عام على الاحتجاجات في موطن الدروز.. ما القادم؟
غرفة الأخبار – نورث برس
بداية القصة
أحيا محتجون في ساحة الكرامة وسط السويداء بالجنوب السوري، يوم الجمعة الفائت، سنوية أولى لاحتجاجات خدمية تحولت إلى مطالب سياسية وتطورت إلى المطالبة بإسقاط الحكومة في دمشق.
بدأت الاحتجاجات في 17 آب/ أغسطس 2023، بإضراب عام تمثل بقطع الطرقات وإغلاق مقار حزب “البعث” والدوائر الحكومية والبلديات، احتجاجاً على رفع الحكومة أسعار المشتقات النفطية وسوء الأوضاع المعيشية والخدمية.
منذ اليوم الأول للاحتجاجات أعلن وجهاء مجتمعيون ودينيون بارزون في السويداء، يتقدمهم الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، وقوفهم إلى جانب مطالب المحتجين.
“قنابل مزروعة وترهيب عسكري”
رغم أن دمشق لاتزال تفضل الصمت فيما يتعلق بالسويداء حتى يومنا هذا، إلا أنها حاولت في عدة مناسبات إخماد الاحتجاجات المناوئة لها.
ففي 28 شباط/ فبراير الماضي، قُتل جواد الباروكي برصاص قوات حكومية حاولوا تفريق محتجين أمام مركز التسويات في صالة “7 نيسان” بمدينة التسويات.
وعثر ناشطون ومنظمون لاحتجاجات ساحة الكرامة على قنابل وعبوات ناسفة مزروعة قرب مكان الاحتجاج، واتهموا القوات الحكومية بوضعها رغبة منها في تهويل الناس وإبعادهم عن المشاركة في الاحتجاجات.
وأرسلت القوات الحكومية في نيسان/ أبريل الماضي تعزيزات عسكرية وصفت بـ “الضخمة” وضمت عشرات المركبات ومئات العناصر، إلى ثكنات وقطع عسكرية في محيط السويداء وريفها.
وحذّر نشطاء ورجال دين وفصائل من التصعيد العسكري بينما شهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية اعتقالات نفذتها قوات حكومية لترد عليها الفصائل بعمليات احتجاز لضباط وعناصر.
المشهد إلى أين
بعد عام على بدء الحراك لايزال المشهد العام قاتماً ولا يُعرف ما ستؤول إليه الأمور، يقول السياسي جمال الشوفي وهو أحد الناشطين ممن شاركوا في الحراك طيلة العام، إن الاحتجاجات مستمرة وأبناء السويداء مصرون على حراكهم السلمي رغم أو الوضع السياسي السوري العام “مُعطل”.
وأضاف في تصريح لنورث برس، أن المأمول من حالة السويداء أن تشكل حالة توافق وطني عام بين السوريين، وأن “تلتأم الجراح السورية تحت عنوان دولة لكل السوريين”.
ويحذر الشوفي من التدخل العسكري الحكومي وأنه سيلقى “رداً غير متوقع”، ورغم أنه يستبعد التدخل العسكري لكنه يقول إن “النظام السوري يستخدم جهات ومسلحين يتبعون لها للتحريض والفتنة في السويداء”.
ما جانبه يقول عضو الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء، كامل البربور، إن “النظام” حكم البلاد لأكثر من خمسين عاماً لكنه لم يقدم خدمات وحقوق معتبرة للشعب.
وتحدث عن حالة التنظيم الداخلي التي أنتجتها الاحتجاجات بتأسيس نقابات وتجمعات مهنية انشقت عن تلك التي يديرها حزب “البعث” في السويداء.
وشدد على مطلب بناء دولة القانون في سوريا وضرورة تطبيق القرار الدولي 2254 للانتقال السياسي.
وطالب البربور القوى الدولي بلجم إيران في المنطقة ومنعها من الوصول لمنطقة السويداء، محذراً من مساعٍ لـ “النظام السوري” بجر احتجاجات السويداء إلى العسكرة والقضاء عليها.
لم يتكهن الضيفان السياسيان بما ستؤول إليه الأمور، قائلين إن الوضع في السويداء مرتبط بالوضع السوري العام وأن التدخلات الإقليمية لا سيما بعد الحرب في غزة عقّدت الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه.
اطّلع على المزيد:
- بعد التعزيزات الحكومية.. رئيس طائفة المسلمين الموحدين يحذر من التصعيد في السويداء
- مطالبات بمحاسبة قتلة جواد الباروكي.. أول محتج قتل برصاص القوات الحكومية في السويداء
- القصة الكاملة.. كيف بدأت احتجاجات السويداء؟