“على عينك يا تاجر”.. سلب ونهب في وضح النهار بحلب

حلب-  نورث برس

تعرضت فادية عمر (25 عاماً)، من سكان حي الأشرفية بمدينة حلب، لسرقة حقيبتها منذ عشرين يوماً، بينما كانت تسير باتجاه الطريق العام عند الساعة الثامنة صباحاً لتستقل سرفيس الدوار الشمالي.

مرَّ من قربها شخصان يستقلان دراجة نارية، أمسك أحدهما الحقيبة ولاذا بالفرار.

وفقدت “عمر” بطاقتها الشخصية وبعض الأشياء الخاصة ومبلغاً مالياً “بسيطاً”، وأعلنت عن سرقة حقيبتها عبر وسائل التواصل لإعادة بطاقتها الشخصية لكن دون جدوى.

ومنذ أشهر، تشهد حلب في وضح النهار، حالات سرقة من حقائب وهواتف وغالباً ما تتم عبر أشخاص يقودون دراجات نارية.

ويرجع سكان ومحامون السبب إلى الأزمات المعيشية والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في ظل العجز الحكومي عن إيجاد حلول لتلك الأزمات.

تقول الشابة العشرينية، إن الحادثة تسببت لها بحالة من الرعب خوفاً من تكرارها وتعرضها للأذى.

وبشكل شبه يومي تتصدر صفحة وزارة الداخلية التابعة للحكومة السورية على فيس بوك، أخبار حول إلقاء القبض على مطلوبين في حالات إجرام وأكثرها السرقات، دون التطرق للحلول أو الخطط للحد من هذه الحالات.

وبحسب مصدر أمني في فرع الأمن الجنائي بحلب، فإن حالات الإبلاغ عن حوادث السرقات والسلب في وضح النهار زادت عن العام الماضي بما يقارب مئة في المئة.

وأشار المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، إلى أن أنهم ألقوا القبض منذ بداية العام الجاري حتى الآن، على أكثر من 16 ألف مطلوب، منهم متهمون بجرائم سلب ونهب.

وفي التاسع من هذا الشهر، سرق شخصان كانا أيضاً يستقلان دراجة نارية هاتف هناء سعد (55 عاماً)، من سكان حي الحمدانية في حلب.

تقول السيدة الخمسينية، إن السرقة تمت عندما كانت تتحدث من هاتفها على أوتوستراد الحي الخارجي بينما كانت في طريق العودة للمنزل بعد زيارة ابنتها التي تسكن حي صلاح الدين المجاور لها.

وطالبت “سعد” المارة بالتدخل لإيقاف السارقين الذين زادوا من سرعة الدراجة بعد سرقة الهاتف من يدها، “ولكن بلا فائدة”.

وكانت وكالة نورث برس قد نشرت خلال نيسان/ أبريل الماضي، تحقيقاً عن السرقات في مناطق الحكومة السورية.

وفي حي الفيض بحلب، سرق شخصان مليوناً ونصف المليون ليرة سورية، كان هادي المحمد (40 عاماً)، في طريقه لدفعها كأول قسط لمدرسة ابنته للعام الدراسي القادم.

يقول الرجل الأربعيني إنه لم يكن يتخيل في حياته أن يتعرض للسرقة في وضح النهار “وعلى عينك يا تاجر”.

ويروي “المحمد”، تفاصيل الحادثة، حيث كان يسير برفقة ابنته سارة (12 عاماً) حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً إلى المدرسة التي درست فيها في حي الشهباء الجديدة.

والمدرسة خاصة، ويتم فيها دفع مبلغ على أقساط للتسجيل فيها وذلك للانتقال إلى المرحلة الانتقالية.

وهم يعبران الطريق العام في الحي شاهد شابان يقومان بإصلاح دراجة نارية، بجانب الطريق يبعد عنهم ما يقارب الخمسين متراً.

وبينما هو ينتظر خلو الطريق لقطع الشارع باتجاه المدرسة، اقترب منهما الشابان بدراجتهما وأمسك أحدهما حقيبة “المحمد” التي كانت على كتفه وبحركة دورانية من خلفه سقط الرجل مع ابنته التي كان يمسك بيدها أرضاً.

ويضيف “المحمد” أنه لم يشعر بالخوف على نفسه، كما خاف على ابنته الوحيدة التي بقيت من عائلته بعد وفاة أمها عام 2015 في قصف استهدف عين ترما بريف دمشق.

ومضى على الحادثة أسبوعين، “لكن لا يزال يكتنفها الخوف وترفض الذهاب من ذلك الطريق خوفاً من تكرار الحادثة”، بحسب الوالد.

وينتظر “المحمد” متابعة مخفر شرطة الشهباء، للموضوع بعد إبلاغهم بالحادثة وتحديد مكان وقوعها، ولكنه غير متفائل كثيراً في إلقاء القبض على السارقين وخاصة أنه لم يتعرف عليهما ولم يكن هناك كاميرات مراقبة في المكان.

إعداد: رافي حسن-  تحرير:  سوزدار  محمد