غرفة الأخبار ـ نورث برس
زادت تركيا من حدة قصفها للشمال السوري، مستخدمة هذه المرة سلاح الجو الحربي لتنفيذ عشرات الغارات على مدن في شمال وشمال شرقي سوريا، في وقت تواصل الدولتان الضامنتان، (روسيا والولايات المتحدة)، لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة صمتهما.
وخلال الأشهر الماضية، وخاصة بعد فشل أنقرة في الحصول على ضوء أخضر من روسيا والولايات المتحدة، وعدم تحقيق ذلك خلال قمة طهران، للقيام بعملية عسكرية على مناطق في شمالي سوريا كان قد حددها الرئيس التركي، لجأت إلى المسيرات التركية لتستهدف فيها أمن واستقرار المنطقة.
وفي تموز/ يوليو الماضي، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، إن “كثافة هجمات الطائرات المسيرة التركية ازدادت، وباتت تستهدف مجتمع شمال شرقي سوريا ومؤسساته العاملة على استقرار المنطقة”.
وفي الشهر الذي يليه، وتحديداً في الثامن عشر من آب/ أغسطس الماضي، حذر عمران ريزا، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، الخميس، من التصعيد العسكري التركي الأخير في الشمال السوري بالطائرات المسيرة والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
ومع استمرار عملياتها في شمالي وشمال شرقي سوريا، تواصل تركيا خرقها لاتفاقية وقف إطلاق النار التي تم توقيعها عام 2019.
وأبرمت تركيا مع الجانبين الروسي والأميركي اتفاقية لوقف إطلاق النار بعد اجتياحها لمنطقتي سري كانيه وتل أبيض أواخر عام 2019، إلا أن الاتفاقية بقيت هشة، وواصلت القوات التركية خرقها للاتفاق باستهداف المناطق الواقعة على خطوط التماس مع المجالس العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري.
وفي الثامن عشر من هذا الشهر، صرّحَ وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أنَّ قواتهم مستمرة بعملياتها في سوريا والعراق، بعد أيام من تفجير وقع وسط إسطنبول.
وقبل التصريح التركي بخمسة أيام، وقع انفجار إسطنبول ذهب ضحيته 6 قتلى وعشرات الجرحى.
ونفَتْ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وقائدها العامّ، مظلوم عبدي، صلة قواتهم بالتّفجير.
وحذّرَ وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، فيصل المقداد، الحكومة التركية من استغلال حادثة تفجير إسطنبول لشنِّ عمليات عسكرية جديدة في البلاد.
إلا أن كل ذلك لم يُجدِ نفعاً مع تركيا التي غيرت من أسلوبها في القصف مستخدمة الطيران الحربي، في إطار زعمها “الرد على تفجير إسطنبول”.
واستهدفت ليل السبت ـ الأحد، بالطيران الحربي التركي، مناطق في شمالي سوريا، تسبب بخسائر بشرية بين صفوف المدنيين والعسكريين، إضافة لأضرار مادية في البنية التحتية.
وقال الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الأحد، إن الضربات الجوية التركية على مناطق بشمالي سوريا، لا علاقة لها بتفجير إسطنبول، وأن تركيا تخطط للهجوم منذ سنة.
وقبل كل هذا، جمع لقاء بين الاستخبارات الأميركية ونظيرتها الروسية في أنقرة. وأشار منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إلى أن الاجتماع بين وكالة المخابرات الأميركية (CIA) وجهاز المخابرات الخارجية الروسية (SVR) ركز على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين البلدين من أجل “تفادي الحسابات الخاطئة”، وفق تعبيره.
وبعد الاجتماع، دعت القنصلية الأميركية في أربيل، رعاياها بتجنب شمال شرقي سوريا وشمالي العراق. وبعده بيوم بدأت الطائرات الحربية التركية باستهداف شمالي سوريا.
ولكن الدولتان الضامنتان (روسيا والولايات المتحدة الأميركية)، لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا، لم تحركا أي ساكن في المنطقة أو حتى لم يصدر عنهما أي تصريح يدين الفعل التركي، وهو ما يثير تساؤلاً فيما إذا كانت أنقرة قامت بهذه الخطوة بضوء أخضر روسي ـ أميركي؟.