هيئة تحرير الشام تضيّق على مربي الطيور والمواشي في إدلب

إدلبنورث برس

ينوي مصطفى هامو (34 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، بيع حمامه خوفاً من تعرضه للاعتقال على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

وقال “هامو” والذي يربي الحمام منذ 15 عاماً إن مربي الطيور لم يسلموا من التضييق على حياتهم وعملهم.

وفي الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، أصدرت “الإنقاذ” قراراً منعت بموجبه تربية المواشي والدجاج والحمام بغرض “الكش” ضمن مدنية إدلب.

وقالت إن القرار صدر بسبب كثرة الشكاوى حول تربية الدواجن والمواشي و”كش الحمام” في المدينة وإنه جاء “بناء على مقتضيات المصلحة العامة”.

وأثار القرار موجة سخرية بين سكان وناشطين واعتبروه تضييقاً للخناق عليهم كغيرها من القرارات التي تفرض “الإنقاذ” من خلالها قيوداً على الحياة.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2017، شكلت هيئة تحرير الشام حكومة الإنقاذ، ثم سيطرت على كامل منطقة إدلب وجزء من ريف حلب بعد أن أزاحت الفصائل الأخرى.

وبعد تعزيز سيطرتها عسكرياً، أصدرت “الإنقاذ” خلال العام الحالي سلسلة قرارات ارتبط معظمها بتشديد قبضتها على مفاصل الاقتصاد والأعمال والمجتمع، من بينها منع مهن وحرف.

تهديد مربين

ويتهم ناشطون محليون “الإنقاذ” بسن قوانين وأنظمة بهدف كسب أرباح على حساب السكان والنازحين الذين يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة.

ولا يخفي رائد الزيدان (45 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في مدينة إدلب، نيته ترك مكان إقامته والتوجه إلى مناطق أخرى بعد أن بات غير قادر على تربية الطيور بعد القرار الأخير.

وقال النازح الذي ينحدر من مدينة معرة النعمان جنوب إدلب إنه فضل اصطحاب حمامه معه على نقل أثاث منزله أثناء نزوحه من مسقط رأسه.

وأشار “الزيدان” إلى أنه لم ينفذ القرار في بداية الأمر، “ولكن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الإنقاذ هددتني بمصادرة جميع الطيور في حال تابعت كش الحمام وهو ما يدفعني للتفكير في تغيير مكان إقامتي”.

ويقول سكان في إدلب إن الهيئة وعبر أجهزتها الأمنية تضيق الخناق عليهم عبر فرض أحكامها وأفكارها ومعتقداتها الدينية ويتدخل عناصرها في أدق تفاصيل حياتهم والتي تشابه ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

“قرار مثير للسخرية”

وعلى مقربة من الأطراف الغربية لمدينة إدلب، يتابع رائد القندح (35 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في مدينة إدلب، كش طيوره كالعادة متجاهلاً القرار الذي اعتبره “مثيراً للسخرية”.

وقال الرجل الثلاثيني إنه غير آبه بعواقب مخالفة القرار وخاصة أن يعتمد على بيع بعض الطيور كمصدر لكسب قوته، “عوضاً عن ملاحقة  كش الحمام عليهم أن يؤمنوا لنا فرص عمل نستطيع من خلالها الإنفاق على عائلاتنا”.

ويعيش السكان والنازحون في إدلب أوضاعاً معيشية صعبة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخبز والمحروقات التي ترتبط أسعارها بقيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي.

ووصلت نسبة البطالة في منطقة سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا إلى 89 بالمائة، بحسب إحصائية لفريق “منسقو استجابة سوريا”.

ووصف محمد السيد (28عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة إدلب، قرارات حكومة الإنقاذ بأنها “عبثية وغير منطقية” في ظل ما تشهده المنطقة من تدهور الأوضاع الاقتصادية.

ورأى أن هيئة تحرير الشام تسعى لتوسيع مشروعها والمزيد من التضييق على الحريات.

ويتهم سكان في إدلب حكومة الإنقاذ، التي جددت هيئة تحرير الشام الثقة بها لدورة جديدة، بـ “الظلم والاحتيال والتلاعب بالأسعار”.

وأضاف “السيد” أنه من الأجدر بحكومة الإنقاذ أن تضبط فوضى الأسعار في الأسواق، “لا أن تلاحق كش الحمام  وتربية الطيور”.

 إعداد: سمير عوض- تحرير: سوزدار محمد