سياسيون في كوباني: الهجمات التركية في الشمال السوري ستحيي داعش

كوباني- نورث برس

يتفق سياسيون في كوباني أن التصعيد التركي الأخير على مناطق في الشمال السوري، يساهم بشكل كبير بإعادة إحياء تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وسط مطالبات الدول الضامنة بالمزيد من الضغط لإيقاف هجمات أنقرة وردعها عن تنفيذ عملية برية جديدة.

ويعتبر كيلو عيسى، عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي السوري، أن تركيا تريد وعبر هجماتها ضد الشمال السوري إخراج عناصر “داعش” المحتجزون في السجون وكذلك عائلاتهم في المخيمات ونشرهم في المنطقة “لنشر الإرهاب في العالم”.

وفي العشرين من الشهر الماضي، صعدت تركيا وتيرة قصفها على مناطق في الشمال السوري واستهدفت بنى تحتية حيوية ومواقع في محيط مخيم الهول الذي يضم آلاف من زوجات وأطفال عناصر “داعش”.

وأثار ذلك مخاوف لدى سكان المنطقة من أن تنفذ خلايا التنظيم عملية لتهريب عائلات “داعش” من المخيمات وعناصره من السجون، في ظل تعليق قوات سوريا الديمقراطية عمليتها العسكرية ضد التنظيم نتيجة التصعيد العسكري التركي، حينها.

وبعد أسبوع فقط من تعليق “قسد” لعملياته ضد، نشر التنظيم، الجمعة الماضي، عبر معرفات مقربة منه صوراً لعناصرها حاملين أسلحة وبقرب مدرعات رباعية الدفع وأسلحة خفيفة ومتوسطة في سوريا.

 وقالت المعرفات إن الصور هي لمبايعة عناصر التنظيم زعيمهم الجديد “أبي الحسن الحسين القريشي” بعد مقتل زعيمها السابق.

ويرى “عيسى” أنه على الدول الضامنة في المنطقة القيام بواجباتها لمنع تركيا من تنفيذ “مخططاتها الاستعمارية”.

ويستطرد في حديثه أن تركيا تريد تصدير أزماتها ومشاكلها السياسية والاقتصادية الداخلية إلى الخارج، من أجل الانتخابات المقبلة.

ويعتقد عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي السوري أن روسيا وإيران تنسقان مع تركيا في الهجمات على المنطقة، “بينما الموقف الأميركي يعتبر ضعيفاً ومواقفه نظرية وليست عملية وهو أمر مؤسف”.

والأربعاء الماضي، أعلن مكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن حالة تأهب واستنفار، عقب ورود معلومات تفيد باحتمالية شن هجوم من قبل خلايا “داعش” على سجن يحتوي عناصره في القامشلي.

ويعتبر عمر يوسف، عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي التقدمي في سوريا، أن الهجمات التركية في هذا التوقيت، هدفها استغلال حكومة العدالة والتنمية لهذه الفرصة بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية، “كون أميركا تريد كسب تركيا إلى جانبها وكذلك روسيا”.

كذلك تريد تركيا الاستفادة من انشغال إيران بوضعها الداخلي، بحسب “يوسف” الذي يجد أن الدول ذات التأثير مثل أميركا وروسيا “يرون مصلحتهم لدى الأتراك على حساب الكرد”.

وروسيا وأميركا اللتان تعدان دولاً ضامنة في المنطقة ووقعتا اتفاقيات مع تركيا في عام 2019، “لذا من الواجب عليهما الضغط على تركيا لإنهاء هذه الهجمات”، وفقاً لقول “يوسف”.

بينما يذهب عصمت إبراهيم، عضو المكتب السياسي في الحزب اليساري الكردي في سوريا، إلى أبعد من ذلك، إذ يرى أن تركيا تهدف إلى “التطهير العرقي للكرد والهجمة الأخيرة كانت جزء من اتفاقهم مع النظام السوري بهدف تهجير المدنيين من المنطقة”.

ويتفق هو الآخر مع سابقيه في أن الحل يكمن في تدخل الدول الضامنة لإيقاف تركيا التي “لا تلتزم بالعهود والمواثيق الدولية”، عن هجماتها.

ويضيف “إبراهيم”، أن لروسيا علاقات وثيقة مع تركيا بسبب الحرب الأوكرانية، “وهي تحاول الضغط على الإدارة الذاتية لتكون مناطقها تحت إدارة النظام السوري”.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان