سكان في إدلب يشتكون من رداءة الطرقات و”الإنقاذ” تشترط ضرائب لإصلاحها

إدلبنورث برس

تعرض محمد المصطو (45 عاماً) لكسر في يده اليمنى وأصيب برضوض في أنحاء متفرقة من جسمه، وذلك بعد أن وقع الشهر الماضي في حفرة كبيرة ممتلئة بالمياه على طريق دير حسان- قاح شمال إدلب شمال غربي سوريا.

يقول النازح من مدينة معرة النعمان إنه كان عائداً مساء إلى المخيم، ليسقط في حفرة لم يلاحظ وجودها في الطريق.

ويشتكي سكان ونازحون في إدلب من سوء ورداءة الطرقات وامتلائها بالحفر وتجمع الأوحال والمياه خلال فصل الشتاء، وهو ما يعيق الحركة والمسير ويتسبب بحوادث سير وأضرار وأعطال في الآليات تكلف أصحابها مبالغ مالية.

وينتقد هؤلاء عدم تأهيل وتعبيد الطرق وخاصة أن أغلبها تضررت وتشكلت فيها حفر كبيرة بفعل المعارك التي شهدتها المنطقة خلال الأعوام الماضية، إضافة لعدم وجود الشاخصات المرورية.

وتمتنع حكومة الإنقاذ عن تأهيل وتعبيد الطرق والشوارع المتضررة في البلدات بريف إدلب دون دفع أصحاب المنازل والمحال التجارية لضرائب، بحسب سكان ونازحين في إدلب.

وأشارت المصادر ذاتها إلى قيام منظمات بتعبيد الطرقات الرئيسة الواصلة بين المدن فقط وذلك بإشراف من “الإنقاذ”.

وشهدت الطرق المتضررة وخاصة في منطقة المخيمات على الحدود السورية التركية، تكرر حوادث مرورية وتسببت بإصابات وخسائر بشرية واقتصادية.

ومنذ بداية العام الحالي، تضاعف عدد حوادث السير شمال غربي سوريا، إذ وصل معدلها إلى أربعة حوادث يومياً، بحسب إحصائيات لمنظمة الخوذ البيضاء التي تنشط في مناطق المعارضة السورية.

ووثقت المنظمة خلال ثلاثة أشهر من ربيع العام الجاري، 27 حالة وفاة جراء 1.525 حادث سير في إدلب.

إتاوات لإصلاح الطرق

وخلال الشهر الجاري، فرضت حكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام في إدلب، مبالغ تراوحت بين 100 و150 دولاراً أميركياًعلى سكان وأصحاب محال تجارية في بلدة  قاح شمال إدلب، لتعبيد أحد الطرق الرئيسة فيها، ونسبت الأمر لنفسها.

وقالت مصادر محلية إن ما تعرف بمديرية الخدمات في ريف إدلب الشمالي فرضت تلك المبالغ.

وشهدت البلدة حالة من الاستياء بين السكان وأصحاب المحال التجارية، لا سيما بعد أن نسبت “الإنقاذ” الإنجاز بشكلٍ كامل لنفسها دون الإشارة إلى فرض إتاوات على السكان لتعبيد الطريق.

وبرر سعد الرفاعي ( 38 عاماً)، وهو اسم مستعار لعضو في مديرية الخدمات التابعة لحكومة الإنقاذ ورئيس أحد المجالس المحلية شمال إدلب، عدم تأهيل الطرقات وتعبيدها “”بقلة الإمكانات المتاحة”.

وأضاف في حديثه لنورث برس أنه لا يمكن تعبيد جميع الطرقات وإصلاحها في الوقت الحالي.

وأشار إلى أنهم يعملون على إصلاح الطرقات الرئيسة التي تربط المدن ذات الكثافة السكانية العالية، دون أن يعلق على الإتاوات التي تفرضها الإنقاذ على السكان لإصلاح الطرقات.

لكن سكاناً ونازحين في إدلب قالوا لنورث برس إن تلك المبررات “غير مقنعة” فالسلطات تفرض ضرائب على جميع القطاعات في إدلب، و“تسرق” مخصصات النازحين في المخيمات، فأين تذهب كل تلك الأموال؟”

وتفرض “الإنقاذ”  ضرائب على مزودي خدمة الإنترنت العاملين في مناطق سيطرتها، كما أنها وللعام الثالث على التوالي تفرض ضرائب على موسم الزيتون.

 إضافة إلى  منع إنشاء أي بناء سكني أو تجاري سواء الأملاك العامة والخاصة ضمن مناطق سيطرتها إلا بعد دفع رسوم تقدر بين نصف دولار ودولار ونصف على كل متر مربع قيد البناء.


اقرأ أيضاً


أعطال في الآليات

ومنتصف الشهر الماضي، فقدت نور السعيد ( 35عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة في مخيمات قاح الحدودية جنينها وأصيب زوجها بكسور، وذلك بعد سقوط الدراجة النارية التي كانا يستقلانها في إحدى الحفر في الطريق.

تقول السيدة  إن “الطريق كان مظلماً، لم نستطع رؤية شيء، سقطتُ بقوة في الحفرة، فقدت الوعي، بعد ساعات وجدت نفسي في مشفى”.

وتُحمّل السيدة الثلاثينية مسؤولية ما يجري على الطرقات من حوادث وحالات وفاة لـ “سلطة الأمر الواقع التي فرضت نفسها وضرائبها على السكان دون أي خدمات ملموسة على أرض الواقع”.

وفي أيار/ مايو الفائت، قضت امرأتان وأصيب تسعة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، جراء حادث مروري على طريق الملند في إدلب.

ويضطر سمير الرافع (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق  يعمل على طريق المخيمات الحدودية ومدينة إدلب، لإصلاح أعطال متكررة لسيارته، يقول إن كثرتها بسبب رداءة الطرق.

كما أن تكاليف تصليحها تزداد يوماً بعد يوماً على خلفية انهيار قيمة الليرة التركية، “أضطر للعبور في تلك الطرق بشكل يومي لعدم وجود أخرى بديلة”.

ويشير إلى أنه غالباً ما تحدث حالات غثيان، تصل في بعض الأحيان إلى حالات إغماء بين الركاب لكثرة التعرجات والحفر والمطبات.

إعداد: سمير عوض- تحرير: سوزدار محمد