درعا- نورث برس
عاد مؤخراً الحديث عن تواجد عناصر لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في محافظة درعا وذلك بعد سلسلة عمليات قتل شهدتها المحافظة في الفترة الماضية، طالت أشخاصاً متهمين بتبعيتهم لـ “داعش” وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلات مصورة، تظهر أشخاصاً يعترفون بانتمائهم للتنظيم قبل مقتلهم.
والأربعاء الماضي، قالت مصادر محلية لنورث برس، إن “القوات الحكومية قامت بتسليم جثة محمد ربيع صايل العدودات الملقب بحمودة تسيل إلى ذويه بعد وفاته في السجن تحت التعذيب”.
“العدودات” اعتقل في الثامن من آب/ أغسطس الجاري، على حاجز عسكري تابع للقوات الحكومية بين مدينتي داعل وطفس بريف درعا الغربي.
وقبل أيام من مقتله، ظهر في تسجيلين مصورين، تداولهما رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث عن تبعيته لتنظيم “داعش” وأنه نفذ عمليات اغتيال بحق معارضين سابقين وعدد من أعضاء اللجنة المركزية.

سبق هذه الحادثة بعدة أيام، عثور سكان بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، على جثة محمد أحمد الحلاق (36 عاماً) الملقب بـ “أبو عمر الجبابي” مقتولاً بالقرب من معصرة الشمري شمال البلدة.
وحينها قال شاهد عيان لنورث برس، إن “الحلاق” الذي ينحدر من مدينة جباب بريف درعا الشمالي، كان برتبة ملازم أول قبل انشقاقه عن القوات الحكومية، والتحق بصفوف المعارضة السورية قبل أن ينضم لـ”داعش” في منطقة حوض اليرموك عام 2016.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في درعا تسجيلاً مصوراً، يظهر فيه “الحلاق” وهو يعترف بانتمائه لتنظيم “داعش” ومسؤوليته عن مقتل أبو البراء الجلم عضو اللجنة المركزية في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي.
“50 إلى 60 عنصر”
ويؤكد الصحفي حسام البرم، أن أعداد عناصر التنظيم في درعا بحسب الإحصائيات الموجودة لا تتجاوز خمسين إلى ستين شخصاً، بالإضافة لحوالي عشرة من قيادات التنظيم.
ويشير إلى أن “النظام لا يحارب داعش، فهو من أفرج عن قيادته تباعاً منذ عام 2018 لغاية عام 2020”.
وبحسب رأي الصحفي فإن “النظام عمد إلى تسليحهم ودمجهم ببعض الميليشيات والمجموعات التابعة للأمن العسكري والفرقة الرابعة وسهل حصولهم على سلاح من الحواجز العسكرية التابعة له”.
ويرى “البرم” أن “النظام السوري وداعش لا يختلفان كثيراً في التطرف من حيث المبدأ”.
وفي التاسع من هذا الشهر، وبحسب مصادر محلية، فإن مسلحين محليين وعناصر من القوات الحكومية حاصروا “أبو سالم العراقي”، أحد قادة “داعش” الذي رفض الاستسلام وقام بتفجير نفسه بحزام ناسف، في أحد المنازل بريف درعا الغربي.
وأسفر ذلك عن مقتل الشاب يحيى محمد المحمد، أحد عناصر المعارضة السورية السابقين.
ويتفق عضو في اللجنة المركزية بدرعا، فضل عدم نشر اسمه، مع سابقه في أن “تنظيم داعش لم ينتهِ في الجنوب السوري”.
لكنه يلفت إلى أن وجود التنظيم “محدود جداً” في درعا، “على خلاف ما يدعه الأخير في أن لديه عناصر وأمراء ينفذون عمليات يتبناها التنظيم”.
ومن وجهة نظر العضو في اللجنة المركزية، فإن معظم عناصر “داعش” حالياً في درعا هم “بقايا تجار المخدرات المجرمين وأشخاص مطلوبين للأهالي وقسم منهم مطلوب للنظام السوري”.
“داعش صناعة إيران والنظام”
في 2018، نقلت القوات الحكومية جميع عناصر التنظيم من آخر معاقله في حوض اليرموك بريف درعا الغربي عبر حافلات.
لكن قبل ذلك، وبحسب العضو في اللجنة المركزية فإن “فرعي المخابرات الجوية والأمن العسكري التابعين للنظام السوري اعتقلا ما بين 200 إلى 300 عنصر، ليتم إخلاء سبيلهم بعد أشهر، وقسم كبير منهم تم تجنيده لصالح هذه الأفرع”.
ويعتقد العضو أن قادة وعناصر التنظيم يصلون إلى الجنوب السوري “عبر مواكب حزب الله اللبناني أو مكتب أمن الفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية مقابل مبالغ مالية تصل لألفي دولار للشخص الواحد”.
ويقولعلي الحريري (58 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد وجهاء درعا، إن “داعش هو صناعة إيران والنظام السوري تحركه في الوقت الذي تحتاجه، خاصة مع تراجع الدور الروسي في الجنوب”.
ويرى الوجيه أن “ورقة داعش والميليشيات الإيرانية تلوح بها إيران لابتزاز المحيط الإقليمي لسوريا وخاصة إسرائيل والأردن ودول الخليج لتحقيق مكاسب في الملف النووي”.
بينما يستخدم “نظام الأسد” تنظيم “داعش” لتخويف الأقليات من المسيحيين والدروز والعلويين وغيرهم من الطوائف في سوريا “إذ يصور لهم أن زوال النظام يعني حكم داعش لسوريا”، بحسب قول الوجيه.