تقرير: دمشق تتصدر دول العالم في صناعة المخدرات

دمشق/ القامشلي- نورث برس

احتلت سوريا، خلال السنوات الأخيرة، مركز الصدارة بين دول العالم في مجال المخدرات، وفقاً لتقارير صحفية ومراكز متخصصة.

وتحت عنوان “الاقتصاد السوري في حالة حرب.. الكبتاغون والحشيش ودولة المخدرات السورية”، نشر مركز التحليل والبحوث العملياتية (COAR) تقريراً قال فيه إن “سوريا أصبحت واحدة من أبرز دول العالم في مجال المخدرات”.

وأضاف المركز في تقريره أن سوريا أصبحت “دولة منهارة، وصارت مركزاً عالمياً لإنتاج الكبتاغون حيث يتم الآن تصنيعه وتطويره تقنياً بمعدل أكبر مما مضى”.

وشدد التقرير على الدور الذي يلعبه الحشيش والكبتاغون في سوريا، التي شلتها الحرب والعقوبات الغربية والفساد المستشري وانهيار لبنان، حيث اختفت مليارات الدولارات التي وضعتها الدولة في البنوك هناك.

وجاء في التقرير أن “سوريا هي دولة مخدرات باهتمام أساسي بنوعين من المخدرات الحشيش والكبتاغون الذي يشبه أمفيتامين”.

وذكر أيضاً: “في 2020 وصلت قيمة الصادرات من سوريا إلى 3.46 مليار دولار، بسعر السوق. مع أن الأرقام تخمينية إلا أن سقف السوق أعلى من هذا بشكل واضح”.

حزب الله والمخدرات

وفي تموز/ يوليو الماضي، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً مطولاً تحدثت فيه عن تورط “الأسد وحزب الله اللبناني” في صناعة وتجارة المخدرات في منطقة الشرق الأوسط والعالم ومدى استفادتهم من ذلك.

وأشارت إلى أن الحدود بين سوريا ولبنان انعدم فيها القانون، وباتت مرتعاً لعمليات التهريب، والتي يتورط فيها مسؤولون من الجانبين.

وينقل المهربون الحشيش والكبتاغون عبر طريق يمتد من سهل البقاع اللبناني ومدينة القصير السورية الحدودية، والطرق شمالا باتجاه مينائي اللاذقية وطرطوس، بحسب الصحيفة.


اقرأ أيضاً:


وتتحدث تقارير عن اتهامات لحزب الله اللبناني والحكومة السورية بالتورط بتصنيع المخدرات في لبنان والمناطق السورية التي يسيطر عليها عناصر الحزب، ثم تهريبها إلى دول عديدة من بينها الأردن ودول الخليج.

وقالت الغارديان، إن “صناعة وتجارة المخدرات في مناطق النظام السوري، لم تعد مجرد نشاط إجرامي واسع الانتشار، بل أصبحت الركيزة التي يقوم عليها اقتصاد الأسد”.

وذكرت الصحيفة أن سامر الأسد ابن عم الرئيس السوري من أبرز الشخصيات المسؤولة عن عمليات تهريب المخدرات عبر ميناء اللاذقية.

كما قالت الصحيفة في عدد سابق صدر في أيار/ مايو الماضي إن “سوريا هي المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون”.

وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن “الكثير من عمليات الإنتاج والتوزيع تشرف عليها الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني”.

إمبراطورية المخدرات

وفي الخامس من الشهر الحالي نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً بعنوان “على أنقاض سوريا.. ازدهار إمبراطورية المخدرات” سلّطت فيه الضوء على أنشطة تصنيع وتجارة المخدرات في سوريا.

وقالت الصحيفة إن صناعة المخدرات “التي يديرها شركاء أقوياء وأقارب الرئيس السوري بشار الأسد” نمت على أنقاض الحرب التي دمرت سوريا على مدار عشر سنوات.

وكشفت “نيويورك تايمز” في التقرير، عن تورّط مقربين من “الأسد” في عمليات صناعة حبوب الكبتاغون المخدرة والإتجار بها.

ونقلت صحف عالمية عن مسؤولين بالشرطة والاستخبارات في الشرق الأوسط وأوروبا أنه تم مصادرة ما لا يقل عن 15 شحنة مخدرات في المناطق آنفة الذكر خلال العامين الماضيين كلها قادمة من مناطق سيطرة نظام الأسد.

الكبتاغون عابر للحدود

ووفقاً لـ”الغارديان” فإن اللاذقية تقع تحت عيون ومراقبة كثيفة من أجهزة أمنية أميركية وأوروبية وأجهزة الاستخبارات. ورغم هذا وقعت بعض عمليات التهريب من المصدر، وتم إحباطها لاحقاً.

وشملت العمليات خمسة أطنان من حبات الكبتاغون عُثر عليها في اليونان، عام 2019، وشحنتين مماثلتين في دبي في العام ذاته، وأربعة أطنان من الحشيش تم العثور عليها في ميناء بورسعيد المصري في أبريل 2020.

وتعلن الحكومة السورية بين الحين والآخر عن إحباط عمليات تهريب مخدرات داخل الأراضي السورية.

في غضون ذلك، يقرأ الإعلامي السوري، أيمن عبد النور، “التعاطي الجديد” للحكومة مع ملف المخدرات بأنه مرتبط بالاستياء الشديد من جانب الدول العربية، وبالتالي سيكون مانعاً للعودة إلى الجامعة العربية. 

وقال عبد النور لموقع “الحرة”: “النظام يعمل على تغيير السمعة، لكن كل ذلك يعد وهمياً وللإعلام. هذه التجارة ستبقى لأنها جزء أساسي من بقاء النظام السوري على قيد الحياة اقتصادياً”.  

ويكاد لا يمر أسبوع دون أن تعلن السلطات في المملكة العربية السعودية عن ضبط شحنات ضخمة من المخدرات، وخاصة حبوب “الكبتاغون”.

وفي نيسان/ أبريل العام الحالي، قررت السعودية منع دخول شحنات الخضروات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها، بعد ضبط شحنة من الرمّان بداخلها حبوب “كبتاغون”.

وقد نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن بيان لوزارة الداخلية حينها أن الحظر سيستمر إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة بشأن إجراءات وقف عمليات التهريب.

وكانت وسائل إعلام لبنانية قد قالت إن مصدر “الرمّان المحشو بالكبتاغون” هو الأراضي السورية.

إعداد وتحرير: محمد القاضي