القاهرة – محمد أبوزيد – نورث برس
حذَّر خبيرٌ في العلاقات الدولية، الأحد، من محاولات تركيا لاستغلال الأوضاع المتدهورة في لبنان في الوقت الحالي، من أجل إيجاد أرضية للتدخلات التركية، تضمن تعويض الخسائر التي مُنيت بها أنقرة في شرقي المتوسط خلال الفترة الماضية، على حدِّ قوله.
وقال طارق البرديسي، وهو خبير في العلاقات الدولية، إن تركيا تتخذ من تدخلها في لبنان مُتَنَفّساً جديداً للأطماع التركية في الشرق الأوسط، و”تسعى من خلاله إلى فك حالة العزلة التي تعيشها على وقع الرفض الإقليمي والدولي لتحركاتها”.
وحوصرت أنقرة بتحالفات سياسية شرقي المتوسط، إضافة لاتفاقات ترسيم الحدود التي كان آخرها الاتفاق الذي تم توقيعه خلال الشهر الجاري، بين مصر واليونان، الأمر الذي دفع بأنقرة لاستغلال الأوضاع داخل لبنان، على اعتبار أن جزءاً من السياسة الخارجية التركية يرمي إلى استغلال البيئات التي تشهد اضطرابات داخلية، بحسب سياسيين.
وقال البرديسي، إن “تركيا تحاول قدر الإمكان الاستفادة من الوضع في لبنان، في ظلِّ محاولاتها المضنية للتواجد شرقي المتوسط، أمام كل الاصطفافات الحاصلة هناك، سواء الاتفاق المصري-اليوناني أو المصري-القبرص، أو الاتفاق الإيطالي-اليوناني، والقبرصي-الإسرائيلي-اليوناني.. وأمام تلك الاصطفافات تقف تركيا منعزلة ووحيدة”.
وتبحث تركيا إضافة لتواجدها في سوريا والعراق وليبيا، عن مكانٍ في لبنان، وبشكلٍ خاص أن ذلك التواجد سوف يخدم تواجدها في سوريا بشكلٍ أو بآخر، وسيمنحها علاوةً على ذلك فرصةً في أن تكون هناك شراكة في مسألة الغاز بينها وبين لبنان، وشراكات اقتصادية مختلفة، بحسب “البرديسي”.
ولفت خبير العلاقات الدولية، إلى أن ذلك التواجد التركي السياسي “لم يتبلور حتى الآن”، فهناك تواجد ثقافي وآخر اقتصادي، ودائماً ما تقول أنقرة إنها تدعم السنّة في لبنان، حسب تعبيره.
و”يلعب الرئيس التركي على المكون السنّي.. وأن يكون له تواجد في المستقبل من خلال المراكز الثقافية والجمعيات الخيرية، وأن هذا التواجد الثقافي والاقتصادي يأتي قبل التواجد السياسي”، بحسب الخبير.
وأضاف “البرديسي” أن التواجد التركي في لبنان يخدم مصالح أنقرة في سوريا وشرقي المتوسط، “فأردوغان يأمل بتعزيز الروابط الاقتصادية والمعاهدات والشراكات الاقتصادية فيما يتعلق بمسألة الغاز والثروات النفطية شرقي المتوسط”.
وتحاول تركيا الاستفادة القصوى من أوراق عدة “لاستغلال المأساة في بيروت، وهي تفضِّل دائماً تلك البيئات التي تشهد كوارث وانشقاقات طائفية لتتواجد فيها وتخلِّف لنفسها مصالح وتُبقي على نقاط تمركزٍ تخدم تواجدها في ليبيا وسوريا والعراق”، بحسب الخبير في العلاقات الدولية، طارق البرديسي.