استياء مزارعي قمح في الرقة بسبب تسعيرة شراء حددتها الإدارة الذاتية
الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
اشتكى مزارعون في ريف الرقة، شمالي سوريا، من التسعيرة التي حددتها الإدارة الذاتية لشراء مادة القمح، واصفين إياها بـ"غير المنصفة"، بالمقارنة مع مصاريف مرتفعة خلال الموسم الزراعي في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية.
ويتخوف مشرفون على قطاع الزراعة في شمال شرقي سوريا عموماً، وفي الرقة خصوصاً، من عزوف بعض المزارعين عن زراعة القمح والمحاصيل الأساسية إذا تكبدوا هذا العام خسائر كبيرة.
وعبر دلي العرودة (٤٥عاما)، وهو مزارع من قرية الرجم الأبيض، /40/ كم شمال مدينة الرقة، عن استيائه من تسعيرة الإدارة الذاتية، "تسعيرة شراء القمح غير منصفة وغير عادلة، فمهما أنتجت الأرض لن تسدد مصاريفها مع هذا السعر".
وانتقد بيع مستلزمات الزراعة للمزارعين بالدولار الأمريكي، في حين يكون شراء الإنتاج بالليرة السورية، "يجب على المسؤولين عن القطاع الزراعي أن يتعاملوا معنا بعملة واحد، فهم يبيعوننا المواد بالدولار ويشترون المحاصيل بالليرة السورية، دون مراعاة فرق العملة والانهيار الكبير لقيمة الليرة السورية".
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا قد حددت في الـ/14/ من الشهر الجاري تسعيرة شراء محصول القمح للموسم الزراعي 2020، بـ/225/ ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، مع مراعاة درجات القمح إن كان من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة.
من جهته قال عزيز البرسان(27عاماً)، وهو مزارع من قرية الجلاء/25/ كم شمال مدينة الرقة، إنه يعتزم زراعة أرضه بالمحاصيل الرعوية في العام القادم، "لأن زراعة القمح في ظل هذه الأسعار خسارة كبيرة".
وبلغت تكلفة الدونم الواحد أكثر من /60/ ألف ليرة سورية، بحسب ما أشار إليه البرسان، "اشترينا كيس السماد بحوالي /36/ ألف ليرة، ناهيك عن ثمن البذار والمبيدات والري، كما أن هناك مصاريف أخرى ستترتب علينا عند الحصاد، منها ثمن للأكياس وأجور الحصاد".
ولا يزيد إنتاج الدونم الواحد في أحسن الأحوال عن/400/ كغ، بحسب ما أوضحه مزارعون من ريف مدينة الرقة.
من جانبه وصف نوح عز الدين، (45عاماً)، وهو مزارع من قرية الزاهرة، /37/ كم شمال مدينة الرقة، سعر شراء القمح الذي حددته الإدارة الذاتية بـ"الجائر".
وأضاف: "أروي الأرض التي استأجرتها للزراعة عن طريق محركات الديزل، وهذا بحد ذاته تكلفة باهظة، ناهيك عن مستلزمات زراعة القمح التي اشتريناها بأسعار باهظة ومنها الأسمدة ومبيدات الأعشاب والتي يرتبط سعرها بالدولار".
ويتساءل عز الدين، كغيره من المزارعين، عن سبب عدم التعامل في عمليات بيع المستلزمات الزراعية وشراء محاصيلهم بعملة واحدة "لماذا يبيعوننا المواد الأساسية بالدولار ويشترون محصولنا بالليرة".
وأوضح عبود الخلف، وهو رئيس الجمعية الفلاحية في قرية كبش غربي، /40/ كم شمال مدينة الرقة، أن الجمعية قامت بترخيص 65 % من مساحة الأراضي الزراعية لزراعتها بالقمح.
ويتفق الخلف مع المزارعين في أن "تسعيرة القمح التي حددتها الإدارة الذاتية لشراء القمح سوف تنعكس سلباً على الزراعة"، مؤكداً أن "أغلب الفلاحين في مدينة الرقة لن يزرعوا القمح العام المقبل، إذا بقيت الأسعار على ماهي عليه وذلك بسبب التكاليف الكبيرة التي تكبدوها هذا العام".
وكانت الإدارة الذاتية قد حددت العام الماضي سعر شراء محصول القمح من المزارعين في البداية بـ/150/ ليرة للقمح و/100/ للشعير مع مراعاة اختلاف الجودة، لتقوم بعد اعتراض المزارعين برفع تسعيرة القمح إلى /160/ ليرة سورية فيما أبقت سعر شراء الشعير على حاله.
لكن الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة في شمال وشرق سوريا، سلمان بارودو، أكد الأسبوع الماضي، تمسكهم بتسعيرة القمح التي حددتها الإدارة الذاتية هذا العام، كونها اتخذت بعد دراسة "بالإجماع" بين المؤسسات المعنية.
وأوضح الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة، لـ "نورث برس" أنهم حددوا /20/ مركزاً لاستلام محصول القمح بشكل غير معبأ "دوغما" في عموم مناطق شمال وشرقي سوريا، بينما سيتم استلام الإنتاج في مناطق دير الزور معبأة بالأكياس.