تحذيرات دولية من تداعيات الاعتداءات التركية على الشمال السوري

غرفة الأخبار ـ نورث برس

توالت التحذيرات الأممية والدولية من تداعيات الاعتداءات التي ترتكبها تركيا في شمالي وشمال شرقي سوريا، وسط مساعي دولي للتوسط بين دمشق وأنقرة وحل المشاكل بينهما.

حذرّت وزارة الدفاع الأميركية، أمس الثلاثاء، من تداعيات أيّ عمل عسكري تركي شمالي سوريا، على جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحفي، إنَّ “قوات التحالف الدولي  خفضت عدد الدوريات المشتركة في سوريا”.

وعلّل السبب بأنّ “قوات سوريا الديمقراطية” خفضّت عدد دورياتها بسبب الضربات التركية.

وأعرب “رايدر” عن قلقهم العميق إزاء التصعيد الحاصل في شمالي سوريا والعراق.

وأضاف، إنهم يحثون تركيا على ضبط النفس.

وحذرّ المتحدث باسم البنتاغون، من تداعيات أيّ عمل عسكري تركي بري شمال سوريا.

ولفت إلى أنَّ الغزو البري سيعرض ما تمَّ تحقيقه ضد تنظيم “داعش”، مشدداً على مواصلة دعمهم لـ”قسد” في قتال التنظيم.

ونوه إلى أنهم في الوقت ذاته يدركون المخاوف الأمنية التركية حيال “الأعمال الإرهابية” التي حدثت على حدودها، على حدّ تعبيره.

وفي العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، شنّت تركيا سلسلة غارات جوية متلاحقة على مدار ثلاثة أيام متواصلة استهدفت مئات المواقع ضمنها البنى التحتية على طول الحدود شمال شرقي سوريا.

دول مطلعة على العملية

وكثُرت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤوليه خلال الفترة القليلة الماضية، عن عملية عسكرية “وشيكة” في الشمال السوري “تبدأ خلال ساعات أو أيام”، لكنها شهدت الاثنين الماضي، تراجعاً ملحوظاً وحديثاً عن مهلة لتلك العملية.

وقال أردوغان في حديث بعد اجتماعه بمجلس الوزراء في العاصمة أنقرة، الاثنين الماضي، إن بلاده عازمة على “تشكيل ممر أمني” على طول الحدود مع سوريا، وأنه “لا ينبغي أن ينزعج أحد من العمليات العسكرية التركية”.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، على ما قاله أردوغان، وأضاف: “يمكن إجراء العمليات العسكرية في سوريا بطرق مختلفة اليوم أو غداً أو في أي وقت لاحق (..) دون الاستئذان من أحد”.

ولم يخفِ المتحدث التركي قيام أنقرة بإطلاع الولايات المتحدة وروسيا عند الاقتضاء وكذلك إيران، على عملياتها في سوريا، أو إطلاع بغداد على عملياتها بالعراق، و قال “يتم مناقشة ذلك على جميع المستويات”.

ورفضت كل من الدفاع والخارجية الأميركية، والممثل الأعلى للحكومة الأميركية في شمالي سوريا، أي عملية تركية تقوّض الجهود المشتركة للتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في القضاء على تنظيم “داعش” بشكل نهائي.

الصين دعت أيضاً لوقف “الاعتداءات” التركية على سوريا، وقال نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، قنغ شوانغ، أمام مجلس الأمن، إن الوضع الأمني في سوريا يظل متقلباً مع شن تركيا غارات جوية على سوريا وإعلانها عن تنفيذ عمليات عسكرية برية وكذلك استمرار القصف الجوي الإسرائيلي على سوريا.

أدان نائب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، الحكم دندي، الثلاثاء، الاعتداءات التركية المستمرة على شمالي سوريا، داعياً مجلس الأمن إلى إلزام أنقرة وواشنطن بإخراج قواتهما من سوريا.

واعتبر “دندي” في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية والسياسية في سوريا، أنّ تكرار هذه الجلسات مضيعة للوقت والموارد.

وشدد “دندي” على أنَّ الهجمات التركية الأخيرة على شمال سوريا، انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وأنّ سوريا تدين بأشد العبارات الهجمات التي استهدفت البنى التحتية وخلّف خسائر بشرية.

ولفت إلى أنَّ تركيا تسوق ذرائع غير مقنعة لتبرير اعتداءاتها على الأراضي السورية، بالتزامن مع مواصلة دعمها للتنظيمات الإرهابية كتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”.

ودعا المندوب، مجلس الأمن إلى إلزام تركيا بإنهاء وجودها العسكري في سوريا بشكل فوري، وعدم تجاهل الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية في سوريا.

وحذر المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، من أن عناصر تصعيد خطير في شمالي سوريا، أصبحت “واضحة بالفعل”، وهذا أمر “مقلق وخطير، سيعرض الاستقرار الإقليمي للخطر”.

ودعا بيدرسن، جميع الجهات إلى ضبط نفسها والانخراط في جهود جادة لإعادة الهدوء، والتحرك نحو وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني ونهج تعاوني لمكافحة الإرهاب بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.

وساطات دول للمصالحة

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الثلاثاء، أن طهران مستعدة لتقديم المساعدة للحل السياسي للمشاكل القائمة بين أنقرة ومشق، فيما حذر من تداعيات العمليات العسكرية.

جاء ذلك في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان ونظيره التركي مولود جاويش اوغلو، بحثا فيه “آخر التطورات الحدودية التركية السورية والاشتباكات العسكرية الحاصلة فيها”.

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الإيرانية، فأن الوزير أمير عبداللهيان  حذر من أن “اللجوء إلى العمليات العسكرية البرية لن يساعد في حل المشاكل، بل سيلحق الاضرار ويجعل الوضع أكثر تعقيداً.”

وأشار خلال حديثه مع جاويش أوغلو، إلى “تفهم المخاوف التركية الأمنية وضرورة معالجتها”.

وسبقت روسيا إيران في مساعيها لوساطة من أجل المصالحة بين دمشق وأنقرة، وقال مبعوث الرئيس الروسي لسوريا ألكسندر لافرنتييف، الاثنين الماضي، إن لقاء الرئيسين السوري والتركي، “خطوة حاسمة وقوية، لكننا نعتقد أن الظروف الملائمة لم تتهيأ بعد”.

وأشار المبعوث الروسي إلى أنه يمكن لموسكو أيضاً، أن تستأنف المحادثات مع واشنطن بشأن سوريا إذا أبدت الولايات المتحدة استعدادها للانخراط.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله