/30/ ألف نازح ببلدة في ريف الحسكة وسط البطالة وغياب دور المنظمات
الحسكة – دلسوز يوسف – نورث برس
يعاني الآف النازحين من منطقة سري كانيه في بلدة تل تمر، (40 كم) شمال مدينة الحسكة، أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة، نتيجة غياب المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية في المنطقة، إلى جانب استمرار البطالة بينهم بعد فقدانهم لأعمالهم عقب سيطرة الجيش التركي والفصائل المعارضة المسلحة التابعة له على مناطقهم في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت 2019.
وبحسب احصائيات المجلس المحلي لتل تمر، فإن ما يقارب ثلاثة آلاف عائلة يبلغ تعداد أفرادها نحو /30/ ألف شخص، جلهم أطفال ونساء من منطقة سري كانيه/ رأس العين وريف بلدة تل تمر الشمالي الخاضع لسيطرة الجيش التركي، يتوزعون ضمن /12/ قرية غرب البلدة وفي المدارس التي تحولت لمراكز إيواء بعد أن تقطعت بهم سبل العيش إثر فرارهم من مناطقهم.
وضع معيشي سيء
وقال عبدالقادر أحمد (33 عاماً)، وهو نازح منذ ستة أشهر من مدينة سري كانيه ويقطن في قرية تل نصري /1 كم/ جنوب تل تمر، إن الأوضاع المعيشية للعوائل النازحة سيئة للغاية، وسط غياب دور المنظمات الإنسانية، "منذ قرابة شهرين لم تقدم أي منظمة مساعدات لنا".
وكان أحمد يمتهن النجارة سابقاً، لكنه عاطل عن العمل حالياً، فلا دخل يعتمد عليه لتأمين احتياجاته، "قبل هجمات الجيش التركي على سري كانيه كان فرص العمل جيدة، لكني حالياً بلا عمل، خاصة أننا نمر بفترة حظر تجول للوقاية من مرض كورونا".
ولا تختلف حال أمينة محمد (32 عاماً) عن وضع جارها عبدالقادر أحمد، فهي تعيل أطفالها بعد وفاة زوجها قبل سنوات، كما تعاني ابنتها الصغيرة من اختلاجات بعد إصابتها بشظايا قذيفة للجيش التركي أثناء استهداف مدينة سري كانيه في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.
"نعاني من صعوبات معيشية جراء البطالة وعدم مساعدتنا من قبل المنظمات، سابقاً كانت المساعدات تصلنا، لكنها انقطعت منذ أكثر من شهرين".
وأضافت "ابنتي أًصيبت بشظايا في رجلها بسري كانيه، مشفى تل تمر قدم لنا المساعدة حينها، لكنها تعاني حالياً من اختلاجات نتيجة نقص الرعاية الصحية، ووضعنا المعيشي لا يسمح لنا بمتابعة وضعها وعرضها على الأطباء للعلاج بالشكل المطلوب".
منظمات غائبة
ويرى مكتب شؤون المنظمات في الإدارة الذاتية، والذي يشرف على أمور النازحين بمنطقة تل تمر، أن النازحين يعتمدون بالدرجة الأولى على المساعدات الإنسانية في ظل غلاء المستلزمات الحياتية اليومية، وأنهم بحاجة للمساعدة مرة على الأقل كل أسبوع لسد احتياجاتهم، إلا أن غياب دور المنظمات يفاقم صعوبة وضعهم المعيشي في ظل حظر التجول المعلن منذ أكثر من شهر للتصدي لفيروس "كورونا المستجد".
وقال خليل خلو، الإداري في مكتب شؤون المنظمات الإنسانية بتل تمر، لـ "نورث برس"، إن نحو /30/ ألف نازح من سري كانيه وريفها يسكنون في بلدة تل تمر والقرى القريبة منها.
"هؤلاء النازحين يمرون بظروف معيشية صعبة نتيجة قلة المساعدات المقدمة إليها من قبل المنظمات الانسانية، خاصة أن أغلبيتهم عوائل ذوي الدخل المحدود".
وأضاف "نحن على تواصل دائم مع المنظمات العاملة في المنطقة، للضغط عليهم لتقديم المساعدات كوننا نرى الوضع المعيشي المتردي التي يعانيه هؤلاء النازحين، لكن لم تقدم المساعدات بالشكل المطلوب حتى الآن، خاصة وأن أغلبية النازحين يعتمدون بدرجة كبيرة على المساعدات الإغاثية المقدمة لهم نتيجة نسبة البطالة الكبيرة".
إلى جانب القاطنين في بلدة تل تمر وريفها، يقطن نحو /10/ الآف نازح من منطقة سري كانيه في مخيم "واشوكاني" بالقرب من مدينة الحسكة، يعيشون بدورهم وسط ظروف معيشية صعبة.
وكان مكتب شؤون المنظمات الإنسانية التابع للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، قد قرر في 15 آذار /مارس الماضي، تعليق كافة نشاطات المنظمات المحلية والدولية، فيما يتعلق بورشات التدريب والتأهيل والاجتماعات المغلقة.
واستثنى مكتب الشؤون المنظمات الإنسانية من قرار تعليق الأنشطة المتعلقة بتوزيع السلال الغذائية والإغاثية غير الغذائية.