فلتان أمني متواصل في عفرين وعمليات السرقة تطال ألواح الطاقة الشمسية وأبراج الإنترنت
عفرين – نورث برس
تستمر سرقة أبراج الإنترنت وألواح الطاقة الشمسية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، ضمن سلسلة السرقات التي تطال ممتلكات المدنيين وأرزاقهم وسط فلتان أمني يعمُّ المنطقة منذ سيطرة القوات التركية والفصائل المسلّحة التابعة لها على منطقة عفرين في آذار/مارس 2018.
وأوضح جاكار حابو (اسم مستعار)، والبالغ من العمر (48) عاماً، وهو من سكان مدينة عفرين، لـ”نورث برس” إن ثلاثة من ألواح الطاقة مع الكابلات الخاصة بها، والعائدة له، تعرضت للسرقة.
وقال: “لدي محل سمانة في المدينة يحتوي براداً لتبريد اللبن وعلب الكولا والماء بالإضافة إلى تزويد المحل بالإنارة، قمت بوضع ثلاثة ألواح طاقة على سطح البناء ومددت كابلات إلى المحل لوصلها بالبطاريات، وفي صباح اليوم التالي ذهبت كعادتي لفتح المحل لأتفاجأ بسرقة الكابلات والألواح من على السطح”.
ونتيجة عدم جدوى الشكوى لدى “الشرطة العسكرية ” التابعة لتركيا، “قمت بشراء مولدة صغيرة لقضاء حاجتي منها بالتبريد والإنارة ومن ثم إدخالها للمحل وقفله بإحكام، ذلك لعدم جدوى الإبلاغ عن السرقة” وفقاً لما قاله حابو.
بينما قال محمد العيسى (33) عاماً، وهو من المستوطنين في عفرين، “لدي شبكة إنترنت مركَّبة في عفرين، أعمل على تفقّد قطع النت من خلال جهازي المحمول وعبر جولات على نقاط توزيع تلك القطع، لأتفاجأ منذ فترة وخلال تفقّدي للقطع أن هناك ثلاث قطع إرسال تمت سرقتها، قمت بالإبلاغ عن المسروقات لشرطة عفرين إلا أنهم سجّلوا الضبط ضد مجهول، ووعدوا بالقبض على السارق”.
وأضاف العيسى أن التبليغ “لم يثمر عن شيءٍ على الإطلاق، فلجأت للبحث عن القطع عبر محلات بيعها في المنطقة، وبعد طول عناء وجدتها معروضة للبيع في محلٍّ في بلدة راجو شمالي عفرين، ولكن صاحب المحل لم يصدّق روايتي رغم إبراز أرقام تلك القطع التي احتفظ بها لكل قطع النت لدي، فاضطرت لشرائها بثمن المستخدم، رغم ملكيتي الحقيقية لها”.
ونوَّه إلى أن الكثير من المدنيين يعانون المشكلة ذاتها دون أن تتوصل أجهزة الأمن والشرطة إلى حلٍّ ناجعٍ ونهائيٍ لتلك السرقات المنتشرة.
وأشار نورس الخالد (اسم مستعار)، وهو أحد عناصر الشرطة العسكرية التابعة لتركيا في مدينة عفرين، إلى أن ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل وقلّة مصادر الرزق لعبت دوراً في انتشار السرقة، مؤكداً عجزهم كقوة أمنية عن ضبط السرقات والانتهاكات.
وكان فصيل الجبهة الشامية قد أقدَمَ في كانون الثاني/يناير الفائت، على نهب كامل محتويات شركة الكهرباء في حي الأشرفية بمدينة عفرين، بحسب ما نقل موقع “عفرين بوست” المعني بشؤون منطقة عفرين أمنياً واقتصادياً واجتماعياً.
وكانت الشركة تحوي مولدين كهربائيين وكابلات وقطع تبديل وكابلات التوتر العالي التي تم توريدها من حلب إلى الشركة، وقد بلغت قيمة المسروقات حينها حوالي /50/ ألف دولار.
وحصلت بلدية الشعب التابعة لمقاطعة عفرين بريف حلب الشمالي في شباط/فبراير الفائت، على صور توثّق قيام القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها بسرقة مُعدات وتجهيزات محطة تحويل الكهرباء في حي الأشرفية بمدينة عفرين، ونقلها إلى تركيا.
كما ذكر موقع “عفرين بوست” قيام فصائل أخرى، في مقدمتها فصيل السلطان مراد، بفكّ وسرقة أسلاك التوتر الكهربائي العالي وخطوط الهاتف من كافة أرجاء منطقة عفرين.
وقال الرئيس المشارك لهيئة البلديات في الإدارة الذاتية بريف حلب الشمالي، فائق أحمد، في تصريح سابق لـ”نورث برس”، إن القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها، أقدمت بعد سيطرتها على منطقة عفرين، على سرقة الآليات والمحولات الكبيرة والأبراج وتجهيزات التوتر العالي من محطة الكهرباء في مدينة عفرين ونقلها إلى خارج المنطقة.
هذا ومع مرور أكثر من عامين على سيطرة القوات التركية والفصائل التابعة لها على منطقة عفرين، تواصل تلك الفصائل ممارستها لجميع أنواع الانتهاكات بحق مدنيي عفرين من سرقة ونهب واعتداء واختطاف وقتل.