رغم تحسن وضع المياه في حسكة.. لا تزال عائلات في بعض الأحياء تنتظر وصول المياه

حسكة – نورث برس

لم ينتهِ انتظار عائلات في بعض أحياء مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، وصول المياه إلى منازلها منذ أشهر، رغم عودة محطة مياه علوك للعمل ودخول آبار محطة الحمة في الخدمة.

ورغم تحسن وضع المياه في المدينة بصورة عامة، لا يزال سكان يواجهون نقص توفرها بسبب ضعف ضخ المياه وقلة ساعاته في بعض الأحيان.

وكانت 20 بئراً في محطة مياه الحمة قد عادت إلى الخدمة منذ منتصف آب/أغسطس الماضي، ليصل عددها حالياً إلى 48 بئراً، إلى جانب 17 بئراً وثلاث مضخات في محطة مياه علوك التي تسيطر عليها تركيا والفصائل التابعة لها.

لكن سوزدار أحمد، الرئيسة المشاركة لمديرية مياه الشرب في حسكة، وصفت وضع المياه في المدينة بـ”الجيد حالياً وخاصة مع انخفاض استهلاك المياه مع اقتراب الشتاء.”

وقالت “أحمد”، في تصريح خاص لنورث برس، إن خزانات المياه تحتاج لنحو /15/ ساعة لتعبئتها ليتم ضخها للمنازل في أوقات مناسبة، قد تكون صباح اليوم التالي في حال امتلأت الخزانات في وقت متأخر من الليل.

وأضافت مسؤولة المياه أن هناك مناطق في بعض الأحياء لا تصلها المياه نتيجة ارتفاعها أو وجود مشكلات في الشبكات.

وأشارت إلى تخصيص صهاريج لها ليتم توزيع المياه عليها من خلال التنسيق مع المجالس المحلية (الكومينات).

وكانت الرئيس المشارك لمديرية مياه الشرب في حسكة قد قالت، في تصريح سابق لنورث برس، إن العمل على إصلاح الخطوط وإنهاء مشكلات المناطق التي لا تصلها المياه سيتم بعد بعد الانتهاء من تأمين مستلزمات مشروع آبار الحمّة.

وقامت مديرية مياه حسكة بتقسيم المدينة إلى خمسة قطاعات، تصلها المياه وفق وجبات مخصصة لكل منطقة، ولكن القائمين على ضخ المياه يقولون إن المشاكل التقنية  وإيقاف الضخ من محطة آبار مياه علوك أحياناً تتسبب في تأخر وصول المياه في الاوقات المحددة.

ويأتي هذا التحسن رغم نواقصه بعد فترات طويلة من المعاناة نتيجة إيقاف الجيش التركي تشغيل محطة آبار علوك وقطع المياه عن نحو مليون نسمة لتسع مرات منذ سيطرته على المحطة بعد احتلاله لمنطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض العام الفائت.

وعانى سكان المدينة خلال الصيف الفائت من عدم توفر المياه وسط درجات الحرارة المرتفعة وانتشار جائحة كورونا وتسجيل اعداد متزايدة للإصابات في مناطق شمال وشرق سوريا.

وكانت أقسى فترات انقطاع المياه عن أحياء حسكة في أشهر حزيران وتموز وآب لفترات وصلت لنحو ثلاثة أسابيع سبقها تقليل الكمية وعدم وصولها لغالبية سكان المدينة.

وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة ، قد قالت إن محطة علّوك توقفت عن العمل في اليوم الأول من الهجوم التركي على سري كانيه.

وأضافت، في تقريرها الصادر لشهري شباط/فبراير وآذار/مارس الماضيين، أن المحطة تعرضت للقصف وتضررت الأسلاك الكهربائية المغذّية لها.

وعمدت القوات التركية لاحقاً إلى إيقاف عمل المحطة لتسع مرات، فقطعت المياه عن مئات الآلاف من المدنيين والنازحين في حسكة وأريافها.

وتضطر عائلات في أحياء المدينة إلى على المياه من أصحاب الصهاريج أو نقل خزانات بسياراتهم لملئها من مناهل المياه في المدينة.

وقال محمد الخضر (29 عاماً)، وهو من سكان حي خشمان شمال المدينة، إن ضخ المياه لم يصل منزله منذ ثمانية أشهر.

وأضاف أنه يضطر لشراء المياه من الصهاريج بأسعار تصل لخمسة آلاف ليرة لكل خزان يسع ألف ليتر.

ورغم ازدياد عدد الآبار المنزلية التي تم حفر المزيد منها خلال الصيف الفائت، إلا أن مياهها المالحة أو المرة غير صالحة للاستخدام.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقريرٍ لها صدر في آذار/مارس الماضي، إن “تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمدادات مياه كافية يضرُّ بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار فيروس كورونا.”

وانتقدت سعاد أحمد (61 عاماً)، وهي من سكان المدينة، عمل المنظمات المحلية والمشرفين عليها، إذ “قاموا بوضع خزانات مياه في حارات وضع المياه فيها جيد، بينما تركوا شارعنا الذي لم تصله المياه منذ مطلع العام الجاري.”

وأضافت: “نعتمد على المياه المرة والمالحة من آبار حفرها السكان أمام منازلهم، لكنها تسببت بأعطال في خزان تسخين المياه نتيجة وجود الكلس والأملاح والأوحال فيها.”

إعداد: جيندار عبدالقادر- تحرير: حكيم أحمد