مزارعون بريف الحسكة يؤيدون التوجه لزراعة الأشجار

الحسكة – نورث برس

يؤيد مزارعون في ريف الحسكة، شمال شرقي سوريا، التوجه لزراعة الأشجار المثمرة التي انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية، بينما يقول أصحاب مشاتل غراس في المدينة إن الطلب ازداد على الحراجية أيضاً في الأرياف وشجيرات الزينة في المدينة.

وبسبب انخفاض مدخول المحاصيل التقليدية كالقمح والشعير عقب فقدان الليرة السورية لقيمتها أمام العملات الأجنبية، توجه بعض المزارعين لزراعة أجزاء من حقولهم بالأشجار المثمرة وخاصة الزيتون والعنب والرمان.

كما أدى تحسن الأوضاع الأمنية نسبياً في المنطقة إلى توجه سكان إلى إنشاء مزارع في ريفي المدينة الشمالي والغربي، لتصبح مساحات أخرى لزراعة الأشجار المثمرة والحراجية.

“تخلي عن المحاصيل”

وقال عبدالمجيد عبدالقادر (38 عاماً)، وهو من سكان قرية حسي أوسو، 35 كم شمال الحسكة، إن ارتفاع تكاليف زراعة المحاصيل التقليدية كالقمح والشعير والكمون دفعه لزراعة أصناف من الأشجار المثمرة.

وتشمل تكاليف زراعة محصولي القمح والشعير أثمان البذار والسماد وأجور الجرار الزراعي أثناء الحراثة وزراعة البذار والحصادة وثمن الأكياس وقت الحصاد.


اقرأ أيضاً


ورغم استراتيجية تلك المحاصيل، يقول مزارعون إن القيمة الشرائية لمواسمها انهارت في ظل الانهيار المستمر لقيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، لكن هذا لا يؤثر بشكل كامل على أصناف فواكه وثمار الزيتون وزيته لأنها ترتفع بارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي.

وبدأ “عبدالقادر”، الذي يملك 40 دونماً من الارض، منذ عام بزراعة الأشجار من أجل تغطية كامل مساحة أرضه بأشجار مثمرة.

وأشار إلى أنه يخطط لوضع شبكة ري بالتنقيط عن طريق الطاقة الشمسية لسقاية أشجاره، “فهي أفضل بالنسبة للتكاليف المرتفعة تصليح المولدات الكهربائية ورداءة المحروقات.”

“إنتاج جيد”

وقال محمد سلامة (46 عاماً)، الذي يعمل في مزرعة شمال الحسكة، إن أرباح الأشجار المثمرة كالزيتون والعنب والرمان “أفضل بكثير من القمح والشعير.”

وأضاف أن إنتاج الموسم الماضي من الزيتون كان “جيدا جداً” حيث أنتجت ألفا شجرة زيتون في المزرعة حوالي خمسة أطنان من الزيتون ونحو 57 تنكة زيت، وصل سعر الواحدة منها إلى 125 ألف ليرة سورية مؤخراً.

كما تضم المزرعة، التي يعمل فيها “سلامة”، أشجار رمان ونحو 2.500 شجرة عنب قال إن إنتاجها كان “متوسطاً” خلال الصيف الماضي.

ويشدد العامل الزراعي على أن محصولي القمح والشعير لم يكونا سيحققان نسبة الربح هذه في الإنتاج، لو أنهما زُرعا في هذه المساحة.

ولم يقتصر توجه مزارعي الريف لزراعة الأشجار على القرى التي يمر فيها نهرا الخابور والجقجق، بل شمل أيضاً قرى تعتمد على المياه الجوفية، غلى جانب وضع شبكات الري بالتنقيط الأقل تكلفة في بعض المزارع.

أسعار مقبولة

وقال عبد الرحمن السالم، وهو صاحب مشتل في منطقة الإطفائية بمدينة الحسكة، إن غراس الزيتون والعنب والرمان هي الأكثر مبيعاً هذا العام، بالإضافة لأشجار الزينة، بينما تباع الأصناف المثمرة الأخرى كالخوخ والإجاص والتين بنسبة أقل.

وأشار صاحب المشتل إلى أنه يجلب الغراس والشتلات من ريف حماة وسط البلاد، وأن أسعارها تعتبر رخيصة بالنسبة لغيرها من السلع بعد فقدان الليرة السورية قيمتها.

وتتوزع ستة مشاتل خاصة في مدينة الحسكة وبلدتي صفيا وتوينة في مدخليها الشمالي والغربي، بحسب “السالم”.

وتبدأ أسعار غراس الأشجار المثمرة في الحسكة من ثلاثة آلاف ليرة بحسب النوع والحجم، بينما تتراوح أسعار غراس شجيرات الزينة بين ألفين و25 ألف ليرة سورية.

وأضاف “السالم” أن سكان المنازل الشعبية في المدينة يفضلون نباتات الزينة وبعض أنواع الأشجار المثمرة، بينما يهتم سكان الريف بالأشجار الحراجية والشوكية لتسوير مزارعهم ومنازلهم

إعداد: جيندار عبدالقادر- تحرير: حكيم أحمد