منظمة حقوقية: دعوات العودة لعفرين دون ضمانات عرضت حياة عائدين للخطر

ريف حلب- نورث برس

اعتبر حقوقي مقرب من الإدارة الذاتية أن عودة أهالٍ نازحين إلى عفرين، شمال غربي سوريا، في ظل عدم توفر ضمانات دولية يهدد حياتهم ويجعلهم عرضة لانتهاكات المسلحين الموالين لتركيا.

وقال إبراهيم شيخو، وهو الناطق باسم “منظمة حقوق الإنسان في إقليم عفرين“، إن دعوات أطلقت من المجلس الوطني الكردي والمجلس المحلي التابع للفصائل في عفرين، عرضت حياة عائدين للخطر.

وأضاف أن عدداً ممن لبوا دعوة المجلس الكردي حاولوا الوصول لمنازلهم عن طريق مهربين مرتبطين بمسلحي فصيلي “الحمزات وفيلق الشام” اللذين يفرضان مبالغ باهظة على العائدين مقابل السماح بعبورهم.

وأشار “شيخو” إلى تسليم 35 عائلة عبرت إلى عفرين عن طريق قرية براد للسلطات التركية في نقطة قرية “كيمار” فور وصولهم “للتحقيق والاستجواب”.

وبعد سيطرة تركيا على عفرين في آذار/ مارس 2018، نزح ما يقارب 300 ألف شخص إلى ريف حلب الشمالي، بحسب إحصائيات الإدارة الذاتية في عفرين.

ويتوزع قسم من النازحين في خمس مخيمات هي برخدان والعودة وعفرين والشهباء وسردم، بينما يتوزع آخرون على 42 قرية وبلدة في محيطها.

ويتعرض سكان فضلوا البقاء في عفرين لحماية ممتلكاتهم لشتى صنوف الانتهاكات بحسب تقارير حقوقية محلية ودولية.

وبحسب إحصائيات لمنظمة حقوق الإنسان-عفرين،  فإن 487 حالة خطف، بينها 50 امرأة، و43 حالة قتل، حدثت منذ مطلع العام الحالي وحتى الثلاثين من آب/ أغسطس الفائت.

وقال “شيخو” إن الفصائل الموالية لتركيا تجري للعائدين اتفاقات “تسوية” مقابل دفعهم لإتاوات تتراوح ما بين خمسة آلاف وثمانية آلاف دولار أميركي.

وأشار إلى حالة محمد جميل شيخو، من أهالي قرية شيخ الحديد، إذ فرض عليه فصيل “سليمان شاه” ثمانية آلاف دولار، بينما فُرض على محمد حاجي حسين، من قرية خلولكو، دفع ستة آلاف دولار.

ورفض الفصيل نفسه دخول فتاتين عائدتين من لبنان قرية قرمطلق بناحية شيخ الحديد، ما أجبر والدهما لبيع جراره الزراعي ودفع 30 مليون ليرة سورية للفصيل مقابل السماح بعودة الفتاتين لعائلتهما في القرية.

كما وثقت المنظمة الحقوقية، فرض فصيل “لواء الوقاص” مبلغ 100 ألف دولار على محمد وقفي مراد، من أهالي قرية كفر صفرة بناحية جنديرس، وذلك كفدية بعد اختطافه .

وبلغ عدد الحالات الموثقة لدى المنظمة، ممن طالبتهم الفصائل بدفع فدية لقاء إطلاق سراحهم أو إجراء تسوية للعودة لديارهم 25 شخصاً.

ومنتصف هذا الشهر، قالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، إن تصاعد العنف والقتال يؤدي إلى تفاقم المحن في سوريا، ما يجعلها غير آمنة لعودة اللاجئين مع استمرار أطراف النزاع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية للسوريين.

وقالت مصادر خاصة، لنورث برس، إن اشتباكات وقعت في ناحية بلبل شمال عفرين بين فصيلي “صقور الشمال” و”جيش النخبة” بسبب تنازع حول منازل استولى عليها مسلحوها.

وأضافت أن اللجنة المسماة بـ”رد المظالم” سمحت لمسلحي الفصيلين بالاحتفاظ بالمنازل والممتلكات حتى لو عاد أصحابها.

وتدخل الجيش التركي في قريتي شيخورز فوقاني وعبيدان في ناحية بلبل لطرد العائدين إلى منازلهم، بذريعة أن القرية تحوي نقاطاً عسكرية وليس مسموحاً بتواجدهم فيها، بحسب المصادر ذاتها.

إعداد: دجلة خليل- تحرير: حكيم أحمد