بعد التصعيد.. التهديدات التركية تخفت حدتها في الشمال السوري

غرفة الأخبار ـ نورث برس

خفتت حدّة التهديدات والتصريحات التركية عن عملية عسكرية برية في الشمال السوري، لتكتفي بمطالبة حلفاءها بالوفاء بالتعهدات التي قدموها لتركيا في المنطقة.

وقال وزير الدفاع التركي، خُلوصي أكار، إن العملية العسكرية التركية في سوريا “لا تشكل تهديداً لأحد”، ودعا روسيا والولايات المتحدة وبقية الحلفاء “للوفاء بالتعهدات التي قدموها لتركيا”.

ويأتي التصريح التركي، بعد تصعيد بالتهديدات شهدتها الفترة الماضية، عن عملية عسكرية برية تتضمن ثلاثة مناطق هي منبج وتل رفعت وكوباني.

والخميس الماضي، قال الوزير التركي، إن الولايات المتحدة الأميركية، طلبت من تركيا مراجعة دراسة العملية العسكرية البرية المحتملة على الشمال السوري.

وفي اليوم ذاته، أبلغ وزير الدفاع الأميركي، لويد جيمس أوستن، نظيره التركي في مكالمة هاتفية بحسب البيان “معارضته الشديدة” لعملية عسكرية تركية جديدة في سوريا.

وأعرب “أوستن” عن قلقه من تصعيد العمل في شمالي سوريا وتركيا، بما في ذلك الضربات الجوية الأخيرة.

ويأتي تصاعد الموقف الأميركي تدريجياً تجاه التهديد التركي بشن عملية جديدة في سوريا، حيث وجهت واشنطن تحذيرات مكثفة لأنقرة بعد مضي نحو أسبوعٍ على غارات جوية استهدفت على نطاق واسع بنى تحتية ومواقع مدنية وعسكرية بما فيها التحالف الدولي.

واتسم الموقف الأميركي في بادئ الأمر بـ”الخجول” في أعقاب الهجمات التركية التي قالت أنقرة إنها جاءت رداً على هجوم وسط إسطنبول في الثالث عشر من تشرين الثاني/سبتمبر الجاري، رغم النفي القاطع من جانب قوات سوريا الديمقراطية.

وقالت الولايات المتحدة إن بعض الضربات الجوية الأخيرة شكلت تهديدًا للأفراد الأميركيين الذين يشاركون قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد “داعش” بمناطق شمال شرقي سوريا.

وتعتبر واشنطن أي هجوم تركي عبر الحدود، تقويضاً للعمليات ضد “داعش” والتي تعدها أولوية قصوى لها في سوريا.

والمكالمة بين وزيري دفاع الحليفين في حلف شمال الأطلسي، جاءت بعد ساعات فقط من اتهام تركي لواشنطن على لسان وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، قائلاً في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرومانية بوخارست، إن الولايات المتحدة تدعم “الإرهابيين”.

وفي حديثه عن الهجوم البري المحتمل شمالي سوريا، أشار جاويش أوغلو إلى “محاولات لمنع تركيا من شن هذه العملية”، وهذا التصريح كان متضارباً على نحو ملحوظ مع تصريحات الرئيس التركي المتكررة “سنهاجم قريبا”.

وبناءً على الموقف الأميركي الأخيرة في ضرورة وقف تركيا للعملية العسكرية، قال وزير الدفاع التركي، أمس الجمعة، إنَّ أنقرة طلبت بالمقابل من واشنطن الالتزام بتعهداتها فيما يتعلق بإبعاد القوات العسكرية عن حدود تركيا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركا.

وقال أكار في تصريح صحفي أدلى به خلال مشاركته في فعالية حزبية بولاية جناق قلعة شمال غربي تركيا، إن عملية الجيش التركي “لا تشكل أي تهديد، وهدفنا الوحيد هو حماية حقوق بلادنا وشعبنا في إطار القواعد القائمة، لذلك نستعد للقيام بكل ما يجب القيام به، وعندما يحين الزمان والمكان المناسبين”.

وأضاف: “ستقوم القوات المسلحة التركية بما يقع على عاتقها كما فعلت حتى الآن، ولا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك”.

وطالب أكار الدول الحليفة لبلاده بقطع علاقتها بالتنظيمات التي اعتبرها “إرهابية” ووقف دعمها والتخلي عنهم، وقال: “تركيا حليفتكم ويمكنكم التعاون معها، ونذكر حلفائنا بأن الجيش التركي هو الأساس الذي يمكنكم الاعتماد عليه في مكافحة الإرهاب”.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله