الاغتيال والاعتقال “وسيلة النظام” لإسكات معارضيه في درعا وروسيا تترك دورها كضامن

درعا- نورث برس

يتّهم سكان وصحفيون في درعا، الأجهزة الحكومية، بوقوفها وراء عمليات اغتيال قادة وعناصر المعارضة السابقين، في ظلّ تَنصُّل روسيا من دورها كضامن في التسويات، وانسحابها من المحافظة؛ بعد أن مكّنت القوات الحكومية من السيطرة، وإجبار المعارضة على سحب أسلحتها.

والجمعة الماضي، شيّع سكان في مدينة طفس، بريف درعا الغربي، وعدد من القرى المجاورة، خلدون بديوي الزعبي، أبرز قادة المعارضة السورية السابقين، في طفس، وأحد أعضاء لجنة التفاوض، برفقة أربعة من عناصر مجموعته.

وقال ناشطون في درعا، لنورث برس، إن “الزعبي” وعناصره؛ قتلوا وأصيب خمسة آخرون؛ بعد تعرض موكبهم لاستهداف مسلّح على أطراف مدينة درعا، أثناء عودتهم من اجتماع مع العميد لؤي العلي، رئيس فرع الأمن العسكري، التابع للقوات الحكومية في درعا.

واتّهم هؤلاء “العلي”، بالوقوف وراء عملية الاغتيال، نظراً للعلاقة المتوترة بينه وبين “الزعبي”، والتي وصلت لحدّ تهديد الأخير له، ورفض مصافحته في مكتبه.

ووفقاً لعضو “مكتب توثيق الشهداء بدرعا”، محمد الشرع، فإنهم وثّقوا مقتل سبعاً وسبعين قيادياً في المعارضة السورية، منذ تطبيق اتفاق التسوية في تموز/ يوليو 2018.

وأشار إلى أنهم وثّقوا وقوف “نظام الأسد”، وراء مقتل عدد من هؤلاء القادة، في حين قُتل عدد منهم على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي عاد إلى المحافظة عبر الحواجز العسكرية الحكومية، بحسب قول “الشرع”.

فيما وثّق المكتب منذ اتفاق التسوية الأول، اعتقال ثلاثة وخمسين قيادياً على يد القوات الحكومية، أُطلق سراح عدد منهم، فيما لا يزال آخرون قيد الاعتقال أو مجهولي المصير.

“إسكات المعارضين”

وقال اللواء المُنشق، محمد الحاج، إن “نظام الأسد لا يقبل بوجود أي نوع من أنواع المعارضة، فكل شخص معارض تحت سلطته هو مشروع اغتيال، بغضّ النظر إن كان مسلحاً أم لا”.

ويعتبر “النظام”، قادة المعارضة، “المُحرِّك للاحتجاجات والتسليح وللمواجهة العسكرية ولقيادة المجتمع، لذا يحاول إزاحتهم بالاغتيال والاعتقال”، بحسب اعتقاد اللواء المُنشق.

وأكّد “محمد الحاج”، أن عمليات الاغتيال لن تستطيع إسكات سكان درعا، “قد نسكت مؤقتاً لكن لن يستطيع أن يُسكتنا لفترة طويلة”.

وفي الواحد والعشرين من هذا الشهر، اعتقل عناصر من القوات الحكومية، قيادي سابق في صفوف المعارضة السورية أثناء عودته من مصر إلى سوريا.

فيما قُتل قيادي آخر، على يد مجهولين في ريف درعا، في ذات اليوم.

وقال الباحث والصحفي، حسام البرم، المُقيم في فرنسا، إنَّ روسيا خلال الفترة الأخيرة تنصَّلت من تعهداتها والتزاماتها في الجنوب السوري.

وأضاف، أن روسيا قامت بتجريد تشكيلات المعارضة من السلاح حتى الفردي منه، وتحويل المحافظة  إلى النمط المدني.

وبعد تجريد المعارضة من السلاح، قاموا بملاحقة  الناشطين المدنيين، مع غياب دور روسيا كضامن، وفقاً لما أفاد به “البرم”.

وغابت روسيا عن المفاوضات الأخيرة، التي تمّت بشكل مباشر بين وجهاء وقادة محليين والقوات الحكومية، على إثر التوتر الذي حصل في مدينة طفس.

واعتقد “البرم”، أن “نظام الأسد”، نجح في استئصال المعارضة السورية، في درعا، عبر استئصال قياداتها والوجهاء الاجتماعيين وكل التشكيلات الجيوسياسية التي نشأت بالمنطقة أثناء “مرحلة الثورة”.

وأشار “البرم”، إلى أن عمليات استهداف المعارضين؛ سواءً بالاعتقال أو التهجير، كانت تتمّ تحت إشراف الروس، وأن التسويات الأخيرة في درعا، العام الماضي، “كانت بالتهديد والوعيد من قِبل الروس وليس من قِبل النظام وساهم الروس كطرف وليس كضامن في تلك المرحلة”.

إعداد: إحسان محمد- تحرير: سوزدار محمد