طلاب جامعيون يعملون لساعات لمواكبة ارتفاع مصاريف دراستهم

دمشق – نورث برس

دفعت الظروف المعيشية المتردية طلاباً جامعيين في العاصمة دمشق إلى التوجه لسوق العمل مع محاولة عدم الانقطاع التام عن الدراسة، وذلك للتمكّن من تسديد مصاريف دراستهم والرسوم التي زادتها الحكومة السورية مؤخراً.

 ويشغل العمل ساعات طويلة من وقت هؤلاء الطلبة، ما يؤثر سلباً على نتائجهم، ورغم ذلك يقول بعضهم إنهم يتمكنون من الجمع بين الدراسة والعمل في آن واحد بهدف التخفيف من الأعباء الاقتصادية عن ذويهم.

وتعمل ربا الخالدي، وهو اسم مستعار لطالبة في قسم الجغرافيا في كلية الآداب بجامعة دمشق، في محلٍّ لبيع العطورات وأدوات التجميل بهدف التخفيف من الأعباء الاقتصادية عن عائلتها.

وقالت لنورث برس: “والدي تقدَّم في السن وما يزال يعمل كي يؤمِّن مستلزمات دراستنا وعيشنا، لكن من الصعب جداً أن يتمكّن فرد واحد في ظل هذا الغلاء الكبير من تأمين مصاريف العائلة كلها.”

وأضافت “الخالدي” أنها لم تخبر عائلتها “المحافظة” التي تقيم في محافظة درعا جنوبي البلاد عن عملها، خشية ردة فعل سلبية.

وتخشى الطالبة من والدها الذي “سيغضب كثيراً إن عَلِم، ولكن ضميري لا يسمح لي بالجلوس وقضاء أوقات فراغي في التصفّح على الإنترنت ووالدي يحمل مواد البناء الثقيلة على ظهره إلى أسطح البنايات.”

وتعتقد “الخالدي” أنها، ورغم دوامها الطويل في المحل، تمكنت من النجاح في خمسة مقررات من أصل ستة، وتعتبر ذلك مقبولاً مقارنةً مع باقي زملائها.

ويرى طلاب أن الرسوم الجامعية “المرتفعة” التي تفرضها الجامعات الحكومية، هي سبب آخر لعجز عائلاتهم من تأمين مصاريف دراستهم.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر في الثامن والعشرين من أيار/مايو الفائت، مرسوماً فتح بموجبه الباب للجامعات لتقاضي رسوم بمئات الآلاف من طلاب جامعيين “استنفذوا سنوات الرسوب.”

ويتوّجب على الطلاب الذين استفادوا أو سيستفيدون من بنود هذا المرسوم، وهم بعشرات الآلاف، دفع مبلغ  سنوي يقدَّر بـ400 ألف ليرة سورية بالنسبة للكليات الطبية إن كانوا قد دخلوا إلى الجامعة وفق مفاضلة التعليم الموازي، و 200 ألف ليرة سورية إن دخلوا وفق التعليم العام.

ويقول طلاب إن رفع الرسوم الجامعية ساهم في خروج الآلاف من الطلبة من مقاعد الدراسة لعدم تمكنهم من دفع التكاليف الباهظة لتحصيلهم العلمي.

قالت إسراء عاطف، وهو اسم لفتاة من مدينة درعا، إنها كانت ضحية رفع الرسوم الجامعية، فقد اضطرت لترك جامعتها بسبب عدم قدرة عائلتها على تحمّل تكاليف دراستها.

وأضافت أن قرارات وزارة التعليم العالي حرمتها من إتمام تعليمها.

ورفعت وزارة التعليم العالي، منذ حوالي عامين، رسوم التسجيل للطلاب أضعافاً وألزمت الطلاب النظاميين بدفع رسوم الموازي طوال حياتهم الجامعية حال استنفاذهم أو تعرضهم لعقوبة جامعية، إضافةً إلى رفع رسوم التعليم المفتوح.

ويعمل رمضان جعفر، وهو اسم مستعار لطالب جامعي يتحدر من مدينة حسكة شمال شرقي سوريا، في تقديم النراجيل في أحد المقاهي وسط العاصمة، إلى جانب دراسته في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق.

وقال “جعفر” لنورث برس:” أعمل في الوردية المسائية من الساعة الخامسة عصراً حتى الثانية بعد منتصف الليل.”

ولا ينكر “جعفر” أن لعمله أثراً سلبياً على دراسته، لكنه “مجبرٌ على العمل لتأمين مصروف يومي، بعد تفاقم الأوضاع المعيشية للعائلة التي تقيم في حسكة.”

إعداد: وحيد العطار – تحرير: حكيم أحمد