مدينة تعتبر سلة غذاء درعا خسائر مزارعيها بالملايين والحكومة هي “السبب”

درعا- نورث برس

يتوقع رامز كيوان (38 عاماً)، اسم مستعار لمزارع من مدينة طفس غربي درعا، أن تتعدى خسارته من زراعة  50 دونم من البندورة لهذا الموسم، العشرة ملايين ليرة سورية، لعدم سماح القوات الحكومية بوصوله إلى أرضه الواقعة على أطراف المدينة وقطف المحصول.

ويقول المزارع إن ثمار البندورة كانت جاهزة للقطاف قبل تضييق القوات الحكومية بأيام قليلة، الخناق على طفس.

وعلى إثر ما تشهده طفس من توترات أمنية بين مسلحين محليين من أبناء المدينة والقوات الحكومية، تعمد الأخيرة لمنع المزارعين من الوصول إلى مشاريعهم الزراعية للاعتناء بها وقطف ثمارها، ما أدى إلى تلف المحاصيل وتكبد المزارعين خسائر كبيرة تقدر بمئات الملايين.

ومنذ أسبوع تغلق القوات الحكومية الطرق التي تؤدي إلى مدينة طفس، بعد مطالبتها بترحيل عدد من الأشخاص الرافضين للتسويات، ودخول القوات لتفتيش المنازل، الأمر الذي يرفضه سكان المدينة.

وأمس تم التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج عدد من العناصر السابقين في صفوف فصائل المعارضة من المدينة، كانت قوات الحكومة السورية، طالبت بترحيلهم في وقت سابق.

والسبت الماضي، دارت اشتباكات عنيفة، بين مقاتلين محليين والقوات الحكومية على أطراف طفس بعد محاولة الأخيرة التقدم باتجاه المدينة.

وفي ذات اليوم، استهدفت القوات الحكومية الأراضي الزراعية الواصلة ما بين طفس وبلدة اليادودة غربي درعا، بعدة طلقات نارية بواسطة عربات الشيلكا.

وبحسب مزارعين فإن القوات الحكومية المتمركزة بالقرب من مشاريعهم الزراعية على مسافة ما يقارب 100 متر، تطلق النار أثناء محاول أي شخص الاقتراب من أرضه.

وأدى هذا الحال، لتراكم الديون على “كيوان”، فهو قد لجأ لشراء مستلزمات الزراعة من بذور وأسمدة وأدوية بالدين ليتم سدادها عند نهاية الموسم وبيع المحصول.

وكان المزارع قد اشترى البذور بمليوني ليرة سورية، كما أنه دفع ما يزيد عن مليون ليرة سورية أجور العمال.

وعمل على ري مشروعه أربع مرات تقريباً، وصلت تكلفة الري في المرة الواحدة ما يزيد عن 500 ألف ليرة سورية وخاصة أنه اشترى الليتر الواحد من المازوت من السوق الحرة بنحو ستة آلاف ليرة، بالإضافة لدفع 20 ألف مقابل استئجار الدونم الواحد.

وتعد طفس من أكثر المدن الزراعية في درعا وتعتبر سلة غذاء المحافظة وتشتهر بزراعة البندورة والبطيخ والرمان والبطاطا وغيرها.

وتعتمد أسواق مدينة درعا بما يزيد عن 60 بالمئة على طفس، من حيث الخضراوات بحسب تجار ومزارعين.

كما تعتبر منطقة تجارية كبيرة، لا تقتصر على الخضراوات والفواكه فقط، حيث تحوي على ما يزيد عن 10 تجار يوزعون المواد الغذائية على مدن وبلدات المحافظة أيضاً.

وتحتوي المدينة على المستودعات الرئيسية لتوزيع مادة السكر على المحافظة، إذ يتواجد داخلها مئات الأطنان ويتم التوزيع من خلال سيارات على المحال التجارية المنتشرة في مدن وبلدات درعا.

ويقول حمزة العليان (43 عاماً)، اسم مستعار لتاجر خضراوات في مدينة درعا، إن أسواق درعا تشهد شحاً كبيراً في بعض الأصناف من الخضراوات بسبب التضييق الذي تشهده طفس

ويشير التاجر إلى أن توقف وصول الخضراوات من طفس إلى مدينة درعا، تسبب بارتفاع ملحوظ في أسعار بعض الأصناف، حيث كانت البندورة تباع قبل التضييق بألف ليرة سورية، بينما وصل سعر الكيلو الواحد حالياً إلى 1700 ليرة تقريباً.

ويلفت “العليان” أن الخضراوات التي تتواجد في أسواق درعا اليوم هي زراعة منطقة حوض اليرموك، التي تبعد عن المدينة 40 كيلومتر تقريباً، وزيادة أجور النقل تسببت بارتفاع الأسعار، بينما تبعد طفس عن مدينة درعا أقل من 15 كيلومتر.

إعداد: مؤيد الأشقر- تحرير: سوزدار محمد