ما تداعيات تعليق قسد لعملياتها ضد “داعش”؟

غرفة الأخبار ـ نورث برس

يشكل تعليق قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا، لعملياتها مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بسبب انشغالها بالتهديدات والقصف التركي، خطورة على المنطقة بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام.

وأمس الأربعاء، وبناءً على التصعيد التركي المستمر على المنطقة، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، تعليق عملياتها ضد خلايا “داعش”.

ونقل فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، عن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أنّ قواتهم لن تستطيع مواصلة مهامها في الوقت الحالي ضد خلايا التنظيم.

وعلل “شامي”، بأن قواتهم منشغله بالتعامل مع الاعتداءات التركية في الوقت الحالي.

ومنذ ليل السبت ـ الأحد الماضي، نفذت القوات التركية مئات الضربات الجوية والبرية على طول الشريط الحدودي شمالي وشمال شرقي سوريا.

وفي الثالث والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي، قال القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، إنّ استهدافات تركيا، “استفزازات تهدد الأمن والسّلام وتعيق العمليات المناهضة لتنظيم (داعش)”.

وفي شباط/ فبراير الماضي، قال مايكل روبين، مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، في تصريحات خاصة لنورث برس، إنه على الولايات المتحدة أن تدرك بأن الاستمرار بتمكين تركيا من محاور في الملف السوري يعني أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” سيبقى على قيد الحياة.

وأشار إلى أن “تركيا تأوي وتوفر ملاذًا آمنًا لداعش على أراضيها والمناطق التي يسيطر عليها وكلائها وهذه حقيقة بسيطة، حيث تحمي تركيا التنظيم”.

ونهاية العام الماضي 2021، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان نشره البيت الأبيض على موقعه الرسمي، إن “أعمال الحكومة التركية المتمثلة في الهجوم العسكري على شمال شرقي سوريا، تقوض الحملة لدحر تنظيم داعش”.

ورغم أنه في الشهر الماضي، وبالتحديد في الذكرى السنوية لطرد “داعش” من الرقة، شددت قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، على مواصلة محاربة التنظيم مع شركائهم المحليين في سوريا، إلا أن الوضع لم يدم طويلاً لتبدأ تركيا بقصفها وتهديدها بعملية عسكرية في المنطقة، دفعت “قسد” لتعليق عملياتها ضد التنظيم.

ومنتصف تموز/ يوليو الماضي، قال قائد “قسد”، إن أحد أهداف تركيا لغزوها للمنطقة هو توجيه ضربة لجهود “قسد” والتحالف الدولي ضد الإرهاب وفي حال شنت أي هجوم ستفشل هذه الجهود.

وذكر حينها، أنه “من الصعب على قواتنا المحاربة على جبهتين ضد “داعش” وضد تركيا، وأن “أي هجوم للاحتلال تركي هو تقويض الحرب ضد التنظيم”.

وقال مسؤول رفيع في التحالف الدولي، في آب/ أغسطس الماضي، حول التصعيد التركي ضد “قوات سوريا الديموقراطية” قال: “ندين أي أعمال يقوم بها أي طرف ثالث يحاول عرقلة العمليات المستمرة لهزيمة داعش وتهديد أمن السكان المدنيين”.

وأردف: “مثل هذه الاعتداءات قد تؤدي إلى تعطيل عمليات هزيمة داعش وتعريض أمن مراكز الاحتجاز التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية للخطر”.

وأضاف: “لقد رأينا رغبة قادة داعش في استهداف هذه المنشآت في الماضي القريب، وإذا أدركوا أن هناك ضغوطًا أقل لمكافحة الإرهاب في سوريا، فقد يتجرؤون على القيام بهجمات جيدة”.

وأشاد بدور “قسد” في محاربة داعش، لافتاً، قاتلت قوات سوريا الديمقراطية بشجاعة لتحرير ما يقرب من نصف سوريا من سيطرة داعش وتواصل الحفاظ على هذه المناطق آمنة، مع توفير الأمن لاحتجاز أكثر من عشرة آلاف من عناصر “داعش” بالإضافة إلى توفير الأمن لأكثر من 60 ألف نازح في جميع أنحاء شمال شرقي سوريا.

واليوم، دعا مظلوم عبدي الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وقف الهجوم البري التركي المحتمل، لأن من شأن ذلك أن يدمر شمال سوريا ويعطل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش”، على حد قوله.

وأضاف أن “التوغل سيدمر المنطقة ويزيد من تعقيد الأزمة في سوريا”، محذراً من أن تنظيم “داعش” ستستغل الفوضى من أجل “إعادة تنظيم صفوفها وإعادة ظهورها”.

وقال عبدي إن “الغارات الجوية تهدد أيضاً مخيمات اللاجئين ومراكز الاحتجاز التي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي داعش السابقين وعائلاتهم”.

وأشار الجنرال إلى أن “إحدى الغارات أصابت منطقة قريبة جداً من مركز احتجاز في مدينة القامشلي، يأوي 500 من معتقلي داعش”.

وأضاف أن غارة تركية استهدف المنطقة بالقرب من مخيم الهول، الذي يضم 60 ألف من أفراد عوائل “داعش”، أدى إلى “مقتل ستة من حراس قوات سوريا الديمقراطية، وفي أعقاب الغارة، ”تمكنت مجموعة من أفراد عائلات داعش من الهروب”.

وتشكل عودة نشاط “داعش” في شمال شرقي سوريا، خطراً على المنطقة بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام، من ناحية قدرة هؤلاء العناصر على الوصول إلى بلدانهم التي جاؤوا منها، وما يشكل ذلك من خطر على تلك الدول.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله