ما بعد داعش (4):جهود تأهيل أطفال لعائلات داعش في مركز بالحسكة

الحسكة – نورث برس

تقول مدربات ومربيات في مركز “هلات” بالحسكة لتأهيل ورعاية أطفال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إنهن وبعد أكثر من شهرين من التأهيل والتعليم، ما زلن يواجهن صعوبات “لتحرير الأطفال من الفكر المتشدد”.

وتواجه المربيات صعوبات أكثر في التعامل مع أطفال كبار نسبياً (بين عشرة أعوام و12 عاماً)، فقد تم تلقينهم فكر التنظيم طوال سنوات.

وفي الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، افتتحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مركز “هلات” لتأهيل ورعاية الأطفال الذين تقبع أمهاتهم في السجون التي تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية.

ويضم المركز ثماني مدربات ومربيات يمتلكن مهارات وخبرات التعامل مع الأطفال “المشبعين بأفكار متشددة”.

ويتألف من ثلاثة صفوف للتعليم (غرف مسبقة الصنع)، إلى جانب صفوف للاستراحة والنوم، مقسمة بحسب الأعمار والجنس.

وتدعم وحدات حماية المرأة (ضمن قوات سوريا الديمقراطية) المشروع بالتعاون مع التحالف الدولي لتوفير فرص تعليم وتأهيل لأطفال سجينات ممن عملن مع تنظيم “داعش” وخلاياه.

ويضم المركز الآن 55 طفلاً من جنسيات أجنبية وعربية باستثناء سورية وعراقية، تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً، ويداومون نهاراً في المركز الواقع في المدخل الشرقي لمدينة الحسكة، بينما يكون المساء موعد التقائهم مع أمهاتهم السجينات.

وتعيش أمهات هؤلاء الأطفال وغالبيتهم مهاجرات في سجن خاص بالنساء (تشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي)، بعد قيامهن بأعمال إجرامية ومحاولات فرار وقتل في مخيم الهول شرق الحسكة.

“أمهات متطرفات”

وقالت بروين العلي، وهي إدارية في مركز هلات، إن الأمهات تقمن طيلة فترة تواجد الأطفال معهن بغرس “الفكر المتشدد والمتطرف في عقولهم ونفوسهم، كأن يكونوا فدائيين للدولة الإسلامية”.

وأشارت إلى أن ذلك يشكل صعوبة أمام العملية التأهيلية للأطفال.

ولكن “العلي” ذكرت أنهم رغم كل ذلك سيستمرون في تأهيل الأطفال وذلك “حتى يصل الطفل إلى مرحلة الاندماج مع المجتمع بشكل سليم”.

وأضافت أن أمهات هؤلاء الأطفال “ارتكبن أعمالاً سيئة من جرائم ومحاولات قتل ومحاولة الفرار من مخيم الهول وهن متطرفات ومتشددات، لكن الأطفال لا ذنب لهم بالبقاء في السجن برفقة أمهاتهم ويجب علينا تأهليهم”.

ويتلقى الأطفال إلى جانب رعايتهم دروساً في الحساب واللغتين العربية والإنكليزية، بالإضافة لأنشطة الموسيقى والرسم والرياضة.

وبعد تجاوز الأطفال الذكور سن الثانية عشرة، سيتم نقلهم إلى مركز “هوري” الخاص بتأهيل أطفال داعش في ريف القامشلي، في حال بقيت أمهاتهم في السجون،  بحسب “العلي”.

وفي حال خرجت الأم من السجن وعادت إلى مخيم الهول سيعود الطفل معها، رغم مخاطر الإقامة هناك.

وبحسب الإحصائيات غير الرسمية، قتل أكثر من 90 شخصاً بينهم نساء وأطفال من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين خلال العام الماضي في مخيم الهول.

ورأت الإدارية أنه “ليس من المناسب بقاء ذكور في المركز بعد تجاوزهم سن الثانية عشرة وخاصة في ظل وجود نساء ليس لهم أي صلة بهن، كما أنه ليس أخلاقياً وضعهم في سجن خاص، لذا استمرار تأهيلهم في مركز هوري يبقى أفضل”.

اتهامات

الإدارية في مركز هلاتقالتإن هناك جهات، لم تسميها، تعادي المشاريع التي يقومون بها وتوجه اتهامات “باطلة” للمركز مفادها “أننا نقطع صلة الرحم بين الأطفال وأمهاتهم ونحاول قطع علاقتهم بهم”.

“لكن كل تلك الاتهامات ليست صحيحة، إذ أن الأطفال يبقون في المركز لثماني ساعات فقط”.

ويبدأ دوام الأطفال في المركز من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، ليعودوا بعد ذلك إلى أمهاتهم في السجن.

وتشرف قوات التحالف الدولي على المركز ولها زيارات شبه يومية، بالإضافة للزيارات الدائمة لمنظمات دولية.

وتواجه خولة الخلف، وهي مربية تعمل في مجال الدعم النفسي للأطفال في مركز هلات، كما باقي المربيات، صعوبة في التعامل مع الأطفال الصغار الذين لا يتقنون العربية، “فيتم التعامل معهم عبر الإشارات والإيحاءات”.

وقالت إنها تحاول من خلال استخدام وسائل مختلفة لإيصال معلومات للأطفال، تعتمد غالبيتها على الصور والأشكال لتعليم العمليات الحسابية.

وأضافت: “في المركز هناك مساحة للعب والحرية أكثر من السجن، لذا نحاول عن طريق اللعب والأنشطة الترفيهية إعطاء الطفل مساحة ليمارس حريته ويروح عن نفسه”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد


اقرأ أيضاً