زراعة السمسم في الرقة.. تكاليف منخفضة وأسعار جيدة

الرقة – نورث برس

مع عدد من نساء عائلته ينهمك علاء القاسم (28 عاماً)، في جمع ووضع باقات نبتات السمسم في مقطورة جرار زراعي تمهيداً لنقلها إلى ساحة أمام منزله لتجفيفها.

ويعيش القاسم الذي قام بتجربته الأولى في زراعة السمسم هذا العام في قرية المظلّة شمال مدينة الرقة.

ويبدأ موسم زراعة السمسم في بداية شهر تموز/يوليو من كل عام ويتم حصاده في شهر تشرين الأول/أكتوبر.

ويملك “القاسم” عشرة دونمات زرعها بالسمسم هذا العام كمحصول تكثيفي بعد موسم الحبوب، وبعد أن نضجَ محصوله وقام بجنيه، ينتظر مراحل أخرى لفرز البذار.

واعتاد مزارعو الرقة خلال الأعوام الماضية على زراعة أراضيهم بالقطن والذرة الصفراء، ولكن تكاليف الزراعة الباهظة من أسمدة وأيدٍ عاملة دفعت بعضهم مؤخراً إلى زراعة السمسم لانخفاض تكاليف زراعتها مقارنةً بالمحاصيل الأخرى.

ويقول مزارعون إن تكلفة دونم القطن تبلغ أكثر من /125/ ألف ليرة سورية موزّعة بين الأسمدة والفلاحة والأيدي العاملة والمبيدات وغيرها من المصاريف الأخرى.

وتنطبق هذه التكاليف على محصول الذرة الصفراء أيضاً، ما يدفع مزارعين إلى العمل على زراعات أقلَّ تكلفةً، مثل السمسم.

وخِلاف “القاسم”، قال محمود الأحمد (26 عاماً)، وهو مزارع في قرية كبش وسطي شمال الرقة، إن هذا الموسم هو الثاني له في زراعة السمسم، لأنه يدرُّ مروداً مادياً جيداً مقارنةً بمحاصيل أخرى.

وبلغ إنتاج الدونم الواحد نحو /40/كغ من السمسم بحسب “الأحمد”.

وتحتاج زراعة الدونم الواحد لكيلو ونصف من بذار السمسم، ويبلغ ثمن كيلو البذار أربعة آلاف ليرة، في حين تبلغ تكلفة الفلاحة ثمانية آلاف ليرة سورية.

لكن المشكلة “الأكبر” التي تواجه مزارعي السمسم هي عدم وجود آلات حديثة لحصاد المحصول وجنيه، حيث يضطر المزارعون لجنيه بطرق بدائية وبواسطة الأيدي.

ويتخوف هؤلاء المزارعون من مخاطر عدة كتزامن موسم الحصاد في أكثر الأحيان مع موسم الأمطار المُبكّرة والتي تتسبّب بتلف هذا المحصول.


وفي قرية الحكومية التي تبعد عن الرقة /20/ كيلومتراً من جهة الشمال، يتحدّث مصطفى المحمود (34 عاماً) عن تصريف محصول السمسم وأسعاره، ويقول إنه ليس هناك جهة رسمية تستقبل هذا المحصول.

لكن المحصول يشهد إقبالاً وطلباً كبيرين من قبل تجار يقومون ببيعه لمعامل المواد الغذائية.


وقال “المحمود” إنه زرع هذا العام /25/ دونماً بالسمسم، وإن أسعاره بشكل عام جيدة، “بلغ إنتاج أرضي قرابة طنٍّ من السمسم، وقد بعت الكيلو الواحد بـ/3500/ ليرة سورية.”

وقال حيدر الموسى، رئيس مكتب الإرشاد في لجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني، إن زراعة السمسم انتشرت مؤخراً في المنطقة، بسبب ارتفاع تكاليف زراعة المحاصيل الرئيسة كالقطن والقمح.

ويشير المسؤول إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالسمسم بلغت /15/ بالمئة من مساحة الأراضي المرويّة في الرقة دون أن تعمد الجهات الرسمية إلى وضع أي مشروع لدعم المحاصيل التكثيفية حتى الآن.

وقال “الموسى” إن هناك دراسات من قبل لجنة الزراعة لدعم محصول الذرة الصفراء خلال المواسم القادمة بالأسمدة والبذار والمحروقات، إلا أنه “ليس هناك خطط لدعم زراعة السمسم وغيرها من المحاصيل التكثيفية الأخرى كالجبس البذري والخضار.”

إعداد: أحمد الحسن – تحرير: عبدالله شيخو