تكتل فصائل للمعارضة وتغيير أسمائها لم يحسن صورتها شمال غربي سوريا
ريف حلب الشمالي- نورث برس
يُشكك سكان وعسكريون في مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي شمالي سوريا، في جدوى الإعلان عن تشكيلات جديدة بين صفوف فصائل المعارضة العسكرية مؤخراً، معتبرين أن الإعلان عن الأسماء الجديدة يتم دون أي تغيير في سلوكها أو تعاملها.
ولا يرى السكان جدوى من توحّيد تلك الفصائل تحت مسميات جديدة في ظل زيادة الخلافات فيما بينها حتى ضمن التشكيلات الجديدة.
المضايقات نفسها
وقال سليم السباعي، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة إعزاز شمال حلب، لنورث برس، إن التكتلات والاندماجات بين الفصائل، والتي تظهر بين الفترة والأخرى في المنطقة، “مجرد حبر على ورق ولا جدوى منها ولا فائدة”.
وأضاف أن “الناس أصابها الضجر من تلك المسميات المستحدثة للتشكيلات الموجودة نفسها، دون حدوث شيء مُثمر على أرض الواقع، يغير نظرة الناس لها”.
وفي الثالث والعشرين من آب/أغسطس الماضي، أعلنت فصائل فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه ولواء صقور الشمال انسحابها من غرفة القيادة الموحدة (عزم)، بعد أقل من شهر على الانضمام لها، بسبب خلافات على التمثيل.

وفي التاسع من هذا الشهر، أعلنت خمس فصائل في الجيش الوطني المعارض الموالي لتركيا شمال غربي سوريا، الخميس، اندماجها في تشكيل جديد باسم “الجبهة السورية للتحرير”.
ويضم التشكيل الجديد، الذي أُعلن عنه عبر بيان رسمي، فصائل فرقة السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة وفرقة المعتصم وفرقة “صقور الشام وفرقة العشرين.
وعيّنت الجبهة معتصم العباس (قائد فرقة المعتصم) قائداً لها، فيما سيكون سيف بولاد (قائد فرقة الحمزة) نائباً له، بينما يتوزع عناصر الفصائل المنضوية ضمنها في المناطق التي تسيطر عليها بدعم تركي في أرياف حلب والحسكة والرقة.
ووفقاً للبيان الجديد، فإن الاندماج يهدف لإيجاد “قيادة واحدة وفاعلة تتجاوز حدود التنسيق وتعمل تحت مظلة الجيش الوطني”.
وتتهم جهات حقوقية محلية ودولية الفصائل المنضوية في التشكيل الجديد بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان والقيام بأعمال خطف وتعذيب وقتل في مناطق سيطرتها.
وبحسب سكان فإن التشكيل الجديد لم يثمر إلا الشحناء والتضييق على السكان وزيادة الاعتقالات في مناطق سيطرته.
وكان آخر تلك المشاحنات تهديد قيادة تشكيل الجبهة السورية للتحرير، لمحمد الجاسم (أبو عمشة)، قائد فرقة السلطان سليمان شاه المعروفة بالعمشات، بالعزل من مهامه في التشكيل الجديد، في حال لم يلتزم بالمهام الموكلة إليه.
حيث قامت قيادة التشكيل وبعد عدم الرد على رسائلها من قبل أبو عمشة، بتوجيه بيان له تلومه على إهمال واجباته، وتوكيله لشقيقه وامتناعه عن الردّ و الظهور، وخصوصا في حفل تشكيل الجبهة السورية للتحرير.
وأثرت الخلافات والتشكيكات بين قيادات تلك الفصائل بشكل كبير على الحاضنة الشعبية في مناطق سيطرتها، ونشرت حالة من الاستياء والغضب.
ويرى ياسر شوبك (23 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في ريف حماة الشمالي، أن التكتلات باتت تسبب حالة من الفوضى بشكل كبير، “بسبب تدخلها المستمر في الشؤون المدنية وتفاصيل حياة السكان بدل الاهتمام بالجانب العسكري”.
وأضاف أن “محاربة الفصائل لقوات النظام السوري، لا يشفع لهم بإمكانية منعهم للسكان من التعبير عن آرائهم وإسكاتهم عن الأخطاء الحاصلة من قبل تلك التشكيلات”.
ويرجو “شوبك” أن يوضع حدّ لتلك الانتهاكات، ومنع العسكريين من التدخل في شؤون السكان، “لأن ذلك يخلق فوضى كبيرة، إضافة للفوضى الحاصلة والتي يكون المدنيون ضحاياها أغلب الأحيان”.
ويقول إن الحل الأمثل هو “دمج تلك الفصائل تحت راية واحدة وإلغاء جميع المسميات، وضبط سلوكها، لا تكثيف الحواجز ومضايقة الأهالي”.
أسماء جديدة
وتحظى أغلب تلك الفصائل بدعم لوجستي وعسكري من قبل تركيا، وشاركت في عدة عمليات عسكرية شمالي سوريا إلى جانب الجيش التركي، أسفرت أبرزها عن سيطرة تركيا على مناطق عفرين وسري كانيه (رأس العين) و تل أبيض، وتسببت بتهجير ما يزيد عن 600 ألف من سكانها.
وتتهم منظمات دولية وسكان تلك الفصائل بالمسؤولية عن عمليات الاختطاف والقتل والاعتقال المستمر للسكان الأصليين، والبدء بعمليات تغيير ديموغرافي في تلك المناطق خاصة.
إقرأ أيضاً:
حقوقي يكشف حصيلة انتهاكات تركيا ومسلحي المعارضة في عفرين منذ مطلع العام
العفو الدولية تتهم تركيا وفصائل المعارضة بارتكاب انتهاكات في شمال شرقي سوريا وعفرين
لجنة التحقيق الدولية بسوريا تتهم فصائل المعارضة بـ”جرائم حرب” والحكومة بـ”جرائم ضد الإنسانية”
“هيومن رايتس ووتش”: تركيا وفصائل المعارضة ارتكبت جرائم حرب في عفرين وشمال شرقي سوريا
“مجرد مافيات“
ويقول خالد الصليبي، وهو اسم مستعار لعنصر في الجبهة الوطنية للتحرير، وهي إحدى تشكيلات الجيش الوطني، إنه حينما تم تشكيل الجيش الوطني عام 2017 ، فرح السكان بالاتحاد الحاصل، ولكن بعد مدة قصيرة فقدوا الثقة به.
“فمع مرور الوقت، بدأت فصائل ضمن الجيش الوطني بتشكيل اتحادات فيما بينها، لها غرف عمليات وقيادة خارج مسار وسيطرة الجيش الوطني”.
وأضاف “الصليبي” أن “غرفة عزم تشكلت من فصائل منضوية ضمن الجيش الوطني، هي نفسها من قامت بأعمال اعتقال وخطف وقتل بدلاً من مواجهة القوات الحكومية”.
وهي اليوم مجرد “مافيات تسبب الذعر للأهالي” خلال الاشتباكات فيما بينها، وتقوم بالتجارة باسم الشعب، بحسب العنصر.
وبقول “الصليبي” إن هذه الفصائل يجب أن تتولى “تحرير المناطق من النظام وليس سلب السكان”.