في مخيم "الركبان".. نساء حوامل أمام "كارثة" طبية محتملة بسبب إغلاق حدود الأردن

الركبان ـ نورث برس

 

حذر قاطنون في مخيم "الركبان" على الحدود السورية الأردنية، من كارثة طبية قد يتعرض لها النساء الحوامل اللواتي حان موعد ولادتهن ويحتجن لعمليات قيصرية، في ظل غياب النقاط الطبية في ظل عدم السماح لهن من دخول الأردن لتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية في مشافي الدولة الجارة.

 

وقال عماد أبو شام والذي عرف عن نفسه بناشط ميداني وهو من أهالي غوطة دمشق، ويعيش في المخيم إن "الوضع الطبي كارثي وأكثر المتضررين في هذه الأيام هن النساء الحوامل اللواتي ينتظرن موعد إجراء العمليات القيصرية لهن وسماح الأردن لهن بالدخول وتلقي العلاج".

 

إغلاق النقطة الطبية

 

وكانت العمليات القيصرية تتم سابقاً داخل الأردن بعد أن يتم نقل النساء عن طريق الكادر الطبي العامل في نقطة (عون) الطبية، بحسب أبو شام.

 

وأضاف، "إلا أنه منذ أربع أسابيع تم إغلاق تلك النقطة حتى إشعار آخر، وهذا الأمر سيتسبب بوضع كارثي لهؤلاء النسوة الحوامل في حال لم يتم تدارك الأمر وتدخل المنظمات الصحية في هذا الأمر".

 

ومما زاد من سوء الأوضاع الصحية هو غياب الأطباء عن المخيم، بينما يتم الاعتماد فقط على نقطتين طبيتين في المخيم هما نقطة "شام" و"تدمر"، لكنها تفتقر للتجهيزات والمعدات والكوادر ويديرها ممرضون متدربون.

 

وأشار الناشط الميداني إلى أن "بعض الرجال يفكرون بإرسال نسائهن إلى مناطق النظام السوري لإجراء العمليات لهن، إلا أنهم يخشون عليهن من الاعتقال بسبب أن أزواجهن مطلوبون للنظام".

 

وقبل أيام صرح وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي"، أن بلاده لن تسمح بدخول المساعدات إلى مخيم الركبان عبر أراضيها، ولن تقبل بخروج أي مواطن من المحاصرين داخله نحو أراضي المملكة.

 

مساعدات مقطوعة

 

وقال "أبو شام"، تعليقاً على ذلك، إنه "بالنسبة لتصريح الأردن فالمساعدات الإنسانية مقطوعة منذ ثلاث سنوات من جهة الأردن، وبالتالي هذا التصريح لن يقدم ولن يؤخر ولن يختلف شيء بالنسبة للنازحين الموجودين ما بين الحدود السورية والأردنية في الأراضي المحرمة".

 

وأضاف "أنا مثلاً منزلي أقرب للمخافر الأردنية ويقع على بعد /200/ متر من الأراضي الأردنية، وليس باستطاعتي الدخول للأردن أو الحصول على مساعدات منها، وصراحة نحن مستغربون من تصرف الأردن تجاه المخيم بشكل غير إنساني وعدم تقديم المساعدات للمخيم".

 

ويؤوي مخيم الركبان، حسب المصدر ذاته، /5900/ نسمة يعانون من أوضاع إنسانية كارثية زاد من حدتها غلاء الأسعار واحتكار التجار وغياب أبرز المواد الأساسية وفي حال توافرها فإن أسعارها تفوق قدرة القاطنين في المخيم على دفعها، إضافة لغياب المساعدات عن المخيم منذ أشهر طويلة.

 

وقال أبو شام إن "الوضع الإنساني سيء جداً بسبب استمرار حصار المخيم من النظام السوري، منذ 9 شباط/ فبراير 2019، وازدادت وتيرة الحصار منذ أربعة أسابيع، الأمر الذي أدى إلى فقدان مواد غذائية رئيسية أهمها مادتي الطحين والسكر.

 

رمضان وغياب التجهيزات

 

ومع قرب حلول شهر رمضان، نقل "أبو شام" معاناة النازحين من غياب المنظمات الإغاثية، وغياب أي تجهيزات تتعلق بوجبات الإفطار والسحور.

 

وقال إنه "لا يوجد أي تجهيزات لشهر رمضان، خاصة أن الأهالي يعانون من أوضاع اقتصادية سيئة".

 

ويشهد السوق الرئيسي في المخيم شحاً في كثير من المواد وخاصة الخضراوات، إضافة لغياب المواد الخاصة بفترة السحور في رمضان، بحسب المصدر.

 

وطالب قاطنو المخيم في فترات سابقة ومع اشتداد الحصار، المنظمات الأممية بتأمين طريق لهم لنقلهم للشمال السوري، إلا أن مطالبهم "لم تلق أي آذان صاغية"، ما دفع بالنازحين لتنفيذ اعتصامات ووقفات احتجاجاً على الوضع المزري للمخيم.

 

مشاركة دولية

 

وتعليقاً على ذلك قال المتحدث باسم الرابطة السورية لحقوق اللاجئين والنازحين، مضر الأسعد لـ "نورث برس"، إن "غياب المساعدات الأممية عن المخيم يدل على أن هناك مشاركة دولية واضحة ما بينها وبين نظام الأسد وروسيا في عملية حصار المخيم وتجويع سكانه".

 

وأضاف "هناك نقص واضح داخل المخيم في الخيام والمواد الإغاثية وحليب الأطفال وغياب النقاط الطبية، بعد أن أغلقت الأمم المتحدة نقاطها الطبية في المخيم، ومن هنا تتحمل الأمم المتحدة والجامعة العربية مسؤولية ما يمر به قاطنو المخيم".

 

وطالب "الأسعد" في حديثه "المنظمات الدولية أن تعمل على إدخال المواد الإغاثية عن طريق التحالف الدولي والقوات التابعة لها على الأرض بالقرب من المخيم (في قاعدة التنف في منطقة الـ 55 بالبادية السورية)".

 

كما طالب الأردن بفتح إحدى بواباته باتجاه المخيم من أجل إدخال سيارات الإسعاف والمواد الطبية والإغاثية، "لوجود نساء حوامل وحالات ولادة بحاجة للطبابة السريعة، وأطفال يعانون من أمراض معدية وسارية، إضافة لأصحاب الأمراض المزمنة مثل القلب والضغط والسكري وغيرها، لذلك يجب العمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أهالي المخيم".

 

والأسبوع الماضي، حاولت كل من منظمة الهلال الأحمر السوري ومكتب المساعدات الإنسانية الأممية في دمشق (أوتشا)، إدخال مساعدات إنسانية لقاطني المخيم، إلا أن وجهاء المخيم رفضوا تلك المساعدات كونها قليلة جداً ولا تكفي نصف حاجة المخيم، مطالبين بأن تكون كافية للجميع، ما دفع بمنظمة الهلال الأحمر إلى إرجاع تلك المساعدات من حيث أتت، وفق مصادر من داخل المخيم.

 

ولم تتمكن نورث برس من معرفة وجهة نظر المسؤولين في الهلال الأحمر ومعرفة الأسباب.