الحسكة.. التهديدات التركية تثير مخاوف فرار لعناصر “داعش” من السجون
الحسكة- نورث برس
على مسافة لا تتجاوز 400 متر من سجن الصناعة في الحسكة والذي يضم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، يسكن عبد الله برفقة عائلته، ما يجعله في حالة قلق دائمة بسبب مخاوفه أن يتمكن معتقلو التنظيم من الفرار ويتسللوا إلى أحياء مدينته كما حدث قبل أشهر.
مخاوف عبدالله المحمد (47 عاماً) من سكان حي الزهور(حوش الباعر)، ازدادت أكثر خلال الفترة الماضية مع تهديدات جددتها تركيا بشن عملية برية ضد مناطق في الشمال السوري وصعدت من وتيرة قصفها.
ولا يستبعد سكان في الحسكة، حدوث هجوم قد يقدم عليه التنظيم في حال شنت تركيا عمليتها البرية، إذ يرون أن خلايا “داعش” ستستغل ظروف الهجمات التركية، لتهريب المعتقلين من السجن والنساء والأطفال من مخيم الهول، في ظل تعليق “قسد” حملتها العسكرية ضد خلايا التنظيم.
ويصف الرجل الأربعيني السجن بـ “القنبلة الموقوتة”، معبراً عن مخاوفه من احتمالية حدوث حالات عصيان وفرار عناصر “داعش” منه، إذا ما نفذت تركيا ما تلوح بها.
وبعد أن صعدت تركيا من وتيرة قصفها على مناطق في الشمال السوري منذ العشرين من الشهر الماضي، استغلت خلايا التنظيم انشغال قوات سوريا الديمقراطية بصد الهجمات التركية ضد المنطقة، ليقوم بشنّ عمليات في شمال شرقي سوريا، ويكثف من ظهوره أمام مرأى العالم.
والجمعة الماضي، نشر التنظيم عبر معرفات مقربة منه صوراً لعناصرها حاملين أسلحة وبقرب مدرعات رباعية الدفع وأسلحة خفيفة ومتوسطة في سوريا.
وبعد ذلك بثلاثة أيام، نشرت وكالة “أعماق” الإلكترونية المقربة من التنظيم صوراً أخرى لعناصره في سوريا.
واختلفت هذه الصور عن سابقاتها، حيث ظهرت العناصر بالزي الرسمي للتنظيم، يرتدون أحزمة ناسفة، وداخل غرف عُلقت على جدرانها شعارات التنظيم، واقتصرت أسلحتهم على الفردية.
ويخشى “المحمد” وهو رب أسرة مكونة من ثمانية أفراد أن يصاب أحد من عائلته بمكروه أو يضطر للنزوح من منزله كما حدث حين شنت خلايا التنظيم هجوماً على السجن بداية العام الجاري.
وفي العشرين من كانون الثاني/ يناير الفائت،هاجمت خلايا نائمة للتنظيم سجن الصناعة في محاولة لتهريب السجناء.
واندلعت على إثرها اشتباكات بين “قسد” وخلايا التنظيم في محيط السجن والأحياء المحيطة به نتيجة تسلل عناصر من “داعش” الفارين إلى تلك الأحياء.
أحداث السجن التي استمرت نحو عشرة أيام، تسببت حينها بنزوح جماعي لسكان الأحياء المجاورة وتدمير عشرات المنازل والمحلات، إلى جانب تدمير مؤسسات خدمية وأفران وصوامع حبوب وكليات جامعة الفرات وكراج غويران.
ويخلص “المحمد” حياته بالقرب من السجن بالقول، “نعيش في حالة رعب حقيقية، لا ندري في أي لحظة يتمكنون من الفرار”.
وتضم مناطق شمال شرقي سوريا عدة سجون خاصة بعناصر التنظيم، ويقدر عدد المحتجزين فيها بالآلاف، وأبرزها سجن الشدادي وسجن الصناعة في حي غويران بالحسكة.
وعلى خلاف سابقيه، يقطن سالم على بعد 5 كيلومترات من السجن، لكن هو الآخر يكتنفه القلق، في ظل تكثيف خلايا تنظيم “داعش” مؤخراً من عملياتها الهجومية، بريف دير الزور، عقب إعلان مقتل زعيم التنظيم أو الحسن الهاشمي القرشي وتعيين أبو الحسين الحسيني الهاشمي القرشي زعيماً للتنظيم نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ومنذ العشرين من الشهر الماضي وإلى اليوم، تبنى تنظيم “داعش”، 8 هجمات على الرقة ودير الزور، نفذها عناصره ضد قوات سوريا الديمقراطية، في تزايد واضح لنشاطه في المنطقة ضمن حالة الفوضى والضربات التي تشنها تركيا.
وفي الثلاثين من الشهر الماضي، أعلن مكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، عن حالة تأهب واستنفار، عقب ورود معلومات تفيد باحتمالية شن هجوم من قبل خلايا التنظيم على سجن يحتوي عناصره في القامشلي.
ويقول سالم العواد (54 عاماً) من سكان حي المشيرفة بالحسكة، “نخاف من الدواعش أن يتحركوا أثناء العلمية البرية التركية ويساهمون في دمار البلد، نخاف من ذلك كثيراً”.
وعلاوة على المخاوف التي تساوره، يشير الرجل الخمسيني إلى أن التهديدات التركية والقصف المتكرر يشل حركة الأسواق ويزاد وضعهم المعيشي سوءاً.