“الجدائل الخضراء”.. مبادرة في قامشلي لمواجهة التصحر وتحسين البيئة

قامشلي – نورث برس

يخلط متطوعون في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، كمية من التربة مع السماد قبل وضعها في أكياس، ليعقبها زرع بذور لأشجار حراجية، كمرحلة أولى من حملة تهدف لتحسين البيئة ومواجهة التصحر في المنطقة.

وأطلق خمسة متطوعون، هذا الخريف، حملة للتشجير في منطقة شمال شرقي سوريا ضمن مبادرة تحمل اسم “الجدائل الخضراء” وتهدف إلى زراعة أربعة ملايين شجرة خلال مدة أقصاها خمسة أعوام.

آلاف البذور

وزرع فريق المشاركين حتى الآن نحو /15/ ألف بذرة ضمن أكياس في “مشتل عفرين” وسط مدينة قامشلي، كي يتمكنوا من زراعتها بعد مرور نحو عام، بينما سيقومون في الفترة نفسها بتجهيز المزيد من البذور، بحسب القائمين على تنظيم عمل الحملة.

ويفضل المتطوعون زراعة الغراس وانتظار نموها بدل شراء غراس جاهزة، “كون العمل تطوعي.”

ولا يخفي زيور شيخو، وهو الناطق باسم الحملة، صعوبة المهمة ويصفها بـ”التحدي الذي يهدفون من خلاله إلى تحقيق تغيير في الواقع البيئي بالمنطقة.”

ويقول لنورث برس إن اختيار اسم “الجدائل الخضراء” جاء ليرمز إلى “دور المرأة في حماية المنطقة”، ولأن الشجرة ستكمل الحماية من مخاطر صحية وبيئية.

وكانت الأشجار قد أصبحت بدورها ضحية خلال سنوات الحرب في سوريا، بدءاً من التحطيب والإهمال والتعطيش في مناطق واسعة ووصولاً إلى الحرائق التي طالت مزارع وغابات في الساحل والداخل مؤخراً.

سياسات حكومية

ويستذكر “شيخو” أيضاً قطع وحرق الأشجار في عفرين من قبل فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، ويصف تلك الممارسات بـ”استهداف البيئة ضمن سياسة الإبادة الممنهجة.”

كما يربط بين مخاطر التصحر في مناطق شمال شرقي سوريا أو “روج آفا” وسياسات الحكومة السورية من خلال منع التشجير لعقود وتوجيه مزارعي المنطقة لزراعة المحاصيل.

“الحكومة انتهجت سياسة الربح الأعظم من المنطقة، حيث منعت زراعة الأشجار وحولت المنطقة إلى سلة لتوفير أكبر كمية من الحبوب لتصدرها للخارج.”

وأضاف: “أعرف العديد ممن خالفتهم الحكومة بمجرد غرسهم لشجرة ضمن أراضيهم.”

وتتشارك محافظتا حسكة والسويداء آخر ترتيب توزع الأشجار في سوريا، حيث تحوي الأولى %1,88 والأخرى على 1,45% من مجمل الأشجار الموجودة في البلاد.

“مشاركة مفتوحة”

واختارت الحملة زراعة أشجار حراجية التي تتميز بنموها في ظروف جوية متعددة ونموها بشكل سريع.

وقالت جيلان حسين، وهي إحدى المتطوعات ضمن الحملة وحاصلة على ماجستير بقسم التربة، إن الحملة تطوعية ويستطيع من يريد المشاركة فيها.

وأضافت أن مهمة هذه الأشجار تعديل المناخ الجاف في منطقة “روج آفا”.

وستساهم تلك الأشجار إن تم زراعتها في توفير غطاء نباتي “ممتاز” سواء من الناحية الجمالية أو الصحية، بحسب القائمين على المشروع.

ويتواصل المتطوعون مع جهات ومؤسسات محلية ودولية بهدف شرح غاية الحملة ودعوتهم للمساهمة فيها.

وقالت كلستان سيدو، وهي منسقة العلاقات في الحملة إن الكثير من الجهات المهتمة بالمشاريع “البيئية” أبدت استعداداها للمشاركة في هذه الحملة مادياً ومعنوياً.

وستشرح “سيدو”، الشهر القادم، أهمية المشروع خلال “مؤتمر بيئي” يضم مشاركين من عدة دول، حيث تم تخصيص محاضرة لها للحديث عن مبادرة “الجدائل الخضراء”.

ومن المتوقع ان تحصل الحملة، من خلال المؤتمر الذي تحضره منظمات وشخصيات تهتم بالبيئة، على المزيد من التعاون والمساهمة ، بحسب منسقة العلاقات.

إعداد: هوشنك حسن – تحرير: حكيم أحمد