عسكريون وسياسيون من السويداء: يتم التحضير لتوحيد الصف الداخلي ومحاربة التوغل الإيراني

السويداء – نورث برس

قال وجهاء وسياسيون وعسكريون من السويداء جنوبي سوريا، الخميس، إنه يتم التحضير لتوحيد الصف الداخلي، وتشكيل فصيل عسكري موحد يمثل الدروز، ويحارب التوغل الإيراني.

وبداية الأسبوع الجاري، قال ليث البلعوس نجل القيادي الدرزي سوري، وحيد البلعوس، لقناة سوريا اليوم، إن “ممارسات إيران وحزب الله في المنطقة سبب رئيسي في إشعال فتيل الأزمة الطائفية بين أبناء محافظتي السويداء ودرعا والبدو المنتشرين في القرى المحيطة”.

وخلال الأشهر الماضية، نشرت وكالة نورث برس، سلسة تحقيقات تحت عنوان “حينما أشعلت مخابرات دمشق (الفتنة) في السويداء”.

واعتبر الدروز، حسبما أوضحت سلسلة التحقيقات، أن الذي بدأ في سوريا هو محنة، وعليهم الاستعداد للقادم المجهول، خاصة مع تطور الصراع وظهور السلاح والحشد الدولي لأطراف الصراع، وبروز تهديدات وجودية لمناطق بأكملها.

بداية تحالفات

يقول كمال العلمي (٥٠ عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد عناصر مشايخ الكرامة، لنورث برس، إن حركة مشايخ الكرامة عادت منذ شهرين إلى البروز ثانية في محافظة السويداء بقيادة ليث البلعوس ابن وحيد البلعوس مؤسس الحركة عام ٢٠١٣.

وأضاف أن “الحركة قامت بتحالفات مع فصائل عسكرية محلية مناوئة للحكومة ومنها فصيل الشيخ سليمان عبد الباقي في مدينة السويداء، والذي بات يلعب دوراً إيجابياً في الوقوف بوجه العصابات المنتشرة”.

وذكر أن “الحديث الذي أجراه الشيخ ليث البلعوس على قناة سوريا هو انطلاقة جديدة لهذه الحركة، ورسم ملامح جديدة للسويداء في قادم الأيام نحو الاستعداد للذهاب بعيداً إلى  تنظيف المجتمع المحلي الدرزي من العصابات”.

وتشهد السويداء حراكاً شبابياً تحت مسمى “نداء أهالي وشباب الجبل” يدعو إلى الوقوف بقوة في وجه المخططات المرسومة للسويداء من قبل فصائل موالية لإيران وحزب الله، ومحاربة تجار المخدرات.

ويقول رأفت الجبالي (٤٩ عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد قادة الفصائل المحلية في السويداء، لنورث برس، إن هناك تنسيق قائم منذ ثلاثة أشهر بين قوات مشايخ الكرامة بقيادة ليث البلعوس ومجموعة من الفصائل المحلية “تحضر إلى دمج تلك الفصائل ضمن تشكيل عسكري درزي موحد”.

وأضاف: “هدفها وضع حد نهائي لما يحدث في السويداء من تخريب للنسيج الاجتماعي وبتر يد حزب الله وإيران من خلفه وتغولها الخطير  في الجنوب السوري عبر محاولات التشييع التي  فشلت فيها”.

وذكر أن الاتهام الذي وجهه البلعوس إلى وقوف حزب الله وإيران خلف مقتل والده عام ٢٠١٥ في منطقة ظهر الجبل، ما هو “إلا تهديد مباشر إلى أن حركة مشايخ الكرامة مستعدة لإعادة ترتيب البيت الدرزي بما يتناسب مع مصالح سكان السويداء الاقتصادية والسياسية، ويوقف حالة التشظي الحاصلة بين مكوناتها”.

تدخل خارجي

يقول أحد مشايخ عقل الدروز، لنورث برس، إن “هناك جهات خارجية تسعى إلى حدوث  اقتتال بين الدروز وحذر من الفخ الذي يخطط له من قبل تلك الجهات دون تحديد أسماء بعينها”.

ويرى محمود الزين (٥٦ عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد وجهاء مدينة شهبا، لنورث برس، أن “بعض الجهات الأمنية والتي تخضع إلى أوامر حزب الله وإيران وقيادات عسكرية في دمشق اتهمت قوة مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع حركة مشايخ الكرامة ضد الأجهزة الأمنية الحكومية”.

واعتبرت تلك الجهات، أن كل من يخرج عن إرادة سلطة دمشق في الجنوب السوري “هو خائن” ويتبع إلى جهات خارجية معادية هدفها زعزعة الأمن في السويداء والسير نحو  انفصال الدروز عن سوريا، بحسب “الزين”.

وأضاف: “استهجنت شخصيات سياسية ووجهاء بارزين ردود الأفعال الأمنية تجاه قوة مكافحة الإرهاب، وخاصةً أن الأخيرة كانت غايتها مكافحة العصابات. وأن الأجهزة الأمنية وفصائلها الممولة لم تحرك ساكناً أو تتخذ موقفاً حازماً تجاه العصابات المنتشرة”.

وذكر أن “ما حصل في مدينة شهبا، الشهر الماضي، من انتفاضة سكان المدينة بوجه أفراد من العصابات وتصفية اثنين من أفرادها وحرق بيوتهم وطرد فلولها إلى خارج المدينة ما هو سوى أكبر دليل على  تواطئ الأجهزة الأمنية ودعم أولئك الأفراد”.

ووجد سكان المدينة في أحد سيارات أفراد العصابة والتي تم حرقها، أوراقاً رسمية وبطاقات أمنية صادرة من قبل جهاز المخابرات العامة في دمشق، ليثبت للجميع مدى ضلوع الأمن الحكومي في رعاية تلك العصابات لتكون العصى الغليظة والخفية لديهم في إرهاب المجتمع، بحسب “الزين”.

إعداد: سامي العلي – تحرير: محمد القاضي