وسط استمرار تركيا لانتهاكاتها والتصريحات الدولية المتلاحقة.. حكومة دمشق تنشغل بالاقتصاد
القامشلي – نورث برس
وسط استمرارا الانتهاكات التركية على مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا، والتصريحات الدولية حول الغارات الجوية التركية على المنطقة وتداعياتها على الأمن والسلم، ينصب اهتمام حكومة دمشق على المجال الاقتصادي.
وقال وزير الخارجية في الحكومة السورية، فيصل المقداد، في تصريح عقب اجتماع لمجلس الوزراء، إن الدور الأساسي للدبلوماسية الآن في المجال الاقتصادي. ودعا سفارات بلاده إلى التفاعل “مع كل الفعاليات الاقتصادية وبشكل أساسي مع المغتربين”.
وأضاف أنه “يجب بذل كل جهد ممكن وخاصة في إطار مواجهة الإجراءات القسرية التي اتخذتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية ضد الشعب السوري غير الأخلاقية واللاإنسانية”.
وشدد المقداد، على أن سفاراته مستنفرة بشكل دائم، والتعليمات لديها هي العمل مع كل الفعاليات الاقتصادية في البلدان التي توجد فيها.
وتأتي تصريحات المقداد المتركزة على الاقتصاد، في وقت تواصل فيه تركيا منذ أيام شن عشرات الغارات الجوية على مناطق واسعة في شمالي وشمال شرقي سوريا، مخلفة عشرات الضحايا ودمار في البنى التحتية.
وخلال أقل من 24 ساعة الماضي، استهدفت القوات التركية حوالي 43 قرية في شمال شرقي سوريا، إضافة لقاعدة للتحالف الدولي في الحسكة ومستوصف طبي في كوباني، الأمر الذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين.
وحتى الآن لم يصدر أي تعليق من أي جهة رسمية للحكومة السورية على الغارات التركية التي تستهدف الأراضي السورية.
ودعا مبعوث الرئيس الروسي في سوريا، ألكسندر لافرنتييف، تركيا إلى “ضبط النفس” وأن تمتنع عن “أيّ استخدام مفرط للقوة” في سوريا.
وقال لافرنتييف: “نأمل في إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أيّ استخدام مفرط للقوّة على الأراضي السورية”، وذلك من أجل “تجنّب تصعيد التوترات”.
بينما تحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين الماضي، عن نقاشات مع أطراف داخلة في الصراع السوري، للقيام بعملية عسكرية برية على شمالي سوريا.
وقال أردوغان، لوسائل إعلام تركية: “عملياتنا غير محدودة قطعاً بضربات جوية، وقد يتم استخدام القوات البرية بالحجم المطلوب بعد التشاور ووقت الحاجة”.
وأمس الثلاثاء، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية، إنَّ “الولايات المتحدة أبلغت الجانب التركي سراً وعلناً بمخاوفها الجدية من التصعيد في الشمال السوري وحثّت أنقرة على وقف العمليات”.
وأضاف في تصريح خاص لنورث برس، “نخشى من تأثير التصعيد الأخير على حملة مكافحة تنظيم (داعش) وحياة المدنيين لذلك ندعو إلى وقف التصعيد من جميع الأطراف”.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أنَّ الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا.