصفه بالتهديد الإيراني.

وفي تصريح سابق لوزير الدفاع الإسرائيلي، قال: “من الضروري أن يعمل العالم لمواجهة إيران، وإسرائيل مستعدة لفعل كل ما يلزم في جميع الجبهات وخاصة في الجبهة الشمالية”.

“تهديد مباشر بالتصعيد”

وفجر الثلاثاء الماضي، تعرض مرفأ مدينة اللاذقية السوري لقصف جوي إسرائيلي هو الأول منذ بداية الحرب السورية.

وفي تعليقها على الغارة قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن الغارة الإسرائيلية على ميناء اللاذقية استهدفت شحنة أسلحة إيرانية تحوي منظومات دفاع جوي.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بعد استهداف ميناء اللاذقية السوري، إن تل أبيب “لن تتوقف ثانية واحدة عن محاربة القوى الهدامة”.

وخلال السنوات الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة بشكل خاص مواقع لقوات الحكومة السورية وأهدافاً لفصائل إيرانية من أبرزها مجموعات تتبع لحزب الله اللبناني.

وأورد الجيش الإسرائيلي، في تقرير، أنه قصف في عام 2020 نحو 50 هدفاً في سوريا.

ونادراً ما تؤكد أو تعترف إسرائيل بتنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تقر بشكل عام أنها تنفذ عمليات ضد الجماعات المرتبطة بإيران في سوريا، من أجل منع نقل الأسلحة وإحباط الهجمات ضد إسرائيل من سوريا.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر، أعلنت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء نفتالي بينت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا في لقائهما الأخير في سوتشي، على مواصلة السياسة الحالية، التي تمنح الجيش الإسرائيلي الحق بالعمل بحرية في سوريا.

وقال وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف إلكين، الذي حضر الاجتماع كمترجم ومستشار لبينيت، إن روسيا “لن تعيق الحملة الجوية للجيش الإسرائيلي على سوريا”.

وكالات