مصاريف طلبة جامعيين في دمشق مرهقة لذويهم

دمشق- نورث برس

تحاول سنا، الترشيد وتقليل الإنفاق في شراء احتياجاتها، إذ أن المبلغ الذي ترسله لها عائلتها لا يكفيها حتى نهاية الشهر.

سنا الدرويش، طالبة تدرس في قسم الهندسة المدنية في جامعة دمشق، تقول إنها كانت تتلقى العام الماضي 200 ألف ليرة شهرياً من عائلتها وكان المبلغ يفي باحتياجاتها المعيشية والتعليمية كاملة.

ولكن هذا العام، ترسل العائلة لابنتها وهي من سكان مدينة اللاذقية،350 ألف ليرة شهرياً ولا يكفيها حتى نهاية الشهر، ما يضطرها للاقتصاد في الكثير من الحاجيات، في ظل عدم استطاعتها طلب المزيد من المال حتى لا تحملهم مالا طاقة لهم به.

وتشكل مصاريف طلبة جامعيين عبئاً مادياً لعائلاتهم وخاصة ذوي الدخل المحدود، في ظل اتساع الفجوة بين متطلبات الحياة اليومية والرواتب الحكومية.

ويتذمر سكان وموظفون حكوميون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في مناطق سيطرة الحكومة في ظل تواصل انهيار الليرة السورية إلى أدنى مستوياته أمام الدولار الأميركي، الذي ألقى بظلاله على كافة القطاعات، في ظل عدم رفع رواتبهم لكي تتناسب مع الغلاء.

وبهدف التخفيف من الأعباء الاقتصادية عن عائلتها، أرادت “الدرويش”، العمل خارج أوقات الجامعة لكن رفض العائلة حال دون ذلك.

في حين يعتمد محمد عمر، اسم مستعار لطالب في السنة الثانية بكلية الإعلام في جامعة دمشق، على نفسه في تلبية مصروفه, فهو يعمل مع إحدى الشركات في قسم المونتاج.

 لكن الشاب وهو من سكان مدينة طرطوس يحرص على الانفاق بشكل معتدل، حسب قوله.

الحال لدى نجوى الأحمد، اسم مستعار لطالبة في السنة الرابعة بكلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق، لا يبدو مغايراً عن سابقيها، فهي على جدال دائم مع عائلتها حول زيادة المصروف.

تقول “الأحمد” وهي من سكان مدينة الحسكة، إن عائلتها تظن أنها تنفق مصروفها بشكل عشوائي وغير مبالٍ “ولكن  350 ألف ليرة شهرياً لا تكفي للعيش في دمشق, كل شيء غالٍ”.

وتشير إلى أنها تحتاج يومياً لأكثر من 15 ألف ليرة سورية بين متطلبات الدراسة والطعام الذي تحاول تخفيف نفقاته، “متطلبات الحياة تتضاعف كل يوم”.

وأمام الغلاء الذي يفوق طاقة جيبه، ألغى قيس الخطيب، اسم مستعار لطالب في كلية الطب بجامعة دمشق, الجلوس في المقصف الجامعي وما يتبعه من تناول مأكولات ومشروبات ضمن الحرم الجامعي، “كونها تشكل كلفة إضافية لمصروفي”.

وترسل له عائلته حوالي 200 ألف ليرة شهرياً, لكن هذا المبلغ بحسب “الخطيب” وهو من سكان مدينة حلب، “لا يكاد يغطي مستلزمات الدراسة اليومية”, فيما تقوم والدته بإرسال بعض الوجبات له لتخفيف تكلفة شراءها من السوق.

إعداد: مرام المحمد – تحرير: سوزدار محمد