نازحون في إدلب يتهمون إداريي مخيمات ومسؤولين في “الإنقاذ” بسرقة المساعدات
إدلب- نورث برس
لم يستلم عارف الأسود (31 عاماً)، الذي يعيش مع عائلته في مخيم على الحدود السورية التركية بريف إدلب شمال غربي سوريا، القسيمة المالية على الرغم من تسجيل اسمه في قائمة المستفيدين منها.
ويقول النازح من ريف حماة الشمالي، لنورث برس، إن إحدى المنظمات قامت قبل نحو شهر بإحصاء العائلات النازحة في المخيم بهدف توزيع قسائم مالية بقيمة 150 دولاراً أميركياً لكل عائلة.
وقام الفريق التابع للمنظمة بتسجيل اسم “الأسود” في قائمة المستفيدين وفقاً لما أخبره أحد أعضاء الفريق، “لكن أثناء التوزيع لم يتم تسليمي القسيمة”.
واستفسر الشاب الثلاثيني من إدارة المخيم وقائد الفريق في المنظمة عن السبب، “لكن كليهما أخبراني أن اسمي غير مسجل في القائمة”.
ويشير “الأسود” إلى أنه لم يكن الوحيد الذي لم يستلم القسيمة بل تجاوز أعداد غير المستفيدين نحو عشر عائلات، “وجميعها تعاني من أوضاع معيشية واقتصادية سيئة”.
وتقدمت هذه العائلات بشكوى لدى “إدارة المهجرين” التابعة لحكومة الإنقاذ والمسؤولة عن المخيمات الحدودية والتي تتولى تنظيم ومراقبة عمل المنظمات والجمعيات الإغاثية العاملة في إدلب، ولكن “دون جدوى”.
ويتهم “الأسود” ونازحون آخرون إداريي مخيمات شمالي إدلب “بسرقة” مخصصاتهم من المساعدات سواء أكانت قسائم مالية أو سلالاً غذائية أو غيرها من المساعدات الإغاثية.
يقول الشاب إنه تأكد من أحد الأشخاص المقربين من مدير المخيم بأن الأخير استلم مع قسيمته 15 قسيمة أخرى بالتنسيق مع قائد الفريق.
عمليات احتيال
وتأوي مخيمات إدلب على الحدود السورية-التركية أكثر من مليون نازح فرّوا خلال سنوات الحرب من مناطق النزاع بين الحكومة والمعارضة.
وقال شامل الحلبي، وهو اسم مستعار لموظف في إدارة المهجرين، إن “عمليات الفساد والسرقة والمحسوبيات منتشرة بكثرة في مخيمات شمال غربي سوريا”.
وأضاف، في مقابلة لنورث برس، أن أغلب تلك العمليات تجري “بعلم وتنسيق مسبق مع مسؤولين في إدارة المهجرين التي تسمح بدورها لإداريي المخيمات بتسجيل عشرات الأسماء الوهمية”.
وأشار “الحلبي” إلى أن إدارة المهجرين تفرض وعلى العلن على كل منظمة إنسانية عاملة في الشمال السوري دفع نسبة لها مقابل السماح لها بتنفيذ مشاريعها.
وأن مسؤولي المنظمات في الداخل مجبرون على تلبية شروط الإدارة، “لأنهم يعتقدون ألا مصلحة لهم بمعارضة حكومة الإنقاذ”، على حد قول الموظف.
وتسمح إدارة المهجرين بتسجيل عشرات الأسماء الوهمية ببيانات عائلية وأوراق ثبوتية مزورة مقابل أن يقوم الإداريون بوضع حصة “الإدارة على جنب”، على حد تعبير “الحلبي”.
وتصل أكثر من 800 سلة غذائية مقدمة من المنظمات شهرياً إلى إدارة مخيمات منطقة عقربات، وتقدر قيمة محتويات السلة الواحدة بـ 28 دولاراً أميركياً.
يقول الموظف في إدارة المهجرين إن أكثر من نصف تلك المساعدات تذهب إلى المستودع الرئيس في المعمل الأزرق على الطريق الواصل بين سرمدا وباب الهوى شمال إدلب، “بينما يتم بيع جزء آخر لتجار في مدينة الدانا”.
“بيانات مزورة”
ودفع سليمان الرجب (29 عاماً)، وهو نازح من بلدة كفرنبل جنوب إدلب يعيش في مخيم شمال إدلب، مبلغاً من المال لمدير المخيم الذي يسكنه مقابل أن يسجل اسمه في قائمة المستفيدين من القسائم المالية.
يقول إن مدير المخيم فرض على كل عائلة لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة أشخاص مبلغ 50 دولاراً مقابل أن يسجل اسمها في القائمة الخاصة باستلام القسيمة المالية.
ويشير إلى أنه وعشرات الأشخاص كانوا مضطرين للموافقة على شروط المدير، “لأن المنظمة حددت معيار قبول العائلة بتجاوز عدد أفرادها الخمسة”.
ويشير “الرجب” إلى استخدام ” وثائق بيانات عائلية مزورة” لتسجيل أقارب مدير المخيم وأشخاص محسوبين على الفصائل وخاصة هيئة تحرير الشام، يمكن استخراجها من مكاتب التزوير المنتشرة بكثرة في منطقة المخيمات.