مخيم لنازحي عفرين بريف حلب يزيده الحصار الحكومي سوءاً

ريف حلب الشمالي ـ نورث برس

يُعيد الحال السيء الذي وصل إليه نازحو عفرين في مخيم سردم بريف حلب الشمالي، حليمة، إلى أكثر من 50 عاماً للوراء، حيث لا كهرباء ولا محروقات، لكن الفرق أنه في ذلك الوقت كان هناك حطب يستخدم للتدفئة والطهي، أما الآن فهو شبه غائب أيضاً.

حليمة حسين (٦٥ عاماً) وهي من نازحي عفرين تعيش في مخيم سردم مع ثلاثة من أفراد أسرتها “أسوء أيام حياتها”، بحسب ما وصفت الوضع الذي وصلوا إليه، في حديث لنورث برس.

وتقارن “حسين” التي عادت بذاكرتها 50 عاماً، حيث لا كهرباء ولا محروقات، وبين الواقع الذي وصلوا إليه اليوم، “الآن الأحول أسوأ بكثير من تلك الأيام”.

ويصف محمد رحمان (٦٧ عاماً) وهو أحد نازحي عفرين في  مخيم سردم، الحياة في المخيم بـ”أشبه بسجن. في الصيف أشعة الشمس كأنها فوق رؤوسنا لا يحمينا منها سوى طبقة رقيقة من البلاستيك، وفي برد الشتاء القارس نبقى تحت رحمة الخيم البلاستيكية”.

ويقول: “نحن نعيش في معاناة، لا يوجد أي مصدر للتدفئة، فلا محروقات ولا حطب أو أي مصدر للتدفئة أو للطبخ”.

وفي  كثير من الأحيان تستخدم عائلة “رحمان”، البابور الذي يعمل على مادة الكاز ولعدم توفر تلك المادة “نستخدم المازوت والذي وصل سعره إلى 10 آلاف ليرة سورية”، بحسب بعض التجار الذين بدورهم يواجهون صعوبة في تأمينها.

ومنذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، تسبب الحصار الحكومي بتوقف مؤسسات خدمية وإغلاق مدارس بسبب منع إدخال المحروقات والمواد التموينية من قبل الفرقة الرابعة التابعة للحكومة السورية، وفق مسؤولين عاملين في السلك الصحي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال بدران جيا كرد, الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, لنورث برس، إن حصار دمشق لمنطقة مخيمات مهجري عفرين بريف حلب الشمالي، يخلف كارثة إنسانية لمئات الآلاف.

وأدى الحصار المفروض من قبل الحكومة السورية، إلى انقطاع المحروقات عن تلك المناطق في ظل ظروف وأحوال جوية قاسية.

وفي ظل اقتراب دخول أربعينية الشتاء، واشتداد البرد مع غياب وسائل التدفئة، يجمع أحمد من نازحي عفرين، مخلفات الكرتون وفتات الحطب وأي شيء قابل للحرق، كي يدفئ به أسرته.

ويصف أحمد معمو (٣٥ عاماً) نازح يقيم في مخيم سردم، الوقت الذي وصلوا إليه بـ”أسوأ الأيام” التي يمر بها سكان في المخيمات وخارجها “إذ إن هذا الحصار حرمهم من أهم أساسيات الحياة”.

يقول “معمو” لنورث برس: “نواجه الليالي الباردة دون توفر أي مصدر للتدفئة، جميع أفراد أسرتي أصيبوا بنزلات البرد، ولم يجدوا سوى البطانيات للتخفيف من أثارها”.

ويقطن غالبية نازحي عفرين في خمس مخيّمات أنشأتها الإدارة الذاتية في مناطق بريف حلب الشمالي وقُرى وبلدات مجاورة لها بعد سيطرة تركيا وفصائل مسلحة موالية لها على عفرين في آذار/ مارس 2018.

وقال حسن عثمان، مدير مجلس مخيّم “سردم”، لنازحي عفرين، بريف حلب الشمالي، لنورث برس، إن 812 عائلة في المخيّم بلا أي مصدر للتدفئة وبلا كهرباء.

وأضاف: “تعاني تلك العائلات من نقص حاد في الأدوية مع تزايد الإصابة بنزلات البرد مع اقتراب أربعينية فصل الشتاء”.

وأشار “عثمان”، إلى أنهم يعانون من حصار الفرقة الرابعة التابعة لقوات الحكومة السورية، والتي تمنع دخول الأدوية والمحروقات مع فرضها غرامات مالية للسماح بمرور المستلزمات الضرورية.

إعداد: جميل جعفر ـ تحرير: قيس العبدالله