حلب – نورث برس
تعاني قرى وبلدات في الجزء الغربي من ريف حلب الجنوبي، شمالي سوريا، من تدهور الخدمات رغم استعادة القوات الحكومة السورية السيطرة عليها مطلع شباط/ فبراير الفائت بعد معارك مع فصائل المعارضة المسلحة التي تراجعت باتجاه إدلب.
وتفتقر قرى وبلدات جزاريا وزمار وجب كاس والعيس وطلافح والعثمانية وتل باجر بريف حلب الجنوبي لمياه الشرب، وقد حمّلت العوائل التي عادت لمنازلها منذ أشهر الحكومة السورية مسؤولية توفير مياه الشرب، وضرورة قيامها بصيانة شبكات وخزانات المياه أو توفير صهاريج للمياه تجول بين القرى لتزويد السكان بمياه الشرب.
وقال حمادة علي الجمو (32 عاماً)، وهو من سكان بلدة زمار: “بعد نزوح دام لأشهر في حلب رجعنا إلى قريتنا وأراضينا الزراعية لنواصل حياتنا وأعمالنا، لكننا صُدمنا بواقع مرير، فالبيوت تعرضت للتخريب والدمار في كل مكان، فقمنا وبجهود ذاتية بتأهيل منازلنا وترميمها ولكن ينقصنا الكثير ولا سيما المياه كي تستقر حياتنا”.
وتعتمد قرى الريف الجنوبي من حلب في مياه الشرب بشكل رئيسي على الآبار الارتوازية، إلى جانب شبكة مياه كانت قد أنشأتها الحكومة السورية قبل الحرب.
وأضاف “الجمو” أن “لكل منزل في البلدة بئراً، لكن للأسف سرقت مولدات هذه الآبار ومستلزماتها، لذا لا نستطيع إعادة تأهيلها وشراء مولدات ومعدات جديدة نظراً لارتفاع الأسعار”.
وقال أيضاً: “الحكومة لم تبدِ أي بادرة ولم تساهم بأي عمل يساعد في عودتنا لقرانا بالرغم من زيارة المسؤولين للمنطقة واطلاعهم على أحوالها وعلى المطالب الشعبية الداعية إلى توفير الخدمات، لكننا لم نحصل حتى الآن على أبسطها”.
ويعتبر الريف الجنوبي، خاصة في قسمه الغربي من أهم مناطق الاستقرار الزراعي في حلب، إلا ان الحكومة السورية لم تقم بأي خطوة لتعزيز الاستقرار في هذا الريف وإعادة تنشيط الزراعة، رغم زيارة وفد من المحافظة في نهاية شباط /فبراير الفائت للمنطقة بعد اجتماع رئيس الوزراء السابق عماد خميس مع محافظ حلب وأعضاء مجلس الشعب عن المحافظة، والتأكيد على إعادة المراكز والمؤسسات والخدمات إلى العمل.
وقال ابراهيم التندي (41 عاماً)، وهو مزارع من بلدة تل باجر، إن الحكومة تأخرت في تأمين المياه لسكان المنطقة، وتساءل: “نحن لم نطلب أكثر من ذلك، فهل توفير مياه للشرب لإنقاذنا من العطش صعب على الحكومة”.
وأضاف: “على الأقل يمكن للحكومة توفير خزانات مياه توضع في القرى وتقوم بتسيير صهاريج تتجول في المنطقة”.
وتعاني أغلب أرياف حلب الجنوبية والغربية والشرقية بعد استعادة السيطرة عليها من قبل القوات الحكومية من إهمال وتأخّر في تنفيذ أعمال صيانة وإعادة تأهيل الدوائر الخدمية، حيث تكتفي السلطات الحكومية بالوعود أو تلجأ إلى الحلول الإسعافية، بحسب سكان من المنطقة.
من جانبه قال المهندس نور الدين الدوك، وهو موظف في مديرية مياه حلب، لـ”نورث برس”: “ستتم حل مشكلة المياه في ريف حلب الجنوبي بشكل إسعافي مبدئياً من خلال توفير خزانات كبيرة دائمة توضع في شوارع القرى بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر السوري”.
وأضاف أن “الخطوة الثانية ستكون إجراء صيانة لشبكة المياه والمساهمة في إصلاح الآبار الارتوازية”.