أرباب المهن الحرة بدير الزور.. أمام توقف الدخل واستمرار المصاريف

دير الزور – صفاء عامر – نورث برس

 

شل فيروس كورونا أعمال كثيرين من أصحاب المهن الحرة في مدينة دير الزور، شرقي سوريا، فقد أحالتهم قرارت حظر التجول والتزام المنازل وإغلاق الأسواق والأعمال إلى البطالة القسرية، كما يسميها البعض من سكان المدينة.

 

وأمام عجز كثير من أرباب هذه المهن عن تلبية احتياجات عائلاتهم الأساسية، ينكشف الغطاء عن أحوال الآلاف ممن كانوا يعملون بأجر يومي، والذين اتجهت ظروفهم الآن إلى المزيد من الصعوبة والتعقيد، لدرجة أن بعضهم يعجز الآن عن دفع  آجارات محلاتهم وأجور عمال لديهم.

 

وقال حسن المرعي (50 عاماً)، وهو حلاق في صالون استأجره في حي القصور بدير الزور، لـ "نورث برس"، إنه يقضي يومه وهو يفكر في كيفية تأمين معيشة عائلته، بعد أن إغلاق باب محله  إلى أجلٍ غير مسمى، وذلك عقب قرار الحكومة السورية بإغلاق كافة المحال التجارية باستثناء محال بيع المواد الغذائية.

 

"أنفقت خلال هذه الفترة كل ما جمعته سابقاً، واضطررت للعمل في سوق الهال حتى أطعم أهل بيتي، فإذا لم أعمل وأتدبر أمري لن يطرق أحد باب منزلي، لن يعطيني أحد ربطة خبز لأطفالي".

 

وقال عبد الله الناصر، وهو نجار بناء يشرف علىورشة تضم عدداً من العمال، إن العمل توقف وبالتالي توقف مردود العمال الذين يعملون معه، بينما لدى كل واحد منهم عائلة، ولم يعد بمقدوره تأمين عمل لهؤلاء العمال أو إعطائهم أجرتهم، ما أجبر العمال للسعي لكسب رزقهم في أعمال أخرى وبأجر أقل.

 

من جانبه، قال بسام العبدالله، وهو رجل أربعيني وصاحب محل لبيع الألبسة، لـ "نورث برس"، إن المعضلة ليست إغلاق المحل فقط، لأن البقاء بلا عمل لن يعفيه من دفع الإيجارات الواجبة لمستحقيها.

 

"لا دري إلى متى ستبقى هذه الحال المفروضة علينا، فالخوف من المرض وآجارات المحل والمنزل هموم تلاحقني، أنا لا أعمل لكنني أدفع".

 

وكان محافظ دير الزور، عبدالمجيد كواكبي، قد أصدر قراراً في 6 نيسان/ أبريل  الجاري يسمح من خلاله لعدد من الفعاليات والمهن بفتح محالهم والعمل خلال أيام محددة منها محال صيانة وإصلاح السيارات  وإصلاح المحركات الصناعية والزراعية ومحال بيع قطع تبديل السيارات والزيوت ،وذلك أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع من الساعة 9 صباحاً ولغاية الساعة الرابعة عصراً، لكن القرار لم يتطرق إلى مهن أخرى يعمل بها قسم كبير من السكان.