أزمة مياه جديدة في حسكة بسبب توقف محطة علوك وسط مخاوف من تفشي كورونا

حسكة – نورث برس

تشهد مدينة حسكة انقطاعاً لمياه الشرب منذ أربعة أيام، بسبب توقف محطة علوك التي تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة بريف مدينة سري كانيه(رأس العين).

ويقول مدنيون أن أزمة المياه بدأت في بعض الأحياء منذ أسبوعين، بسبب ضعف الضخ ما يدفعهم للبحث عن بدائل لتأمين احتياجاتهم من المياه.

وقال فاضل محمد (51 عاما) من سكان حي العزيزية لنورث برس، إن المياه لم تصلهم منذ 12 يوماً.

وأضاف: “في آخر مرة وصلتنا فيها المياه كانت قوة الضخ ضعيفة، ولم يتسنَ لي أن أملئ خزاناً كاملاً من أصل ثلاث أملكها.”

ويضطر السكان حسب “محمد” إلى شراء المياه من الصهاريج  حيث تصل تسعيرة تعبئة خزان من خمسة براميل إلى خمسة آلاف ليرة سورية.

ويقول “محمد” إنهم يعتمدون على بئر مياه مالحة غير صالحة للشرب قام أحد جيرانهم بحفرها مؤخراً، ما يؤمن كميات لاستخدامها في الغسيل وأعمال التنظيف.

وتساهم الآبار الأرتوازية التي حفرها سكان على نفقتهم فيما تكفلت منظمات ببعضها في تأمين احتياجات بعض السكان كحال عائلة “محمد” واستغنائهم عن شراء المياه بشكل يومي.

 وكانت الإدارة الذاتية قد فرضت إغلاق كاملاً على مدينة حسكة وقامشلي والرقة والطبقة منذ الخميس الفائت، بسبب تفشي وباء كورونا.

تزداد المخاوف من أن يؤثر انقطاع مياه الشرب في إجهاض الإغلاق الكامل المفروض على المدينة لمنع تفشي الوباء أكثر في المدينة.

وكانت القوات التركية قد أوقفت مطلع شهر آب/ أغسطس السابق، تشغيل محطة علوك ما تسبب بانقطاع المياه عن نحو 800 ألف شخص بمدينة حسكة وريفها بالتزامن مع تفشي جائحة “كورونا”.

وقال محمود علي العلي (56 عاماً) من سكان حسكة بأن لا فائدة من تطبيق الحظر في ظل عدم توفر المياه التي هي أساس النظافة الشخصية.

وسبق أن اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، السلطات التركية في آذار/مارس الماضي، بـ”التقاعس عن ضمان إمدادات مياه كافية ما يضرُّ بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار فيروس كورونا.”

وأضاف” العلي” : “منذ نحو أسبوعين بلا مياه، وفي كل مرة يحل دور ضخ المياه لحي العزيزية يقولون إن هناك مشاكل تنقية ما يحول دون توزيعها.”

وأشار” العلي” الى وجود معاناة في تأمين صهاريج خاصة لشراء المياه أيضا حيث يضطرون للانتظار ساعات طويلة إلى حين تأمين إحداها  و بأسعار مرتفعة.

ويقيم في منطقة حسكة أكثر من 100 ألف نازح من مناطق سورية مختلفة، إضافة إلى لاجئين عراقيين، في مخيمات واشوكاني وسري كانيه والهول والعريشة.

وتحولت مدينة حسكة وريفها إلى مقصد عشرات الآلاف من النازحين الذي فروا من منازلهم عقب الهجوم التركي أواخر العام الفائت على منطقتي سري كانيه وتل أبيض.

وقال مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه لنورث برس إن خط الكهرباء 66 الممتد بين سري كانيه ودرباسية المغذي لمحطة بنحو 9 ميغا واط (يعادل نحو 270 أمبير.)

وأضاف أن هناك عمليات استجرار للكهرباء من قبل سكان قرى على طول الخط بعد دفعهم لمبالغ مالية لفصائل المعارضة ما يمنع من وصولها بشكل نظامي إلى محطة علوك.

 في غضون ذلك قال مصدر من مديرية مياه الشرب في حسكة لنورث برس إن سبب انقطاع المياه عن مدينة حسكة يعود لأسباب تقنية.

وأضاف المصدر بأن محطة آبار الحمة تعمل ومن المتوقع أن يتم ضخ المياه إلى الأحياء الجنوبية مساء اليوم، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وتقسم مناطق مدينة حسكة من حيث توزيع المياه عليها إلى خمس قطاعات وفق نظام التقنين المعتمد.

وتوزع المياه على الأحياء بعد امتلاء خزانات محطة آبار الحمة غرب حسكة،  حيث يحصل كل قطاع على المياه في فترة تمتد من أسبوع إلى عشرة أيام وفق التقسيم المعتمد.

وقالت “سوزدار أحمد” الرئيس المشارك لمديرية مياه الشرب في حسكة، في تصريح سابق لنورث برس، إن خزانات المياه تحتاج لنحو /15/ ساعة لتعبئتها ليتم توزيعها على الأحياء.

ودخل 20 بئراً في محطة مياه الحمة إلى الخدمة منتصف آب/أغسطس الماضي، ليصل عددها مؤخراً إلى 48 بئراً.

ولا تعمل في محطة علوك سوى 17 بئراً من أصل ثلاثين كما يتم تشغيل ثلاث مضخات من أصل ثمانية منذ سيطرة فصائل المعارضة والقوات التركية على المنطقة.

إعداد: جيندار عبدالقادر- تحرير:جان علي