زوجة “أمير المفخخات”: تركيّات بمخيم عين عيسى تواصلن بجيش بلادهم ونساء التنظيم سيذبحننا في الهول

الحسكة – جيندار عبدالقادر- NPA

التقت "نورث برس" بسيدة من عوائل "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) داخل مخيم الهول، الواقع في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة الحسكة، والذي يضم الآلاف من عوائل عناصر وقادة التنظيم.

تحدّثت السيدة رهف أحمد خلف، والتي تبلغ من العمر/37/ عاماً، إحدى سيدات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حول رحلتها من الميادين الواقعة في ريف دير الزور الشرقي، والتي تسيطر عليها حالياً القوات الحكومية والقوات الإيرانية، وصولاً إلى العراق ثم إلى إدلب وصولاً لمخيم الهول.

قالت رهف إن والديها متوفيان وهي تعيش مع أعمامها، حيث اضّطرت للزواج من رجلٍ يكبرها بكثير، نتيجةً للمعاملة السيئة التي يعاملها بها ذووها.

وتضيف: "بعد زواجي من هذا الرجل بقينا مدة في الميادين وبعدها انتقلنا إلى العراق، حيث أن زوجي كان أميراً في تصنيع المفخّخات".

كما أشارت إلى أنها كانت حاملاً بمولودها الأول، ولم ترضَ أن تنتقل مع زوجها للعيش في إدلب، بعد قيامه بسرقة أموال تنظيم "الدولة الإسلامية"، (مبلغ يقدر بنحو /100/ مليون ليرة سورية)، وهروبه تاركاً إياها وحيدة.

وتابعت: "بقيت في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم ما بين سوريا والعراق"، حتى جاء أمرٌ من زعيمه أبي بكر البغدادي، يقضي بـ"خروج نساء التنظيم إلى إدلب، حتى لا يتم أسرهن من قبل الحكومة السورية".

 

رحلة إدلب

تقول رهف لـ"نورث برس": ذهبت برفقة أطفالي إلى إدلب حيث أن غالبية عوائل التنظيم، كانوا يدخلون عن طريق منطقة العاصي وخربة الجوز ويخرجون منها.

زوجها رآها في إدلب، وعمد لرفع دعوى عليها لدى "جبهة النصرة" مدّعياً، أنها كانت تعمل لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" ليجري سجنها لمدة ثلاثة أشهر.

وتكمل حديثها بأنه عقب خروجها من السجن ذهبت إلى مدينة اعزاز، حيث اُعتقلت هناك أيضاً من قِبل فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، معللة ذلك بالقول إن "اسمها كان معممّاً على الحدود".

وأضافت "بقيت مسجونة لمدة عام، وبعد خروجي أردت الذهاب إلى دير الزور، لكن تم توقيفي على جسر قرقوزاق من قبل قوى الأمن الداخلي (الآسايش) وأتوا بي إلى مخيم عين عيسى".

 

البقاء بالمخيم

وحول بقائها في مخيم عين عيسى تقول رهف، إنها بقيت سنة في المخيم، وكانت معاملة المسؤولين عن المخيم "جيدة معهم"، لكنهم طالما أرادوا العودة إلى منازلهم ليعيشوا حياة طبيعية.

وتضيف رهف: "كنت في البداية أكشف عن وجهي، لكنني تعرضّت للتهديد من قِبل زوجات الأخوة (زوجات عناصر التنظيم) بأنهم سيحرقونني أنا وطفلي".

وأضافت أنه لم يكن يُسمح لهن بالذهاب وحدهن إلى السوق والتبضّع "دون وجود أمن المخيم برفقتهن، إضافةً إلى منعهن من حمل الموبايل".

أردفت السيدة أنه أثناء تواجدها في مخيم عين عيسى "كانت هناك بعض النساء من الجنسية التركية يعلمن بمجيء الجيش التركي، وكنّ على تواصل دائم معه، وكان هناك العديد من النساء في المخيم يعمل أزواجهن عناصر في الجيش الحر".

كما شددت على أن "هناك العديد من العوائل التي كانت ترغب بمجيء الجيش الحر واستلامه للمناطق هنا، وبعد الهجوم على المخيم تبّين وجود الكثير من الذين كانوا يتعاملون مع الجيش الحر وينقلون لهم المعلومات عن المخيم".

وأضافت السيدة أنه "تبيّن لاحقاً وجود استخبارات لهم ضمن المخيم، ومن ضمنهم موظفين".

 

الهجوم التركي

رهف أدلت بشهادتها لـ"نورث برس" عن هجوم المعارضة المسلحة بدعم تركي على مخيم عين عيسى قائلة: "عند الهجوم على المخيم، قامت الطائرات التركية بقصفه، وبعدها حدث إنزال جوي من خلال مروحيتين".

عملية الإنزال بحسب رهف كانت على الشكل التالي: "أخذوا عوائل مهاجرة تركية وعوائل من الجيش الحر، وبعدها أتت مصفّحات وسيارات وكان هناك عسكري يتحدث بالتركية ويقول لنا بالتركية "هيّا اخرجن".

وأكدت أنهم –أي المعارضة والقوات التركية- عرضوا عليهم الذهاب معهم، وقالوا بـ"أن النظام سيأتي قريباً"، منوهة إلى أن هذا ما أخافهن ودفع بهن للفرار إلى الرقة.

تحضيرات ما قبل الهجوم

رهف التي لا تزال تسعى للعودة إلى منزلها في دير الزور، أكدت أنه قبل هجوم المعارضة والقوات التركية على المخيم بليلة واحدة "كانت التركيات قد جهزن أنفسهن وقمن بترتيب أمورهن وحقائبهن وتوزيع لباس أطفالهن على المخيم".

كذلك نبّهت إلى أنه في حال لو هاجمت تركيا مخيم الهول "ستقوم نساء التنظيم بذبحنا".

 

علاقة تركيا بالتنظيم

وتؤكد السيدة العائدة من مناطق سيطرة المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، أن "علاقة تركيا بتنظيم الدولة الإسلامية وثيقة"، معللة ذلك بأن "تركيا هي من أدخلتهم إلى الأراضي السورية ليقوموا بكل ما قاموا به من جرائم".

وتحدثت عن قيام عناصر وقادة التنظيم في السجون التركية، بدفع المال مقابل خروجهم منها، وتردف متهكّمة: "هل من المعقول أن تكون تركيا غافلة عن الكم الهائل من المهاجرين الذين دخلوا إلى سوريا؟".

كما أشارت إلى أنه بالرغم من القضاء على التنظيم إلا أنه لا تزال هناك عوائل "تهدد الناس وتحرق الخيم، حتى أنهم هددوني أكثر من مرة بالحرق وخطف طفلي إذا لم أقم بتغطية وجهي".

فيما يخص مقتل البغدادي تقول رهف على لسان بعض العوائل إنه "حتى وإن مات البغدادي، سيكون هناك من يخلفه وسيقوم أطفالنا بإحياء أمجاد الدولة لاحقاً".