القضاء التركي يحكم بالسجن 20 سنة على شابين اعتقلوا في الأراضي السورية

حسكة – نورث برس

حكمت السلطات التركية، الأسبوع الفائت، بالسجن لمدة 20 عاماً على شابين من مدينة سري كانيه (رأس العين) شمال وشرقي سوريا، بعد اعتقالهم سابقاً في الأراضي السورية ونقلهم إلى سجونٍ داخل أراضيها.

ويأتي ذلك بالتزامن مع نشر منظمة ‘‘هيومن رايتس ووتش’’ الدولية، الأربعاء الفائت، تقريراً مطولاً قالت فيه بأن تركيا وفصائل معارضة مسلحة موالية لها، قامت باعتقال 63 مواطناً سورياً على الأقل في شمال شرقي سوريا، ونقلهم بشكل غير شرعي إلى تركيا لمحاكمتهم على خلفية ‘‘تهم خطيرة قد تزجهم في السجن المؤبد.”

وذكرت مصادر من ذوي الشابين لنورث برس أن السلطات التركية حكمت قبل نحو أسبوع على الشابين ‘‘عزو خليل المجو وحسين محمد العزو’’ لمدة 20 سنة، بعد اعتقالهما أواخر عام 2019 في مدينة سري كانيه.

وأشارت إلى أن التهم الموجهة لهما هي “المشاركة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ضد الجيش التركي وقتلهم لضباط أتراك في سري كانيه.”

وبحسب أقربائهما فإن الشابين معتقلين حالياً في سجن ولاية أورفا بتركيا، وهو السجن الذي ينقل إليه جميع السجناء الذين تم تسليمهم من قبل الفصائل السورية المسلحة بتهم القتال ضد الجيش التركي.

وكان تقرير لجنة التحقيق الدولية الصادر في تموز/ يوليو العام الماضي، قد اتهم فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين قد ترقى لـ”جرائم حرب” تتمثّل في “اختطاف الرهائن والمعاملة القاسية والتعذيب والاغتصاب.”

وبحسب ‘‘هيومن رايتس ووتش’’، فإن أدلة وتقارير أخرى تشير إلى أنّ العدد الفعلي للسوريين الذين نُقلوا بصورة غير قانونية إلى تركيا قد يصل إلى 200 شخص.

وتنص المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة على “حظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي والترحيل للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال… أيّا كانت دواعيه.”

وفي التاسع عشر من نيسان/ أبريل عام 2020، قال مركز “توثيق الانتهاكات في شمال سوريا”، إن الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، اعتقلت 32 شخصاً أثناء عمليات مداهمة في قرى سري كانيه، بتهمة التخطيط لعملية تفجير والموالاة للإدارة الذاتية و‘‘قسد’’.

وفي أيلول/سبتمبر العام الماضي، نشرت نورث برس، قيام فصائل المعارضة باعتقال ثمانية شبان من قرية كاطوف جنوبي سري كانيه، على خلفية خروجهم في تظاهرة مناهضة لممارسات الفصائل المستولية على ممتلكاتهم.

وأفادت المصادر حينها، بأن المعتقلين نقلوا إلى سجن حران في أورفا التركية، بتهمة أنهم خلايا نائمة لـ ‘‘قسد’’، وطالبت الفصائل المسلحة ذويهم بمبلغ 20 ألف دولار مقابل الإفراج عنهم.

بينما نشرت وسائل إعلامية مقربة من الفصائل السورية المسلحة، مقطع مصور يظهر المعتقلين الثمانية بأنهم خلايا يتبعون لقوات سوريا الديمقراطية، وهو ما نفاه أقربائهم وأثار سخطاً عشائرياً في المنطقة.

وسيطرت القوات التركية على مدينتي سري كانيه وتل أبيض في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، عقب عملية عسكرية شنتها مع المعارضة المسلحة الموالية لها، تسببت في تهجير نحو 300 ألف شخص، وفق تقارير حقوقية.

ونفى مصدر قيادي في قوات سوريا الديمقراطية لنورث برس، وجود مقاتلين في صفوفها اعتقلوا في سري كانيه بعد المعارك التي خاضوها ضد الجيش التركي والمعارضة المسلحة أواخر عام  2019 في المدينة.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: عكيد مشمش