تأخر توزيع المستلزمات الشتوية يفاقم أوضاع نازحين في مخيم بريف ديرك

ديرك- نورث برس

تحاول بيسان الحمد (23 عاماً)، وهي نازحة في مخيم نوروز بريف مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، تثبيت قواعد خيمتها وجمع رمال وأحجار صغيرة حولها، في محاولة منها لمنع تسرب الهواء البارد إليها.

لكن المرأة الفارة من هجمات تركيا على منطقتها بريف سري كانيه (رأس العين) تقول إن إجراءاتها هذه تبوء بالفشل غالباً حين تشتد الرياح الباردة مساءً، فيتسلل البرد لأفراد العائلة الذين لم يستلموا مدفأة ولا وقوداً حتى الآن ولا يمتلكون حصائر وأغطية كافية.

 وحتى الأطفال والمسنون هنا في مخيم نوروز لا يمتلكون ملابس دافئة في الخيام التي تخلو غالبيتها من المدافئ هذا الشتاء.

ويتخوف هؤلاء من أن تمتلئ الخيام بالأوحال إذا ما هطلت أمطار وتشبعت التربة بالرطوبة والمياه، لأنها منصوبة على أرضية ترابية.

يروي كثيرون هنا أن أطفالهم أصيبوا مؤخراً بأمراض صدرية وزكام بسبب البرد وعجز ذويهم عن شراء ملابس أو تأمين مدافئ ووقود التدفئة في ظل عدم وصول الجهود الإغاثية الأممية للمخيم.

 تقول “الحمد” إن كل ما تم توزيعه هذا الشتاء هو “معاطف نسائية غير سميكة ولا تقينا من البرد”.

وفي لحظات اشتداد البرد تشعل السيدة موقد الكاز المخصص للطبخ للحصول ولو على قليل من الدفء، رغم رائحة الكاز الخانقة وسط الرطوبة وما يتبعها من مشكلات تنفسية.

“دعم غير كاف”

ويضم مخيم نوروز، الذي تأسس عام 2014، 885 عائلة مؤلفة من 4553 نازحاً من مناطق سري كانيه وتل أبيض وعفرين، بحسب نديم عمر وهو مسؤول العلاقات في المخيم.

وفي الفترة الماضية وبسبب تصعيد القوات التركية وفصائل تابعة لها من وتيرة قصفها على قرى مأهولة ومرافق حيوية في بلدتي تل تمر وزركان  وأريافهما، وفدت عائلات جديدة من ريف الحسكة إلى المخيم.

وقال مسؤول العلاقات في المخيم إن عدد النازحين قابل للزيادة، وذلك لأن بعض العائلات النازحة إلى محيط قراها على أمل العودة إليها، تتوجه مع حلول الشتاء إلى المخيمات بسبب تكرر القصف التركي في ريف الحسكة الشمالي.

وأضاف لنورث برس أن المنظمات العاملة في المخيم “لا تقدم الدعم الكافي للنازحين بسبب إغلاق معبر اليعربية وهو ما يتسبب  بتأخر وعدم كفاية المساعدات”.


اقرأ أيضاً


ووزعت إحدى المنظمات مدافئ على بعض النازحين دون تأمين وقود تدفئة، بينما لم يحصل آخرون على شيء حتى الآن، بحسب إدارة المخيم التي تقول إنها تلقت وعوداً من منظمة “كير” لتوزيع ألبسة شتوية, “لكن لم يتم تأكيد ذلك حتى الآن” .

وفي كانون الثاني/ يناير 2020، ألغى مجلس الأمن التفويض الممنوح للأمم المتحدة باستخدام معبر اليعربية الحدودي بين العراق وشمال شرقي سوريا.

وقلل هذا من قدرة منظمات الإغاثة على دعم نظام الرعاية الصحية المتعثر هناك والتصدي لجائحة كورونا، بحسب هيومان رايتس ووتش.

ويقدر ناشطون وعاملون في منظمات محلية أن إغلاق معبر اليعربية الإنساني، تسبب بضرر لنحو مليونين من النازحين والسكان ذوي الدخل المحدود في شمال وشرق سوريا.

ورغم مناشدات منظمات ودول أعضاء في الأمم المتحدة لإعادة التفويض، إلا أن تكرر الفيتو الروسي الصيني أدى لرفض المقترحات أو تعديلها، حتى قبل التصويت أحياناً.

“تحت الصفر”

ويقول مسؤولون عن المخيمات في المنطقة إن حرمان الفارين من الهجمات التركية من المساعدات الإنسانية واستمرار إيقاف التفويض الأممي لإدخال المساعدات عبر معبر اليعربية، جاء بسبب استخدام ملف الإغاثة الأممية كورقة سياسية ضد الإدارة الذاتية.

وبقي المتضررون تحت رحمة “سياسة وأهواء الحكومة السورية من خلال انتقاء مشاريع وفرض شروط للشراكة مع جهات محلية مُرتبطة بالأجهزة الأمنية السورية”، بحسب بيان للإدارة الذاتية صدر في آب/ أغسطس الماضي.

وتعيش عائشة أحمد (40 عاماً) مع أولادها السبعة وزوجها في خيمة  تفتقر لكل مقومات الحياة، وتستلم سلة غذائية كل شهرين، “كيف ستكفي محتوياتها عائلة مؤلفة من تسعة أفراد؟، وضعنا تحت الصفر”.

ومنذ أشهر، نزحت “أحمد” من منطقة سكر اللحيمة بريف تل تمر بسبب القصف التركي عليها إلى مخيم نوروز.

تقول إنها لا تتمكن من تحميم أطفالها خشية أن يصابوا بأمراض، “فالخيمة باردة جداً ولا مدفأة ولا أغطية دافئة”.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد