مخيم الهول.. تركيا تستهدف “القنبلة الموقوتة” في شمال شرقي سوريا

غرفة الأخبار ـ نورث برس

استهدفت تركيا أمس الأربعاء، “القنبلة الموقوتة”، في شمالي شرقي سوريا، ما ينذر بكارثة كبيرة قد تنفجر في أي لحظة بالمنطقة والذي تزامن مع زيادة الفوضى وضرب الاستقرار الذي تعمل عليه تركيا عبر هجومها الجوي وتهديدها بآخر بري.

ومساء أمس الأربعاء، استهدفت طائرة حربية تركية، موقعاً للقوات الأمنية المسؤولة عن أمن مخيم الهول في الحسكة، الذي يأوي الآلاف من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وسط مخاوف من فرار نساء متشددات مرتبطات بالتنظيم.

وقال مصدر في إدارة المخيم، لنورث برس، إن طائرة حربية استهدفت بثلاث غارات “الطوغجي” وهي منطقة نفطية،  تبعد بضع كيلومترات عن المخيم الذي يعرف بالقنبلة الموقوتة.

وأضاف، أنَّ الضربات استهدفت مواقعاً للقوات الأمنية المسؤولة عن حماية وحراسة المخيم.

وأحدثت الضربات حالة من الفوضى داخل المخيم، وسط مخاوف عن فرار عدد من النساء من المخيم.

وذكر فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، في تغريدة على تويتر، أنَّ الطيران الحربي التركي استهدف قوى الأمن الداخلي المسؤولة عن حماية المخيم.

ويعد مخيم الهول من أخطر المخيمات في شمال شرقي سوريا، ويوصف بـ”القنبلة الموقوتة” حيث يأوي الآلاف من عائلات عناصر “داعش” من جنسيات مختلفة.

وذكر فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، في تغريدة عبر “تويتر”، أنَّ قوات “الأسايش” تمكنت من اعتقال ستة أشخاص بينهم ثلاث نساء، هربوا من مخيم الهول.

ويأتي هذا العمل في وقت أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية، مساء أمس، تعليق عمليات ملاحقة خلايا “داعش” لانشغالها بالتعامل مع الاعتداءات التركية.

“الأخطر في العالم”

وقبل أشهر حاولت خلايا التنظيم التدبير لهجوم على المخيم، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي (الأسايش) أفشلت المخطط.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، علّقت القيادة المركزية الأميركية، على محاولة خلايا تنظيم “داعش” الهجوم على مخيم الهول، شرقي الحسكة، مشيدةً بالاستجابة السريعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وأمس أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن تعليق عملياتها المشتركة مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لانشغالها بالتهديدات التركية للمنطقة.

وحينها، ذكر بيان صارد عن مدير الشؤون العامة للقيادة المركزية الكولونيل جو بوتشينو، أنًّ “قسد”، اعترضت طريق سيارتين مفخختين، تقلان مجموعة من عناصر خلايا “داعش” كانتا في طريقهما إلى مخيم الهول.

ويشهد المخيّم الذي يُوصف بـ”الأخطر في العالم”، حالات خطف وقتل، ضمن قطاعاته.

استغلال للتهديدات

ونشرت نورث برس تقريراً عن شهادات لنساء من عناصر تنظيم “داعش” في الهول، حاولن الهرب بمساعدة منظمة إغاثة تركية.

وتدفع هؤلاء النسوة آلاف الدولارات في سبيل الوصول إلى مناطق تسيطر عليها تركيا برفقة الفصائل الموالية لها في سوريا.

وفي أيار/ مايو الماضي، تمكنت سبع نساء مهاجرات، اثنتان من الجنسية المغربية وخمس أخريات من روسيا و14 طفلاً، من الهروب من المخيم، ولكن قوى الأمن الداخلي (الأسايش) ووحدات من قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض عليهم فيما بعد وذلك قبل الوصول إلى وجهتهم.

وفي تقرير نشرته نورث برس في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي، أعرب سكان مدينة ديرك وأريافها، كما جميع مناطق شمال شرقي سوريا، عن تخوفهم من تنفيذ تركيا لتهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة في المنطقة، وسط احتمال تمكن معتقلي التنظيم من الفرار من السجون، كذلك هروب نساء وأطفال “داعش” من مخيمي روج والهول.

ووفقاً لإدارة مخيم روج، حينها، فإن نساء عناصر تنظيم “داعش”، لا تتوقفن عن محاولاتهن الهروب من المخيم عبر التواصل مع مهربين، حيث يتم إفشال جميع تلك المحاولات.

وأشارت الإدارة إلى أن 80 % من النساء ينتظرن شن تركيا هجوماً على المنطقة للفرار من المخيم وإعادة تنظيم أنفسهن والانضمام إلى “داعش”.

وبداية عام 2020، تمكنت امرأة من الجنسية الأجنبية الهروب من المخيم، فيما باقي محاولات الفرار تم فشلها، بحسب إدارة المخيم.

وفي التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، حصلت نورث برس على صور لعائلتين لبنانية وألمانية، من عائلات عناصر “داعش” كنَّ قد هربن من مخيم عين عيسى أثناء قيام عناصر من فصائل المعارضة التابعة لتركيا، في منتصف الشهر الذي سبقه، بالهجوم على المخيم وتهريب بعض العائلات منه.

وأثناء هروب العائلتين اللبنانية والألمانية، من مخيم عين عيسى باتجاه تركيا انفجرت فيهم ألغامٌ كانت قد زرعتها القوات التركية بين مدينتي منبج وجرابلس، أدت لإصابة كلا العائلتين وخاصةً الأطفال.

وفي السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، 2019، التقت نورث برس، بسيدة من عائلات تنظيم “داعش” داخل مخيم الهول، وتحدث حينها عن رحلتها وبقاءها لمدة عام في مخيم عين عيسى.

وأشارت إلى أنه عند تواجدها في مخيم عين عيسى، أثناء تواجدها في مخيم عين عيسى “كانت هناك بعض النساء من الجنسية التركية يعلمن بمجيء الجيش التركي، وكنّ على تواصل دائم معه، وكان هناك العديد من النساء في المخيم يعمل أزواجهن عناصر في الجيش الحر”.

كما شددت على أن “هناك العديد من العوائل التي كانت ترغب بمجيء الجيش الحر واستلامه للمناطق هنا، وبعد الهجوم على المخيم تبّين وجود الكثير من الذين كانوا يتعاملون مع الجيش الحر وينقلون لهم المعلومات عن المخيم”.

وأكدت السيدة العائدة من مناطق سيطرة المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، حينها، على أن “علاقة تركيا بتنظيم الدولة الإسلامية وثيقة”، وعللت ذلك بأن “تركيا هي من أدخلتهم إلى الأراضي السورية ليقوموا بكل ما قاموا به من جرائم”.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله