بعد أكثر من شهر على انتهاء التسويات.. تدهور الوضع الأمني في درعا

درعا – نورث برس

تحاول روسيا فرض الاستقرار الأمني في الجنوب السوري بمناطق درعا وريفها، إلا أن هذه الجهود لا تزال تصطدم باغتيالات متكررة وعمليات اعتقال والفوضى في المنطقة.

وقال قيادي في اللواء الثامن، رفض ذكر اسمه، لنورث برس، إن “الوضع الأمني في مناطق سيطرة اللواء الثامن، ذراع روسيا في درعا، مستقر مقارنة بالوضع الأمني في القرى والبلدات التي تسيطر عليها القوات الحكومية”.

وأضاف: “لم يتم تسجيل أي عمليات اغتيال أو اعتقال في مناطق سيطرة اللواء الثامن بريف درعا الشرقي وخاصة في مدينة بصرى الشام ومعربة والقرى المحيطة بها”.

وأشار إلى أن “الواقع الأمني المستقر دفع الكثير من أبناء محافظة درعا والنازحين من السويداء إلى السكن في مناطق سيطرة اللواء أكثر من باقي مناطق المحافظة”.

والسبت الماضي، وفي سابقة هي الأولى من نوعها استهدفت عربة تقل عناصر من القوات الروسية في مدينة أزرع بريف درعا الشرقي.

قالت مصادر محلية، لنورث برس، إن هذه العملية تعتبر الأولى من نوعها من مدينة ذات التواجد الأمني الكثيف.

وأضافت: “الاستهداف تم عبر تفجير عبوة ناسفة مزروعة في دراجة نارية انفجرت أثناء مرور الدورية الروسية ولكن الأضرار اقتصرت على الماديات ولم يصب أي من الجنود الروس بأذى”.

وتضم مدينة أزرع قيادة الفرقة الخامسة ومفارز الأمن العسكري والسياسي وأمن الدولة والمخابرات الجوية ومديرية المنطقة التابعات للقوات الحكومية.

وأشارت المصادر إلى أن “مدينة أزرع محاطة بشبكة من الحواجز العسكرية والأمنية ولا يستطيع أي شخص دخول المدينة بدون التدقيق في هويته وتفيشيش اسمه على جميع الحواجز”.

و خلال الأسبوع الجاري، ازدادت عمليات الاغتيال على الرغم من مرور أكثر من شهر على انتهاء عمليات التسوية وتسليم السكان لأعداد كبيرة من الأسلحة وحصرها بين الأجهزة الأمنية والمتعاونين معها..

وخلال الأسبوع الجاري، سجل تسع عمليات اغتيال راح ضحيتها سبعة أشخاص منهم مَن هو ضمن القوات الحكومية.

وفي الأيام الاخيرة، داهمت المخابرات الجوية التابعة للقوات الحكومية خيام البدو النازحين شرق مدينة داعل، وقامت باعتقال شخص واثنين من أبنائه أحدهم لم يبلغ 13 عاماً، قبل أن تفرج عن الطفل والأب بعد يومين، فيما لا يزال مصير الأبن الأكبر مجهولاً.

والسبت الماضي، أفرجت القوات الحكومية عن 21 معتقلاً في سجونها.

وقال مقرب من أحد المعتقلين، لنورث برس، إن قريبه اعتقل قبل ستة أشهر دون اي تهمة توجه إليه حتى الإفراج عنه.

وأضاف: “تم اعتقاله على يد الأفرع الأمنية في ريف درعا الغربي وتم تحويله إلى مدينة درعا ومنها إلى أحد الأفرع الأمنية في العاصمة دمشق قبل أن يتم إيداعه في سجن عدرا المركزي حتى الإفراج عنه بعد دفع رشوة لأحد ضباط القوات الحكومية لوضع اسمه ضمن قائمة المفرج عنهم”.

وأشار إلى أن “غالبية المفرج عنهم لم تتم محاكمتهم بأي تهمة إنما يتم إيداعهم والإفراج عنهم تحت اسم مكرمة من السيد الرئيس”. فيما لا يزال مصير المعتقلين منذ العام 2011 مجهولاً.

وأمس الخميس، شهدت محافظة درعا ثلاث عمليات اغتيال قتل خلالها ثلاثة أشخاص في مناطق متفرقة من المحافظة، إحداها لقيادي في اللواء الثامن وأخرى لضابط سابق في القوات الحكومية.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: محمد القاضي