رغم انتهاء التسويات اغتيالات في درعا تطال سكاناً وعسكريين

درعا- نورث برس

ازدادت عمليات القتل والاغتيال التي طالت سكان وعناصر للقوات الحكومية في درعا منذ انتهاء التسويات مطلع الشهر الجاري.

وفي وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، قتل الشاب “أحمد صلاح منوخ الحريري” في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي بنيران مسلحين مجهولين.

والأربعاء الماضي، قُتل ثلاثة أشخاص بريف درعا الشرقي.

وقالت مصادر محلية، لنورث برس، إن مسلحين مجهولين، أطلقوا النار بشكل مباشر على الشاب ربيع راضي العدوي وابن أخته قاسم عبد الرزاق العدوي في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي.

وأضافت أنه تم نقل الشابين، اللذين ليسا تابعين لأي جهة عسكرية، إلى المشفى الوطني في مدينة الحراك وفارقا الحياة هناك متأثرين بجراحهما.

عناصر حكوميون

وفي بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي قال مقربون من الشاب “أحمد إبراهيم الزعبي” الملقب (سنجر) أنه قتل متأثراً بجراح أصيب بها عقب بطلق ناري من قبل مجهولين.

وعمل الزعبي ضمن هيئة تحرير الشام قبيل سيطرة القوات الحكومية على الجنوب السوري في تموز/ يوليو 2018.

واعتقلت القوات الحكومية “الزعبي” منتصف العام 2019 رغم أنه كان يحمل بطاقة تسوية ليتم إطلاق سراحه في شهر نيسان/ أبريل الماضي.

وكشف “الزعبي” خلال اعتقاله، للقوات الحكومية، عن مقبرة على أطراف بلدة المسيفرة فيها عدد كبير من الجثث لأشخاص قتلوا على يد عناصر هيئة تحرير الشام.

وبعد إطلاق سراحه، انضم “الزعبي” لإحدى مجموعات الأمن العسكري التابع للقوات الحكومية في البلدة وبقي يعمل معهم حتى مقتله.

ومساء الأربعاء الماضي، قتل حيدر ميسر حسام الدين ( 28 عاماً)، وهو ضابط برتبة ملازم أول يخدم ضمن مرتبات الفرقة التاسعة التابعة للقوات الحكومية، في كمين لمسلحين مجهولين.

وقالت مصادر محلية إن “حسام الدين” فارق الحياة  إثر استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مسلحين مجهولين على الطريق الواصل بين مدينة داعل وبلدة أبطع في ريف درعا الأوسط.

وفي الثالث عشر من هذا الشهر، قتل أربعة أشخاص بينهم طفلة في هجومين مسلحين في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي.

كما أصيب ثلاثة من عناصر القوات الحكومية في اليوم ذاته بجروح متفاوتة نتيجة انفجار عبوة ناسفة أثناء مرورهم على الطريق الواصل بين بلدة النعيمة وبلدة صيدا بريف درعا الشرقي.

مداهمات واعتقالات

وبعد كل اغتيال، تقوم القوات الحكومية بحملة مداهمات واعتقالات تطال سكاناً في المنطقة، طالت الأسبوع الفائت حتى خيام البدو على أطراف بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي.

وقال مروان الحمد، وهو أحد أبناء عشائر البدو بريف درعا الشرقي، لنورث برس، إن القوات الحكومية داهمت منازل لسكان من عشائر البدو المهجرين في سهول محافظة درعا.

واقتحمت القوات الحكومية أيضاً منزل شخصين من عائلة “الحواسنة” النازحين من منطقة اللجاة التي تتوسط محافظتي درعا والسويداء، منذ أكثر من ثماني سنوات، ووجهت لهم الشتائم بحسب” الحمد “.

أعقبها اعتقال اثنين من العشائر يسكنان في سهول بلدة المسيفرة وكانا متواجدين في البلدة لتأمين احتياجات عائلاتهم.

موالون لإيران

وقال إبراهيم الجباوي، وهو عميد منشق عن القوات الحكومية وعضو هيئة التفاوض السورية، إن هناك سببين لازدياد عمليات الاغتيال، “أولهما ظهور عملاء حزب الله اللبناني وفصائل تابعة لإيران في بعض البلدات والقرى وتباهيهم بعملهم فيتم اغتيالهم على يد سكان محليين”.

والسبب الثاني هو “انتقام  فصائل حزب الله والقوات الحكومية من الذين كانوا في صفوف المعارضة السورية، وخاصة بعض الشخصيات التي استمرت في العمل ضد الأسد”.

وقامت روسيا بتقسيم محافظة درعا إلى مناطق نفوذ “الريف الغربي تحت سيطرة الأمن العسكري والريف الشمالي المعروفة بالجيدور تحت سيطرة أمن الدولة والريف الشرقي تحت سيطرة المخابرات الجوية”, بحسب “الجباوي”.

وأشار إلى قرار روسي بإحكام السيطرة على الجنوب السوري وفرض الأمن وإبعاد الفصائل الموالية لإيران عن الحدود الإسرائيلية.

وقال المعارض: “لمسنا خلال الفترة الماضية خروج بعض الفصائل الموالية لإيران من درعا تنفيذاً لهذا لاتفاق التسوية”.

لكنه تساءل: “هل روسيا قادرة على إخراج الفصائل الإيرانية المستقلة في درعا، ولا سيما في شمال شرقي درعا”.

إعداد: إحسان محمد- تحرير: فنصة تمو