واشنطن تحث على الوقف الفوري للتصعيد في الشمال السوري وفرنسا قلقة

غرفة الأخبار ـ نورث برس

للمرة الثانية خلال يومين، حثت الخارجية الأميركية على وقف التصعيد في شمالي سوريا، في وقت أعربت فرنسا عن قلقها من استمرار القصف التركي على المنطقة.

ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه تركيا استهدافها لمناطق في شمال شرقي سوريا، مستهدفة البنية التحتية، إضافة لمواصلة تهديداتها بشن عملية عسكرية برية في منبج وتل رفعت وكوباني.

وحثت الخارجية الأميركية للمرة الثانية، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، الخميس، على وقف التصعيد في شمالي سوريا.

والثلاثاء الماضي، حثت الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسم خارجيتها، نيد برايس، على وقف التصعيد في سوريا.

وقالت الخارجية في بيانها: “نشعر بقلق بالغ إزاء العمليات العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة وتهدد هدفنا المشترك في محاربة داعش وتعرض المدنيين والعسكريين الأمريكيين للخطر”.

وأضافت: “نتفهم مخاوف تركيا الأمنية المشروعة المتعلقة بالإرهاب. ولكن في الوقت نفسه، عبرنا وباستمرار عن مخاوفنا الجدية بشأن تأثير التصعيد في سوريا على أهدافنا في قتال داعش وعلى المدنيين على طرفي الحدود”.

وأمس الأربعاء، أعربت وزارة الدفاع الأميركية، عن قلقها العميق من التصعيد في كل من شمالي سوريا والعراق وتركيا، مقدّمةً تعازيها لأهالي الضحايا من مدنيين قضوا في البلدان الثلاثة.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، “التصعيد الأخير يهدد جهود التحالف الدولي الذي أحرز تقدماً ملحوظاً ضد تنظيم داعش الارهابي”.

وأضاف البيان، “هددت الضربات الجوية الأخيرة في سوريا بشكل مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين الذين يعملون في سوريا مع شركائنا المحليين لهزيمة داعش والحفاظ على أكثر من عشرة آلاف محتجز من داعش في سجونهم”.

وطالبت وزارة الدفاع بوقف فوري للتصعيد الذي يهدد سيادة العراق، مع ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة الأفراد الملتزمين بمهمة هزيمة تنظيم “داعش”.

وأعرب البيان عن “قلق” الولايات المتحدة من الاستهداف “المتعمّد” للبنى التحتية المدنية.

بدورها، أعربت الخارجية الفرنسية، الأربعاء، عن قلقها العميق حيال التصعيد التركي شمال شرقي سوريا، وتهديداتها بشن عملية برية جديدة داخل أراضي سوريا.

وقالت الخارجية: “تتابع فرنسا بقلق التصعيد المستمر منذ إطلاق تركيا، في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لعملية جوية في شمال شرقي سوريا وفي إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي”.

وأعربت عن قلقها إزاء التصريحات التركية حول شن عملية برية جديدة شمال شرقي سوريا.

ودعت الوزارة، إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة أي عمل يهدد الاستقرار وأمن السكان، في وقت لا يزال تهديد تنظيم “داعش” قائماً.

وأمس الأربعاء، قال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن أي عملية عسكرية تركية ستؤدي إلى تصعيد كبير في سوريا والشرق الأوسط “ولا يمكن السماح بذلك”.

واليوم، قال لافرينتييف، إن هناك احتمالاً لعدول تركيا عن القيام بعملية برية في سوريا.

وطالبت مصر بدورها، بخفض التصعيد على الساحتين العراقية والسورية في ظل “الانتهاكات” التركية والإيرانية لسيادة أراضي الدولتين.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في بيان أمس الأربعاء، إنَّ “مصر وهي تتابع التطورات باهتمام على مدار الساعة، تطالب بخفض التصعيد حقناً للدماء، ولتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار”.

وأعرب كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة ورئيس الوفد الإيراني إلى اجتماعات أستانا بخصوص سوريا، علي أصغر خاجي، أمس أيضاً، عن رفض إيران أي عمل “يمس سلامة الأراضي السورية”.

بدوره، حمل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، كلاً من روسيا وأميركا والتحالف الدولي، مسؤولية استمرار العمليات العسكرية الجوية التركية وتداعياتها المدمرة في مناطق الإدارة الذاتية.

ودعا في بيانه، عموم القوى الوطنية السورية للدفاع عن هذا الجزء من سوريا، كما طالب الشعب في شمال وشرقي سوريا إلى الالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.

وفي مقابلة مع صحيفة بوليتيكو الأميركية، دعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى التدخل ووقف الهجوم البري التركي المحتمل، لأن من شأن ذلك أن يدمر شمالي سوريا ويعطل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية” داعش”، على حد قوله.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله