سياسيون سوريون يدينون تجنيد مسلحين سوريين للقتال في آذربيجان ويختلفون حول المسؤول
دمشق ـ نورث برس
أدان سياسيون سوريون، الخميس، في أحاديث حصرية لنورث برس، تجنيد مسلحين سوريين للقتال في آذربيجان، لكنهم اختلفوا حول المسؤول.
وذكرت تقارير إعلامية، نهاية الشهر الماضي، أن تركيا أرسلت مقاتلين سوريين إلى قرة باغ لدعم آذربيجان في حربها مع أرمينيا.
وانتشرت تسجيلات مصورة، غير موثقة، على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مسلحين سوريين داخل سيارات نقل على أحد الطرق في أذربيجان، وهم يرددن أناشيد حربية.
وقال سفير أرمينيا في موسكو، إن تركيا أرسلت نحو /4000/ مقاتل من شمال غربي سوريا إلى آذربيجان، وهم يقاتلون هناك.
لكن إلهام علييف أحد مساعدي رئيس آذربيجان، نفى الأمر، كما نفت تركيا هذه الأنباء.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع التركية: إن “دعم أنقرة يتمثل في المشورة العسكرية وتدريب القوات المسلحة الآذرية.”
وأضاف: “وزارة الدفاع التركية لا تقوم بتجنيد مسلحين أو نقلهم إلى أي مكان في العالم.”
مسؤولية الحكومة السورية
وقال أحمد الدرزي، وهو كاتب سياسي يقيم في دمشق: “ربما تكون ظاهرة الارتزاق هي الأولى بتاريخ سوريا المعاصر.”
وأشار في حديث لنورث برس إلى أن الحكومة السورية ” تتحمل مسؤولية العمل على حل سياسي وطني بعيداً عما تريده قوى العدوان، والانتقال للتعافي الاقتصادي الذي يسقط ظاهرة الارتزاق.”
وأضاف “الكثير من الشباب السوري انخرط في الصراع الإقليمي والدولي بدوافع مالية، وأيديولوجية تكفيرية مرتبطة بالاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والتركية، واستقرت محطتهم الأخيرة في صراع القوقاز لضرب كل من روسيا وإيران.”
وقال إليان مسعد، رئيس وفد معارضة الداخل إلى جنيف: إنه “في الفترة الأخيرة تنامت ظاهرة المرتزقة السوريين، وحالياً تقوم أنقرة بتجنيد الآلاف لزجهم في جبهات ناغورني قرة باغ.”
وأرجع السبب في هذه الظاهرة إلى “الحرب الإرهابية التي شنت على سوريا.”
وأشار مسعد، إلى أنه وبعد هدوء جبهات القتال “وجد المسلحون أنفسهم عاطلين عن العمل، ما جعلهم عرضة للإيجار، وهذا وصمة عار، يجب إدانتها من قبل السلطة السورية والمعارضة.”
وقال: “السلطة في دمشق لا علاقة لها بالموضوع، والمعارضة والائتلاف لا يجرؤون على انتقاد تركيا.”
لكن ميس كريدي، عضو اللجنة المصغرة لمناقشة تعديل الدستور السوري، قالت: إن “واقع الحروب يؤدي إلى استثمارات كبيرة، يضاف إليها واقع اقتصادي سيء وإفقارٌ ممنهج.”
وأشارت كريدي في حديث لنورث برس، إلى أن “الناس لم يبق لديها فرص عمل إلا بالحروب، والقوى الدولية تستغل حاجة الشباب وتجندهم.”
وأضافت: “كما يوجد أناس يبيعون أعضائهم، هناك شباب يبيعون عمرهم في عملية استثمار، رداً على الواقع الاقتصادي السيء بسبب الحرب والحصار، ووجود قوى تستثمر هذا الوضع، لإيجاد خزانات بشرية لإمداد الصراعات.”
وحتى لو حاولت “الجهات المعنية”، أن تقف بوجه هذا المد، بحسب كريدي، فإنها “ستواجه صعوبة، لأن الخيار ذاتي تطوعي سببه ظروف قسرية.”
القوى المتداخلة مسؤولة
وحمّل يحيى العريضي، المتحدث الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية، “القوى المتداخلة في الشأن السوري (روسيا إيران وتركيا)، مسؤولية إرسال المقاتلين السوريين في مناطق كآذربيجان.”
وأضاف لنورث برس: “هي تفعل ذلك بحكم تحول البلد إلى ساحة مستباحة جائعة تملؤها الميليشيات والقتل والاقتتال.”
ونفى العريضي أن يكون للمعارضة السورية “يدٌ في إرسال أحد من المقاتلين السوريين لأي مكان.”
وقال: إن “هذه الدول لا تستطيع إرسال جيوشها لأن ذلك يعرضها دولياً للحرج، لذلك ترسل أفراداً ومجموعات وتزج بهم في صراعاتها.”
وقال أحمد العسراوي، وهو أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سوريا: إن هذا يعتبر “لعباً بمصير سوريا والسوريين.”
وأضاف في حديث لنورث برس، “موقفنا واضح، إنه جريمة مدانة، سواء كان المرتزق مؤيد لهذا الطرف أو ذاك.”