تحت أنظار القوات التركية.. تدريبات لـ”تحرير الشام” بمعسكر في عفرين
ريف حلب ـ نورث برس
تدريبات عسكرية لنحو 150 عنصراً من “سرايا المقاومة” التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً، بدأت قبل أيام في أحد معسكرات الجيش الوطني المعارض المطل على منطقة عفرين شمالي حلب، تحت أنظار القوات التركية.
ويعتبر هذا المعسكر التدريبي “الأول من نوعه”، منذ سيطرت الجيش الوطني والقوات التركية على منطقة عفرين.
ويتضمن المخطط التركي، بحسب مصادر، “نية استخدام هؤلاء العناصر في المعارك التي تسعى تركيا لتنفيذها ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، لكن دون معرفة درجة احتمالية تنفيذ ذلك”.
“أبو قيس الديري” من الإداريين في فرقة الحمزة، (الفيلق الثالث سابقاً)، ضمن معسكر القوات الخاصة الواقع على الأطراف الغربية لمدينة عفرين، قال إن “150 عنصراً بزي الشرطة العسكرية، بدأوا التدريبات في الأول من هذا الشهر على نموذج حرب القرى والمناطق المكشوفة ضمن تخصص الخط الهجومي، تحت إشراف مدربين عسكريين متمرسين من سرايا المقاومة”.
والعناصر الخاضعين للدورة التدريبية هم من “سرايا المقاومة” أحد الأذرع العسكرية لزعيم تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في إدلب.
ومسألة تدريبهم في عفرين، بحسب “الديري”، لا تتم إلا بموافقة الجانب التركي، وهم “إحدى الخيارات التي قد يستخدمها الجانب التركي في معاركه ضد قوات سوريا الديمقراطية”.
ولم يتحدث المصدر أكثر عن هذه الدورة فيما إذا كانت هي الأولى والأخيرة أم أنها ستستمر.
وارتداء العناصر زي الشرطة العسكرية، هو فقط “لحفظ ماء وجه الحكومة التركية عن دعمها لهيئة تحرير الشام التي لا يزال جهازها الأمني حاضراً في عفرين وعلى حواجزها وبزي الشرطة العسكرية أو الحمزات أو العمشات تبعا لتحركاتهم”.
وقال يمان أبو نجدة، وهو عنصر من “سرايا المقاومة” جنوبي إدلب، إنه خلال الشهر الماضي، تم فتح باب الانضمام لمعسكرات تدريبية في عفرين، “كان الأمر طوعياً، بحكم أن المهمة خارج نفوذ تحرير الشام”.
وأضاف لنورث برس: “ذهب عدد من العناصر بداية هذا الشهر نحو عفرين تحت راية فرقة الحمزات للتمويه فقط. وأتوقع أن ينهو المعسكر بداية العام 2023”.
لكنه أنكر علمه بصفة هؤلاء العناصر الذين شاركوا في المعسكر، وهل سيعودون أم سيبقون في عفرين، أو سيتم نقلهم لمحور آخر”.
وحاولت مصدر لنورث برس، التواصل مع أحد العناصر المشاركين في المعسكر المذكور، لكن، بحكم حظر الموبايلات داخله ومنع التواصل حتى مع ذويهم، لم يتسنَّ له الحصول على تفاصيل أدق من الداخل.
وذكر “حج حسن أبو الحكم” من القادات العسكريين في معسكر جبل الترندة الخاضع لحركة أحرار الشام، ضمن التيار المناهض لهيئة تحرير الشام، أن الجانب التركي وبالتنسيق مع قيادة الحركة طلبوا تدريب دفعة من المقاتلين في معسكر الترندة قبل نحو 15 يوماً.
وقبلت قيادة الحركة السماح لهذه الكتيبة بالتدرب ضمن المعسكر، ضناً منها أنهم تابعون للجيش الوطني. لكن بعد أن تم التأكد من أنهم يتبعون للهيئة تم رفض الطلب التركي وعليه تم توجيه عملية التدريب نحو المعسكر المذكور على أطراف مدينة عفرين شمال حلب.