غرفة الأخبار ـ نورث برس
قال أحمد رحال وهو خبير عسكري معارض، إن التصعيد العسكري من قبل طرفي الصراع في شمال وشمال غربي سوريا، ما هو إلا رسائل سياسية بأدوات عسكرية، هدفها الإسراع في دعم دمشق اقتصادياً.
والجمعة الماضي، أعلن “الفيلق الثالث” المُشكل من عدة فصائل عسكرية عاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا في بيانٍ، “تنفيذ عملية نوعية ضد موقع عسكري مشترك بين عصابات الأسد وقوات سوريا الديمقراطية على محور بلدة عبلة بريف حلب الشرقي”.
كما اندلعت اشتباكات متقطعة بالأسلحة المتوسطة بين فصائل الجيش الوطني وقوات الحكومة السورية على محور بلدة تادف القريبة من مدينة الباب، شرقي حلب.
والجمعة أيضاً، استهدفت الطائرات الحربية الروسية بعدة غارات جوية، محيط تجمع مخيمات النازحين في منطقة الشيخ بحر بريف إدلب الشمالي.
ونهاية الأسبوع الماضي، قتل وجرح نحو ستة عناصر من قوات الحكومة، إثر عملية نفذتها مجموعات عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، تمكنت خلالها من نسف عدة نقاط عسكرية بعد التسلل إليها وتفخيخها على محور “الفوج 46” بريف حلب الغربي.
وقال الخبير العسكري، أنه “اعتدنا أن وراء كل تصعيد عسكري بين أطراف النزاع في شمال وشمال غربي سوريا، ملفات عالقة مع أنقرة، والتصعيد يكون بمثابة رسائل سياسية بأدوات عسكرية”.
وكشف “رحال” في حديث لنورث برس، أن من تلك الملفات هو الطريق الدولي (إم 4)، المهم للروس كنافذة اقتصادية لدمشق، “لكن الأتراك يتلكؤون بالموضوع، ويطالبون الروس بمقابل في شمال شرقي سوريا أو عملية عسكرية”.
وبناءاً على ذلك صعدت روسيا من قصفها الأسبوع الماضي على إدلب، وأعلن مركز المصالحة الروسي، في الثالث من هذا الشهر، أن القوات الجوية الروسية شنت ضربات جوية استهدفت مواقع “إرهابيي تنظيم جبهة النصرة”، في إدلب، أسفرت عن مقتل 13 مسلحاً بينهم قياديان، فضلاً عن إصابة 22 آخرين.
وكشف “رحال”، عن ملف مخفي بدأ يظهر الآن، وهو أن إحدى التوافقات الروسية التركية تتضمن تسهيل فتح معابر ما بين الجيش الوطني مع القوات الحكومية “لتخفيف وطأة الاقتصاد على دمشق”.
وأضاف: “رأينا كيف قام أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، بفتح معبر ترنبة ثم سراقب، ومعبر أبو الزندين، واشتبك مع فيلق الشام من أجل هذا الأمر”.
وأشار الخبير العسكري إلى أن اللافت اليوم هو العمليات التي تقوم بها “هيئة تدمير الشام” كما يسميها “رحال”، “تقوم بفتح المعابر مع دمشق بتوافق مع روسيا وبذات اللحظة تستهدف موقع آخر للنظام السوري”.
ويثير تصرف تحرير الشام، تساؤلاً حول “كيف تمد يدها الأولى وتفتح المعابر مع دمشق، وباليد الثانية تقوم بعمليات عسكرية ضد قوات النظام”.
وخرجت احتجاجات الجمعة، تندّد بتصرفات هيئة تحرير الشام، ورفضاً لفتح معابر مع قوات الحكومة السورية.
وما يمكن أن يكون أغضب روسيا، بحسب “رحال”، هو “تراجع الأتراك خطوة للخلف في موضوع المصالحة مع النظام السوري، خاصة أن روسيا اجتهدت لترتيب لقاء بين وزيري خارجية سوريا وتركيا”.
والخميس الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي، على هامش القمة الأولى للمجموعة السياسية الأوروبية، التي انطلقت في العاصمة التشيكية براغ، “لقائي مع الأسد في الوقت الحالي غير وارد ولكن لا أستبعد ذلك في المستقبل”.
ولكن مساء السبت الماضي، أعلن وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، أن بلاده ستعيد الأمان إلى سوريا.
وجاءت تصريحات المسؤولين الأتراك بعد أيام من إعلان وزارة الخارجية الروسية، أن روسيا تحافظ على “اتصالات نشطة للغاية” لعقد اجتماع دبلوماسي بين دمشق وأنقرة.
وقال نائب وزير الخارجية وممثل الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف في إفادة صحفية، إن “الجانب الروسي يشارك بنشاط في حوار مع الشركاء بشأن اقتراح توفير منصة لاجتماع وزيري خارجية الحكومة السورية وتركيا”.