"انخفاض منسوب الفرات إعلان حرب مائية".. أرياف حلب تواجه خطر الجفاف

حلب – نورث برس

 

تشير التقديرات إلى أن استمرار تركيا في حجب كميات مياه نهر الفرات المتدفقة إلى سوريا سيتسبب "بكارثة" إنسانية في مناطق بريف حلب شمالي البلاد.

 

وقال مصدق خطيب وهو أستاذ الجيولوجيا البنيوية والتكتونية في جامعة حلب إن: "انخفاض مستوى المياه إلى ما دون مستوى الصفر، هو سابقة خطيرة وأمر يشبه إعلان حرب مائية من قبل تركيا، على سوريا والعراق".

 

وانخفض منسوب مياه السدود الثلاث الرئيسية على نهر الفرات داخل الأراضي السورية منذ شهرين، حيث بلغ منسوب سد تشرين/322.81/م3. مطلق، وتولّد طاقة كهربائية قدرها /1487000/ ك.و.سا، لكنها تمرّر /334/ م٣/ ثا من المياه، أما سد الفرات فإن منسوبه يصل إلى /301.54/ م3. مطلق، وينتج طاقة /4252000/ ك.و.سا، بينما تمرر/457/ م٣/ ثا من المياه، بحسب الإحصائيات الصادرة عن الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، في 7 حزيران/ يونيو الفائت.

 

وقال خطيب لـ "نورث برس": إنّ كمية /450/ م3، والتي كانت تصل إلى سوريا، انخفضت إلى ما دون النصف، وهو أمر ستكون له نتائج كارثية، ليس فقط على حوض الفرات الذي سيفقد الكثير من ثروته الزراعية والبيئية، وستجف المناطق المحاذية للنهر، "إنّما ستطال النتائج حلب وأريافها التي ستعاني من نقص في مياه الشرب، وتراجع في الإنتاج الزراعي، مما يعني فقدان سلتها الغذائية".

 

وتعتمد مناطق واسعة بريف حلب، على مياه نهر الفرات، التي تصلها عبر قنوات الري للزراعة، كما تعتمد قرى وأحياء من مدينة حلب على الكهرباء القادمة من سد الفرات، بالإضافة لتزويد المناطق ذاتها بمياه الشرب.

 

وتصل مياه نهر الفرات عبر قنوات جرّ، أربع قنوات منها مخصّصة لمياه الشرب، تصل إلى المدينة وأريافها لا سيما جنوب منطقة منبج والباب ودير حافر، قادمة من محطة ضخ الخفسة الواقعة على الضفاف الغربية لبحيرة الطبقة.

 

وبين خطيب، أنّ تركيا أقامت عشرات السدود الصغيرة والمتوسطة وحتّى الضخمة كسد أتاتورك، بالرغم من فائضها المائي، لأنّها لا تهدف لتخزين المياه لحاجات زراعية أو لتوفير مياه الشرب، وإنما لاحتكار المياه وإجبار سوريا والعراق للخضوع لها من خلال التعطيش وضرب البنية الزراعية والأمن الغذائي.

 

وشدد أستاذ الجيولوجيا البنيوية والتكتونية في جامعة حلب، على أنّ "حكومة أنقرة لم تحترم، ولن تحترم مستقبلاً، الاتفاقية المائية الموقعة مع الجانبين السوري والعراقي، وما يحصل اليوم من قطع للمياه، هو مقدمة لحرب مائية هي الأخطر على سوريا".

 

 وينص اتفاق تركي – سوري "مؤقت" وقعه الجانبان في 1987، لتقاسم مياه نهر الفرات، بأن تمرر تركيا ما لا يقل عن/500/ متر مكعب في الثانية إلى سوريا، لكن اتفاقاً آخر بين تركيا والعراق وقِّعَ بدايات التسعينات يتحدث عن تمرير سوريا ما لا يقل عن /58/ في المائة من الوارد إلى العراق.

 

وأما المهندس حسام الدين عطار وهو موظف في شركة المياه في حلب قال لـ "نورث برس": إنهم ينظرون بقلق إلى انخفاض منسوب نهر الفرات، وحتى مع ارتفاع المنسوب وعودة الأمور إلى نصابها، سيستمر هذا القلق، فمجدداً تركيا تلوّح بورقة المياه.

 

وأضاف "تلويح تركيا بورقة مياه الفرات، قد يصل لحد قطع المياه بشكل شبه كامل، وهو أمر ستتأثر به حلب وأريافها، لأن نهر الفرات يعتبر الشريان الرئيس لإرواء سكان حلب، وسقاية المحاصيل الزراعية لأريافها الشرقية والجنوبية التي تعتبر السلة الغذائية للمحافظة".

 

وحذّر المدير العام للمؤسسة العامة لسد الفرات، غياث اليوسف، في تسجيل صوتي حصلت عليه "نورث برس" خلال شهر حزيران/ يونيو الفائت، من أنّ استمرار انخفاض الوارد المائي لنهر الفرات إلى سوريا، قد يؤدي إلى "كارثة" في المنطقة، ذلك لأن نحو /350/ ألف هكتار من الأراضي الزراعية في الرقة والطبقة ستتضرر بشكل كبير، كما سيؤدي انخفاض المنسوب إلى انخفاض كمية إنتاج الكهرباء في السدود.