غياب الخطط الحكومية يهدد التعليم بريف حلب بالعودة إلى واقعه قبل عقود
حلب – نورث برس
بعد أكثر من ستة أسابيع على قرار الحكومة السورية بإغلاق المدارس، يجهد بعض المعلمين وأولياء أمور التلاميذ في مدينة حلب وأريافها لإيجاد آليات لتعويض توقف العملية التعليمية، في حين يتدهور الواقع التعليمي ليتجه الوضع إلى ما كان عليه قبل عقود في الأرياف النائية.
وأعلن الفريق الحكومي المعني باستراتيجية التصدي لوباء كورونا، في 11 من نيسان/ أبريل الجاري، تمديد تعليق الدوام في المدارس والجامعات حتى /2/ من شهر أيار/ مايو المقبل وهو ما سيزيد من تضرر العملية التعليمية بحسب مدرسين في المنطقة.
وتتركز الأضرار بحسب مختصين ومتابعين في المدارس الحكومية في الأرياف وضواحي المدن، وسط غياب خطط جدية لوزارة التربية، وعلى الرغم من تصريحات تحدثت عن نية الوزارة تعويض النقص الحاصل في عملية التحصيل العلمي، إلا أنها لم تترجم بأي خطوة عملية على أرض الواقع.
وقال محمد رمضان حمادة، وهو موجه اختصاصي لمادة الرياضيات من مجمع سمعان التربوي في ريف حلب الجنوبي الغربي، لـ "نورث برس"، إنهم يتواصلون مع مديري المدارس من أجل وضع آلية للتعليم المنزلي "من خلال قيام المدرس بالتدريس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء بتوجيه الدروس للطلاب مباشرة، أو عبر أهاليهم في حال كانوا ذوي تحصيل علمي جيد".
وأضاف "لكن هذه الإجراءات تبقى قاصرة ولا تفي بالغرض، لا سيّما للأسر الفقيرة والريفية التي لا تتوفر لديها وسائل تواصل حديثة".
وتكتفي وزارة التربية ببث دروس لمختلف الصفوف التعليمية عبر القناة التربوية السورية التي تشرف عليها الوزارة، وهو إجراء غير مجدٍ بنظر الكثير من أهالي التلاميذ الذين تواصلت "نورث برس" معهم، بسبب عدم وجود تواصل وتقييم للتأكد من التزام الطلاب بمتابعة الدروس عبر التلفاز.
وقالت هلا حافظ، وهي مدرّسة لغة عربية في مدرسة مسقان في ريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، إنّ تلاميذ المدارس الحكومية هم الأكثر تضرراً من عملية إغلاق المدارس، لا سيّما في المناطق الريفية، بينما تسعى المدارس الخاصة لخلق برامج تعليمية تصل إلى الطلبة في منازلهم، إمّا عبر التواصل الهاتفي أوالإنترنت أو من خلال إرسال المدرسين إلى منازل الطلبة تباعاً.
وأردفت حافظ أنّ انقطاع التواصل بين معلمي المدارس الحكومية والطلبة سيتسبب بانعكاسات سلبية، فلم يتلقّى الطلاب سوى نصف المنهاج الدراسي المقرر.
وغالباً يتعامل سكان المدينة بإيجابية بخصوص الاهتمام بالتحصيل الدراسي لأبنائهم، فتلجأ معظم العوائل لتعليم أبنائها باعتماد طرق شتّى، وكلٌّ بحسب قدرته وإمكاناته المادية، أمّا في الريف ولا سيّما النائي تدهورت حال العملية التربوية والتعليمية لتتوقف كلياً في كثير من القرى.
وقال عبد الله قيموز، أمين سر التعليم الإلزامي في منطقة مسكنة، شرق حلب، لـ "نورث برس"، إنّ الكثير من الأهالي اعتبروا عطلة المدارس فرصة ليرسلوا أبناءهم لساحات العمل بالمهن الريفية، كالزراعة والرعي خلال فترة تعليق الدوام.
"مناطقنا أساساً تعاني من ضعف بالإمكانات التعليمة وقلة الدعم لرفد العملية التعليمية، والانقطاع زاد طين مشاكلنا بلة".
وأكّد أن لهذه الحال نتائج سلبية على الطلبة والمدارس الريفية التي عانت في عقود سابقة لكي تستقر العملية التربوية فيها في ظلّ غياب أي اهتمام للسكان بالتحصيل العلمي والمدرسي لأطفالهم.
وأضاف أيضاً أن إعادة الطلاب خصوصاً الفتيات للمدارس في وقت لاحق وإقناع الأهالي بذلك سيكون مهمة شاقّة تتطلب وقتاً.