نازحو تل أبيض يخشون من انتشار كورونا في مخيمهم بشمال الرقة
الرقة – نورث برس
يخشى نازحو منطقة تل أبيض، المقيمين بمخيم تل السمن (/40/ كم شمال الرقة)، من انتشار وباء كورونا بسبب ما يشهده المخيم من كثافة سكانية عالية.
ويصل عدد النازحين في المخيم إلى /700/ عائلة، تتوزع على /800/ خيمة، إذ اضطرت إدارة المخيم منح بعض العائلات خيمتين حتى تستوعب أفرادها.
وعبّرت عبلة الدرويش (62 عاماً)، نازحة من قرية فاطسة الشركراك جنوب مدينة تل أبيض، عن خشيتها من انتقال وباء كورونا إلى المخيم، “جميع دورات المياه والحمامات وخزانات المياه مشتركة.”
وخصصت إدارة المخيم لكل أربع خيم خزاناً لمياه الشرب بسعة خمسة براميل، “الأمر الذي يجبرنا على الاحتكاك ببعضنا البعض”، بحسب “الدرويش”.
وقامت إدارة المخيم بتحديد وحدة حمامات ودورات مياه لكل أربع خيم، حيث تحتوي كل وحدة على دورتين للمياه وحمامين.
وأشارت “الدرويش” إلى قرب الخيم من بعضها البعض، إذ تبعد الخيمة عن الأخرى مسافة أقلّ من متر ونصف، “كيف لنا حماية أنفسنا من كورونا؟ إذا أصيب شخص ما سيصاب الجميع في المخيم.”
وقامت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بافتتاح مخيم لنازحي تل أبيض في بلدة تل السمن في الـ/22/ من شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي.
ومن جهته، قال حسن العلي (38 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح فضّل عدم الكشف عن اسمه لوجود أقرباء له في منطقة سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا، إن النازحين لا يتخذون أي إجراءات وقائية في المخيم.
وشهدت منطقتا تل أبيض وسري كانيه (رأس العين) نزوح عشرات آلاف العائلات نتيجة العملية العسكرية التي شنّتها تركيا وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها في الـ/9/ من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي.
وأضاف “العلي” أن الأطفال يلعبون مع بعضهم البعض طوال الوقت، كما أن الكبار يتجمّعون لتبادل الأحاديث.
ويرى “العلي” أنه ورغم الجهود المبذولة من قبل إدارة المخيم للوقاية من فيروس كورونا، “إلا أنها ما زالت دون المستوى المطلوب”.
ومع انتشار الإصابات بفيروس كورونا، قامت إدارة المخيم بإنشاء نقطة طبية أمام مدخله، شملت إجراء تعقيم وقياس لدرجات حرارة الوافدين إلى المخيم.
وبحسب “العلي”، فإن الإجراءات التي يتم اتخاذها في النقطة الطبية غير كافية، “فحص الحرارة غير كافي، في حال كان الشخص مصاباً فإن الأعراض لا تظهر عليه إلا بعد عدة أيام.”
وطالب “العلي”، إدارة المخيم باتخاذ “قيود صارمة” حيال خروج النازحين من المخيم أو دخول أشخاص من خارجه “كما يجب أن يتم نشر الوعي الصحي على نطاق أوسع لتفادي وقوع إصابات.”
ولم يسجل مخيم تل السمن حتى الآن أي إصابات بفيروس كورونا المستجد، بحسب إدارته.
وقال محمد شيخ نبي، الرئيس المشارك لمخيم تل السمن، إن وجود المخيم في منطقة صحراوية بعيد عن التجمّعات السكانية كان من العوامل التي ساعدت في عدم وقوع إصابات داخله.
ولفت إلى أن الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل إدارة المخيم ساعدت أيضاً في ذلك.
وبعد انتشار إصابات في شمال وشرق سوريا، منعت إدارة مخيم تل السمن، النازحين من الخروج، “إلا في حالات الضرورة القصوى”، بحسب “شيخ نبي”.
كما تم منع الزيارات بشكل كامل من خارج المخيم، بالتزامن مع عمليات التعقيم للقطاعات السكنية والمرافق الحيوية داخل المخيم مرتين في الأسبوع.
وتقوم إدارة المخيم بإخراج القمامة من المخيم بشكل يومي، بالإضافة إلى توزيع حقيبة صحية أسبوعية على كل خيمة.
وتضمُّ الحقيبة الصحية مجموعةً من المنظفات والمعقمات.
وأشار “شيخ نبي” إلى أنهم يعملون في الوقت الحالي على إقامة جلسات توعية صحيّة لقاطني المخيم، “وذلك باستدعاء شخص من كل عائلة للخضوع لدروس التوعية ضمن شروط التباعد الاجتماعي.”
وأضاف: “قمنا بمنح كل عائلة يتجاوز عدد أفرادها ثمانية أشخاص خيمةَ إضافية”.
ويرى “شيخ نبي” أن تلك الإجراءات “غير كافية، ولكن هذا ما توفر لدينا من وسائل الوقاية.”
ولفتَ إلى أن كل تلك الإجراءات تمّت “بجهود ذاتية ودون أي دعم من قبل المنظمات الدولية العاملة في مدينة الرقة.”