شح في بعض أصناف الأدوية بدمشق واتهامات لصيادلة باحتكارها

دمشق – نورث برس

تشهد العاصمة دمشق نقصاً في توفر أصناف دوائية، ولا سيما أدوية أمراض القلب والضغط والسكري، وسط اتهامات للصيادلة باحتكارها وعدم التزامهم بالتسعيرة المحددة من قبل وزارة الصحة.

وقالت ربا الخالدي، وهو اسم مستعار لطالبة تعمل في صيدلية بمنطقة المرجة وسط دمشق، لنورث برس، إن الصيادلة يقومون بإخفاء الأصناف التي تشهد نقصاً في السوق، “وبيعها لزبائن محددين بأضعاف أسعارها الحقيقية.”

وكانت رزان سلوطة، مديرة الشؤون الدوائية في وزارة الصحة، قد قالت لإذاعة شام إف إم المحلية، إن هناك شحاً في بعض المواد الأولية التي تستوردها سوريا نتيجة أزمة كورونا وإحجام بعض الدول عن تصدير المواد الأولية إليها.

أدوية للخاصة

وذكرت “الخالدي” حادثة جرت قبل أيام حين جاء رجل مسنّ إلى الصيدلية وطلب حبوباً خاصة بمرضى الضغط، “لكن الصيدلي لم يبعه بحجة عدم توفر الدواء المطلوب.”

وأضافت: “لكن الصيدلي قام بعد ساعتين ببيع أربع علب من الدواء الخاص بمرضى الضغط لمحام من معارفه، طبعاً بأضعاف سعره.”

وقال وسيم غدق، وهو اسم مستعار لعامل في معمل أدوية بريف دمشق، لنورث برس، إن سبب شح كثير من أصناف الأدوية “يعود إلى قيام أصحاب المعامل بتهريبها إلى خارج البلاد لتحقيق أعلى نسبة من الربح، دون الاكتراث لأوضاع البلاد.”

ولفتَ “غدق” إلى أن هذا الأمر “يحصل بعلم وزارة الصحة وتواطؤها في بعض الأحيان.”

أسعار متباينة

وتختلف تسعيرة بيع الأدوية في صيدليات دمشق عن التسعيرة التي حددتها وزارة الصحة، كما أنها تختلف من صيدلية إلى أخرى.

وقالت شيماء خليل، وهي إحدى سكان منطقة البرامكة وسط دمشق، إن “الصيادلة يعمدون إلى شطب التسعيرة الرسمية ووضع تسعيرة على مزاجهم، تبلغ على الأغلب أضعاف قيمة الدواء الحقيقية.”

وكانت وزارة الصحة في الحكومة السورية قد رفعت أسعار بعض أصناف الأدوية لـ/12/ معملاً في شهر آذار/مارس  الفائت، إلا أن الأسواق شهدت نسباً أعلى من تلك التي حددتها الوزارة.

لكن أحد الصيادلة بدمشق، والذي فضّل عدم نشر اسمه، برر عدم التزامهم بالتسعيرة الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة بـ”هامش الربح القليل الذي تضعه الوزارة.”

وأضاف لنورث برس: “علبة الدواء البالغة تسعيرة بيعها للمريض /500/ ليرة على سبيل المثال، يكون هامش الربح للصيدلي فيها من /100/ إلى /125/ ليرة سورية”، وهو ما اعتبره الصيدلي نسبة متدنية.

ودعا الصيدلي النقابة لـ”إنصاف الصيادلة وعدم رمي الكرة دائماً في ملعبهم، لأننا ضحية مثل المرضى”، على حدِّ تعبيره.

اقرأ ايضا: الحكومة السورية تحجز على أموال شركات أدوية بتهمة استيراد مواد عبر طرق التهريب

وكانت وفاء كيشي، وهي نقيب صيادلة سوريا، قد اعتبرت أن الصيادلة متضررون من رفع أسعار أصناف من الأدوية “باعتبار أن هذا يشكل عبئاً مادياً عليهم”، وفقاً لتصريح سابق لها لجريدة الوطن السورية شبه الرسمية.

وقالت “كيشي”، في تصريحها أيضاً، إن رفع بعض أسعار منتجات بعض الشركات بينما إبقاء مثيلاتها على أسعارها القديمة “أحدث بلبلة في السوق، لذا يجب أن يكون هناك سعر موحد للمادة الدوائية بين كل المعامل.”

إعداد: وحيد العطار – تحرير: سوزدار محمد